تلقت
إسرائيل ضربة قوية جراء قرار الكنيسة الميثودية، إحدى أكبر الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة، سحب استثماراتها من شركات وبنوك إسرائيلية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان الفلسطيني، ودور هذه البنوك في تمويل المشاريع
الاستيطانية في الأراضي المحتلة.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر الخميس، أن خطورة هذه الخطوة تكمن في حقيقة أن أتباع هذه الكنيسة يتجاوزون السبعة ملايين شخص، علاوة على أن مدخراتها تقدر بأكثر من عشرين مليار دولار، ما يقلص من قدرة الشركات والبنوك الإسرائيلية على الاستفادة منها.
واعتبرت "هآرتس" أن قرار الكنيسة يعد قرارا بالغ الخطوة، ويمثل أقصى خطوة اتخذت ضد إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قوله إن اتصالات ستجرى مع قادة الكنيسة الميثودية لمحاولة ثنيهم عن القرار أو تخفيفه على الأقل.
"خطر وجودي"
وفي السياق، حذر رؤساء المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل من أن أنشطة المقاطعة الدولية باتت تمثل خطرا وجوديا على إسرائيل ومنعتها.
وقال البروفيسور بيريتس لبيا، رئيس مجلس الجامعات الإسرائيلية، إن "قرار جمعية الأنثروبيولوجيين الأمريكيين الأخير، بمقاطعة الجامعات والباحثين الإسرائيليين يعد تهديدا مباشرا لمنعة إسرائيل وأمنها القومي".
ونقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الخميس عن لبيا قوله إن "هذه باتت ظاهرة بالغة الخطورة، ظاهرة تهدد البحث العلمي، الذي يعد أهم الموارد الذاتية وأكثرها حساسية بالنسبة لإسرائيل، هذا تهديد لرأس مالنا البشري النوعي. هذا القرار سيترك آثارا بالغة الخطورة، ليس فقط على البحث العلمي بل أيضا على الصناعة والاقتصاد الإسرائيلي، على اعتبار أن البحث يعد متطلبا أساسيا للمنعة الاقتصادية".
وتوقع لبيا أن يؤثر قرار جمعية الأنثروبيولوجيين الأمريكيين على المزيد من الأطر الأكاديمية في الولايات المتحدة، مشددا على أن هذا القرار يفتح الباب على مصراعيه أمام تداعيات بالغة الخطورة.
وأشار لبيا إلى أن الحماس لفرض مقاطعة على إسرائيل لم يعد يقتصر على الأطراف "الهامشية" في الأكاديمية الأمريكية، بل بات ظاهرة تحظى بدعم متزايد من قبل جمعيات كانت تعد صديقة لإسرائيل.
وطالب ليبيا بأن يتم الإعلان عن المقاطعة الدولية كخطر "وجودي" وأن يتم التعاطي معه على هذا الأساس لمحاولة منع انتشار الظاهرة.
من ناحيتها، اعتبرت البروفيسورة ربيكا كارمي رئيسة جامعة "بار إيلان"، أن قرار الجمعية الأمريكية يمثل "سابقة"، لأنها المرة الأولى التي ينجح فيها مشروع اقتراح بفرض مقاطعة على المؤسسات الأكاديمية في إسرائيل في جمعية أكاديمية أمريكية كبيرة؛ مشددة على أن القرار يمثل "مؤشرا خطيرا جدا عما قد يسفر عنه المستقبل".
ونقلت "معاريف" عن كارمي قولها إن خطورة المقاطعة التي تفرض على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، تتمثل في أن مشاريع البحث الرائدة التي ينجزها الباحثون الإسرائيليون تكون في الغالب نتاج شراكة مع جامعات وكليات في الولايات المتحدة وأوروبا.
وحول مظاهر المقاطعة على المؤسسات الأكاديمية، فقد نوهت كارمي إلى أن هذا يعني مقاطعة المؤتمرات العلمية التي تنظمها المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، إلى جانب التوقف عن التعاون مع الباحثين الإسرائيليين في إعداد أبحاث مشتركة.
يشار إلى أن شركة نرويجية عالمية أعلنت مؤخرا وقف استثماراتها في شركات أجنبية تستثمر في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.