مع عودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة "أورموج"
الفلبينية، بعد رحيل الإعصار "
هايان" عنها، عادت الأجراس تقرع في مدارسها، وقد ضربت الأقفال على ما تهدم منها، فطفق طلابها ينتظرون إعادة ترميمها، والأمل يحذوهم بأنهم سيتمكنون يومًا ما متابعة تعليهم في بناء سليم، كما كان الحال قبل الإعصار.
فقد أفتتحت أهم ثانوية في المدينة، التي تحتضن عدد كبيرا من الطلاب أبوابها، بعد شهر من مرور الإعصار، فتوجه إليها الطلاب بلباسهم الموحد، منذ ساعات الصباح الباكرة، حيث بإمكان المرء مشاهدتهم في هذا الوقت على باب المدرسة، وأحد العاملين فيها يدقق في هوياتهم.
وبينما تم تغليف الأقسام المتضررة من الثانوية بأكياس النايلون، أقفلت الأقسام التي تضررت بشكل كبير، بحيث صار من غير الممكن ترقيعها بتلك الأكياس.
وبالرغم من عودة
الدراسة إليها بعد عمليات الترميم التي قامت بها المنظمات الخيرية والحكومة، ما تزال كثير من الصفوف غير صالحة لإعطاء الدروس فيها، ما اضطر إدارتها إلى توحيد بعض الدروس وجمعها في صف واحد.
وزاد من الضغط على مدارس "أورموج"، قدوم العديد من الطلاب من مدينة "تاكلوبان"، التي تضررت من الإعصار بنسبة أكبر من أختها "أورموج".
بدورهم يقوم المعلمون في المدرسة، إلى جانب إعطاء الدروس، بمساعدة الطلاب في التخلص من الآثار النفسية السيئة للإعصار، فترى المعلم في المدرسة يسعى جاهداً إلى بث الفرحة والسرور في نفوس الطلاب أثناء الدرس.
ولا تخلو حتى المواعظ المدرسية، التي تعلق على حيطان الصفوف من محاولة تحسين الحالة النفسية للطلاب، وإزالة آثار الإعصار عنها، وأكثر ما يلفت النظر من بين هذه المواعظ، عبارة "بلا سقف، بلا مأوى، لكن ليس بلا أمل".