دعا جنرال
إسرائيلي إلى ضرورة استمرار التعاون الأمني الخفي مع المملكة العربية
السعودية، مع عدم دخول الاحتلال الإسرائيلي في "وهم" إنشاء حلف عسكري معها، مشيرا إلى أن"هناك فجوات تضع قيودا على التعاون الأمني الشامل، وبالتأكيد التعاون العلني، بيننا وبين السعودية"
حلف أمن مع الدول السنية
واستذكر الجنرال الإسرائيلي عاموس جلبوع، رئيس لواء الأبحاث الأسبق في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"؛ ما كتبه الأسبوع الماضي في مقال له؛ حيث أكد أن "من يعتقد أن الدول العربية السنية المعتدلة ستضغط على الفلسطينيين لتلطيف مواقفهم من أجل تحقيق تسوية سلمية مع إسرائيل؛ فهو يعيش في الوهم أو العكس".
وأضاف: "من يعتقد أنه يمكن الوصول إلى تسويات سلمية مع الدول السنية، كالسعودية مثلا، دون تسوية سلمية مع الفلسطينيين يعيش هو أيضا في وهم حلو".
وقال جلبوع في مقال له اليوم بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية؛ "أما اليوم سأبحث في فكرة إقليمية اكتسبت القلوب في إسرائيل، وهي الحديث عن حلف وترتيبات أمن مع الدول السنية المعتدلة حيال التهديد
الإيراني المشترك".
وأشار أنه "يسود نهج متداخل؛ وهو أن نصنع السلام مع الفلسطينيين بمساعدة الدول السنية المعتدلة، وعندها لن نتوصل فقط إلى تسويات سلمية مع السعودية ودول الخليج (إذ يوجد لنا مع مصر والاردن سلام منذ الآن)، بل سنتمكن من خلق حلف عسكري معها ضد العدو الايراني".
وأكد الجنرال الإسرائيلي؛ أن "إيران هي عدونا الأساس والواضح، كما أنها عدو أساس للسعودية ودول الخليج، وفي هذا الموضوع مصالحنا تشبه مصالحهم؛ نحن جميعا ضد إيران وذيولها"، معتبرا أنه من "مصلحة إسرائيل خوض حوار أمني هادئ مع السعودية وأذيالها؛ وهذا أمر واضح".
التهديد الإيراني
وتابع: "يخيل لي أنه ينبغي أن يكون للسعوديين أيضا مصلحة في الاستعانة بإسرائيل بأشكال مختلفة، من تحت الطاولة"؛ مشددا على ضرورة أن يفهم الإسرائيليون أن "هناك توجد فجوات جوهرية بين الواقع الأمني الذي توجد فيه السعودية وبين الواقع الذي توجد فيه إسرائيل في السياق الإيراني".
ورأى جلبوع؛ أن "هناك فجوات تضع قيودا على التعاون الأمني الشامل، وبالتأكيد التعاون العلني، بيننا وبين السعودية"؛ مرجعا ذلك لعدة أسباب، أولها؛ أن "التهديد الايراني الحالي على السعودية هو في أساسه؛ تهديد وتآمر داخلي لإسقاط النظام السعودي، ولا سيما في شرقي السعودية على شواطئ الخليج؛ حيث يوجد سكان شيعة كثيرون".
وأضاف: "إلى جانب ذلك؛ يوجد ضغط عسكري على السعودية من اليمن، ولا سيما من الجانب الحوثي الشيعي؛ أما التهديد النووي الايراني فهو على المدى البعيد"، موضحا؛ أنه "من ناحية إسرائيل؛ لا يوجد أي تهديد تآمري إيراني؛ والتهديد المحتمل القريب هو تهديد عسكري للإرهاب وإطلاق النار من هضبة الجولان من خلال أذيالها (
حزب الله وسوريا)، والتهديد الأبعد هو بالطبع التهديد النووي؛ وحزب الله من لبنان هو عمليا التهديد الإيراني الدائم".
العلاقات الأمنية تحت الرادار
وحول السبب الثاني لوجود "فجوة" للتعاون الأمني الشامل بين السعودية (ممثلة الدول السنية) و"إسرائيل"، هو "المنافسة بين السعودية (ومصر، الاردن وإمارات الخليج) وإيران هي منافسة سياسية ودينية؛ وصراع عتيق بين السنة والشيعة، صراع أصبحت فيه إيران، منذ بداية القرن السادس عشر، الدولة الشيعية الكبرى، التي أدارت على مدى نحو 300 سنة صراعات قوى مع الامبراطورية العثمانية السنية"، وفق الجنرال الإسرائيلي.
وقال: "هذا الصراع الديني- الثقافي – السياسي؛ هو اليوم المشكلة الأكبر في المنطقة؛ فهل ينبغي لإسرائيل أن تدخل نفسها علنا في هذا الصراع ؟ .. أهي دولة سنية؟ "، مشيرا إلى أن السبب الثالث هو "عدم وجود أي حلف سني في المنطقة؛ لأن السنة منقسمون؛ وفي المقابل، يوجد حلف شيعي واضح بقيادة إيران يبرز أساسا في ساحة القتال المركزية بسوريا".
وتساءل الجنرال؛ "إذن ماذا؟، هل ستوجد إسرائيل بين السعودية وتركيا – مثلا - في حلف مشترك ضد المحور الشيعي؟ هذا هراء؛ وعليه، فماذا هناك؟ علينا مواصلة العمل في كافة العلاقات الأمنية والمحتملة الأخرى من تحت الرادار مع الدول العربية الخصم لإيران وبمشاركة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
واستدرك: "لكن علينا عدم ادخال أصبع في عيون الدول المعتدلة من خلال خطوات مثل ضم مناطق في يهودا والسامرة؛ وعدم الظهور كرافضين للحوارات السياسية مع محمود عباس (رئيس السلطة الفلسطينية) في حال بادر ترامب إلى ذلك"، مضيفا: "في الأساس؛ علينا أن لا نخطئ في الاوهام؛ بإنشاء حلف عسكري -مثلا- مع السعودية، أو أن نأكل الحمص في الرياض".