نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا حول رواج تطبيقات الهواتف لسيارات الأجرة في
السعودية، وخاصة أن
النساء ممنوعات من
القيادة، مما يعني اضطرارهن لاستخدام سيارات الأجرة (
التاكسي).
ويضرب التقرير مثالا على هذا السيدة سمر ناصر، والتي تنفق حوالي 800 دولار في الشهر على المواصلات، من خلال تطبيقات حجز سيارات الأجرة، وهذا الرقم هو أكبر بكثير مما سيكون قسط سيارة خاصة، أو حتى استئجار سيارة، ويعلق بأن السبب هو منع النساء في السعودية من قيادة السيارات.
ويرى التقرير أن هذا المنع شجع ظهور عدد من التطبيقات، التي تساعد في حجز سيارات الأجرة خلال السنة ونصف الماضية، منها تطبيق شركة "أبر تكنولوجيز " و"إنكوربوريتد" من أميركا، وتطبيق "إيزي تاكسي" من شركة "روكت انترنت أي جي" الألمانية.
وتقول شركات البرمجيات إن 80% من زبائنها في المملكة من النساء، حيث تمكنَّ من الاعتماد على الحصول على سيارات أجرة في بلد يكاد لا يكون فيها نظام نقل عام، وفق التقرير.
تقول السيدة ناصر، البالغة من العمر 38 عاما، وتحتاج للسفر من جدة إلى الرياض بانتظام: "يأخذوني للعمل، من المطار إلى أي مكان أريد"، في إشارة إلى خدمة كريم للسيارات الفاخرة مع السائق.
وتذكر الصحيفة أن شركة كريم ومركزها دبي، أطلقت عملها في السعودية العام الماضي، حيث تقدم الخدمات في 4 مدن في المملكة وفي المجال الفاخر، تتبعها شركة "أبر" من سان فرانسسكو، وتقول شركة "روكت إنترنت" إنه تم تنزيل تطبيقها إيزي تاكسي 300 ألف مرة منذ شهر شباط/ فبراير. وهناك ثلاثة تطبيقات أخرى على الأقل يمكن تنزيلها أو هي في طريقها للإطلاق.
وتنقل الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لشركة إيزي تاكسي (الشرق الأوسط) محمود فوز، قوله "إن دخول كل هؤلاء اللاعبين على الخط في فترة قصيرة يدل على حجم السوق لمثل هذه الخدمات".
ويبين التقرير أنه قد تم استثمار ما قيمته مليار دولار على المستوى العالمي في تطبيقات سيارات الأجرة إلى الآن، وبسبب المنافسة القوية في بلدان مثل الولايات المتحدة اضطرت بعض الشركات أن تقدم صفقات أفضل للزبائن، بينما اضطرت شركات أخرى للخروج من المعركة، وقد وجدت شركات التطبيقات هذه معارضة قوية في أوروبا سواء على مستوى السلطات أو على مستوى سائقي التاكسي.
وتشير الصحيفة إلى أن شركات تطبيقات حجز السيارات تجد أن السعودية بعدد سكانها الثلاثين مليونا، والتي تعتبر أكبر دول الخليج، هي من أهم الأسواق عالميا، خاصة أن البلد تتمتع بنسبة انتشار للهواتف الذكية تصل إلى 74%، وهي من أعلى النسب في العالم، ولا تحتوي أي من المدن الرئيسية على مترو أو خدمة باصات يعتمد عليها، والأهم من ذلك أن حوالي 50% من الشعب ممنوع من قيادة السيارات.
وقال مدثر شيخة، مؤسس خدمة كريم، والتي تتمتع بـ 50 ألف مستخدم دائم، وتنمو بنسبة 50% في الشهر "نحن نحك السطح فقط".
ويضيف شيخة للصحيفة إنه بالنسبة للنساء قبل إطلاق تطبيقات حجز سيارات الأجرة فإن الخيارات كانت محدودة، فكان بإمكان من تستطيع تحمل التكلفة أن توظف سائقا بـ 500 دولار، أو أن توقف سيارة أجرة في الشارع، وهذا أمر غير مقبول اجتماعيا، وسيارات الأجرة أحيانا كثيرة ليست في حالة جيدة، وقد تكون ذات رائحة كريهة أو حزام أو عداد لا يعمل، وكل هذا يمنع النساء من استخدامها.
وتعقب السيدة ناصر على الموضوع: "لن يكون والداي راضيين عني إن أوقفت سيارة تاكسي في الشارع".
وتعتقد الصحيفة أن هذه التطبيقات لا تغني عن السماح للنساء بالقيادة، وتزمع مجموعة من الناشطات القيام بقيادة السيارات في 26 تشرين الأول/ أكتوبر؛ احتجاجا على المنع، وقد قام الآلاف بتوقيع عريضة، مطالبين بتغيير القوانين، وقد تم تغريم نساء سعوديات العام الماضي لقيامهن باحتجاج مماثل.
وتفضل النساء السعوديات أن يتمكنّ من قيادة السيارة، وفي غياب هذا الخيار فإن تطبيقات سيارات الأجرة هي البديل الأفضل، كما تقول رنيم بخاري (27 عاما).
ويذهب التقرير إلى أنه ومع إدراك الشركات لأهمية هذه التطبيقات للنساء، فقد قامت بتوجيه حملات التسويق للنساء، فتطبيق "أبر" ارتبط بموقع الموضة أنثى، بينما أعلنت شركة كريم عن رسم مخفض (9 ريالات) لرحلة للمول خلال أيام الأسبوع، وبعض الإعلانات استغلت حتى المخاوف لدى النساء. أحد الإعلانات في سيارة "إيزي تاكسي" تقول "هل تكرهين انتظار التاكسي في الشارع؟ هل تخافين من الركوب في سيارة مع سائق غريب؟".
وتعلق منى أحمد (28 عاما) على أسلوب الإعلان هذا قائلة إنه محزن ومهين أن تستخدم الشركات هذا الأسلوب في الإعلان.
بينما يلفت السيد فوز إلى أن "إيزي تاكسي" تحاول مساعدة النساء في السعودية على مواجهة "التحديات اليومية"، وإن شركته تستقبل مئات التعليقات الإيجابية أسبوعيا من المستخدمين.