كان موظفا نشيطا
ناجحا في عمله، يقوم بكل ما يُطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ، كل ما يعيبه أنه كان
لعوبا إلى حد ما، يغادرُ مقرَّ عملهِ كثيراً بدون إذن، أما عن إجازاته وأذوناته فهي
أكثر من المُعتاد.
ذاتَ مرة تقدّم بطلب
إجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة لكن مديره رفض، فما كان منه إلا أن
تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ، واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور، ولعلم المدير أنه
ليس بمريض ذهب إلى بيته باكرا وقابله وهو يحمل حقائب رحلته، وقعت عين المدير على
عينه فكاد أن يموت خجلا، وهنا وجه له رسالة واحدة وهي أنه مهما فعل فهو غير قادر
على خداعي بل وخصم له أجر اليوم مضاعفاً.
لكن
كانت النتيجة كارثة حلت بالشركة، فقد تقدم باستقالته وترك
الشركة وانصرف، ومن وقتها الشركة لم تقدم الإنجاز المطلوب منها، واكتشف المدير
خطأه الفادح.
عشرات المواقف
السلبية نشهدها في يومنا، من الذكاء والفطنة غضُّ الطرْف عن أخطاء الآخرين، وتجاهل
ذكر المساوئ، ترفقا وسترا ولعدم التسبب في إحراجه والحفاظ عليهم من تسلل الإحباط
وضعف ثقته بنفسه.
قالوا في تعريف
التغافل: أن تغض الطرف عن الهفوات، وألا تحصي السيئات، وأن تترفع عن الصغائر، ولا
تُركِّز على اصطياد السلبيات.