قال المحلل العسكري
الإسرائيلي أليكس فيشمان إن الخط الدفاعي لإسرائيل "يبدأ من حدود الأردن مع
العراق وينتهي في البحر الأبيض المتوسط والحديث الأمريكي عن إخلاء الجيش الإسرائيلي لغور الأردن غير واقعي".
وأوضح فيشمان في افتتاحية صحيفة يديعوت احرونوت أن "الحديث الأمريكي الإسرائيلي عن تقديم الحماية للأردن ضد تقدم
داعش من الجهة العراقية حديث ليس سابقا لأونه فحسب بل يمثل صلفا إسرائيليا وتحكما أمريكيا".
وأشار إلى أن الأردن "يستطيع تدبر نفسه في هذه المرحلة، ولا توشك قواته على الانهيار صباح غد كما تقول عناوين الصحف الأمريكية".
ولفت فيمشان إلى أن التقارير الصحفية عن
معارك بين مقاتلي داعش والجيش الأردني على طول الحدود العراقية "غير دقيقة فالمعابر الحدودية بقيت مفتوحة والمجاهدون السنة لم يدخلوا إلى داخل الأردن".
وأضاف "لكن هذا بالطبع لا يغير حقيقة أن داعش منظمة خطيرة احتمال تهديدها للمنطقة كلها عظيم ولهذا زادت إسرائيل متابعتها منذ بدأت حملة احتلالها في الشرق الأوسط".
وقال فيشمان "صحيح أن اللاجئين الذين زادوا على مليون والذين أغرقوا الأردن في السنوات الأخيرة أضعفوا المملكة جدا وقد يكون هذا الواقع المتغير أنشأ عند جهات أصولية فكرة أن هذه هي الفرصة لإضعاف نظام حكم الملك عبد الله، لكنّ للأردنيين جهاز أمن داخليا قويا يتمتع بولاء القبائل المركزية"
ورأى أن من نقاط الضعف في الأردن "التوتر الحاصل بين القبائل الجنوبية في مدينة معان والتي ظلمها النظام في عمان سنين كثيرة. واذا كان يحتمل دخول داعش إلى داخل الأردن فسيحدث ذلك اذا انضم رجالها إلى تلك القبائل".
وفي سياق متصل دعا الكاتب زلمان شوفال إلى تقوية التعاون الأمني بين أمريكا وإسرائيل في أعقاب الأحداث الأخيرة في العراق وفي ظل اقتراب موعد إبرام الاتفاق النووي مع إيران.
وقال شوفال بمقالته في صحيفة "إسرائيل اليوم" إنه من غير الواضح ما إذا كانت المطالب الأمريكية من إيران ستشمل "وقف النشاط الإرهابي أو وقف برنامج الصواريخ الإيراني الذي لا يعرض للخطر إسرائيل وأوروبا فقط بل يعرض الولايات المتحدة نفسها للخطر في أمد أبعد".
ولفت إلى أن المندوبين الإيرانيين رفضوا في ردهم المعلن المطالب الأمريكية بتخصيب اليورانيوم بنسبة معينة في مواقف مكشوفة بغضب شديد وقال "ينبغي أن ننتظر الآن ونرى من سيضعف أولا، وبأي قدر تحرق الأزمة في العراق أوراق اللعب اذا فعلت أصلا".
وأشار شوفال إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تكثر "من الصراخ في الكلام عن نقطة الحضيض التي لم يسبق لها مثيل في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن يتبين أن هذا الحضيض لا يظهر في المواضيع الجوهرية ولا سيما الأمنية".
وذكر أن نائب وزير الدفاع الأمريكي ماثيو سبنس، قال قبل أسبوعين في مؤتمر هرتسليا إن استقرار هذه العلاقات والمصلحة الامريكية في تعزيزها وإن هذا الاشتراك في المصالح ولا سيما بسبب تهديد "المجاهدين السنة للشرق الاوسط كله، يوجب شفافية مطلقة و"صفر مفاجآت" من الطرفين بين واشنطن والقدس، في الشأن الايراني وفي شأن التهديد الجهادي".