قال حزب الله مساء الثلاثاء، إن أمين عام الحزب حسن نصر الله التقى بالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي
شمخاني خلال زيارته لبيروت، للتباحث بالتطورات السياسية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في الحزب أن نصر الله وشمخاني تداولا "آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة"، دون أن يتطرق إلى مزيد من التفاصيل.
وكان شمخاني، الذي رافقه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أجرى في وقت سابق الثلاثاء محادثات مع رئيس الحكومة
اللبناني تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قبل أن يتوجه إلى دمشق ويلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد.
وفي تصريحات صحفية في
بيروت، اعتبر المسؤول الإيراني أن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم
داعش "مضحك" و"ليس له قيمة" في محاربة الإرهاب "دون تحرك أرضي"، رافضا التقارير التي أشارت إلى أن بلاده سوف تشارك في هذا الائتلاف مقابل تسهيلات تقدم لها في ملفها النووي السلمي.
وقال شمخاني، بعد لقائه بري، إن "هذا الائتلاف الدولي المزعوم والمضحك الذي يتبنّى ظاهريا مكافحة الإرهاب دون الاستناد إلى مسوّغ أخلاقي أو حقوقي أو شرعي، لا يمكن أن يخدم توجهات ومصالح الشعب العراقي والدولة العراقية".
واعتبر أن هناك "تخطيطا أكبر من "داعش"، متهما " الغرب وأصدقاءه في المنطقة" بأنهم وراء تشكيل هذا التنظيم و تمويله وتجهيزه وتهيئة الساحة لنموه في سوريا.
وأضاف: "من أجل ذلك أعتقد أن هذا الائتلاف هو عبارة عن مسرحية وأن المشاهد المسكين سيخرج بعد مشاهدة هذه المسرحية دامع العين".
وأعلن شمخاني بعد محادثاته مع رئيس الحكومة اللبنانية، أن بلاده قررت تقديم هبة عبارة عن تجهيزات "تساعد" الجيش اللبناني في المواجهة التي يخوضها في بعض المناطق الحدودية الشرقية مع سوريا "ضد الإرهاب التكفيري المتطرف"، مشيرا إلى أنه لا يوجد "أي خط أحمر" يحول دون ترسيخ العلاقات بين البلدين.
وقال إنه "نظرا للمواجهة التي يخوضها لبنان في بعض مناطقه الحدودية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف فإن إيران قررت أن تقدم هبة عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل".
ولفت إلى أن الدولة اللبنانية "رحبت بهذه الهبة".
ورأى شمخاني أنه "ليس هناك أي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين"، مشيرا إلى أن ما يهم طهران "بشكل أساسي هو تثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار في لبنان".
وأوضح أنه استعرض مع سلام "كثيرا من الأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين"، مشيرا إلى أنه "وعلى الرغم من أن الجغرافيا تفصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الجمهورية اللبنانية، فإن هناك قيما وأفكارا ومبادئ مشتركة تجمع الشعبين، وهذا الأمر يقربهما لبعضهما البعض".
ويخوض الجيش اللبناني حربا ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" كان آخر فصولها مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين سوريين في محيط بلدة عرسال المحاذية للحدود السورية، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالاضافة إلى خطف عدد منهم ومن القوى الأمن الداخلي.
وتم الإفراج عن بعضهم، فيما أعدم "داعش" اثنين منهم ذبحا وأعدمت "النصرة" عسكريا آخر برصاصة في الرأس.
يذكر أن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، أعلن الشهر الماضي عن مساعدة من الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز بقيمة مليار دولار أميركي لتمويل عمليات شراء "فورية" لمعدات وذخائر للجيش دعما لحربه على الإرهاب.
وكانت السعودية أعلنت في كانون الثاني/ يناير 2014 دعم الجيش بثلاثة مليارات أخرى لشراء أسلحة للجيش عبر فرنسا.