نشرت صحيفة "ديلي ميل" صورا صادمة لأطفال سوريين في لبنان، أجبروا على العمل لمساعدة عائلاتهم، حيث يبيعون الحلويات في الشوارع وأشرطة "سي دي"، ويبحثون عن المواد البلاستيكية في أكوام النفايات.
وتقول جيسكا غرين في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك أكثر من 180 ألف طفل يعملون في الشوارع عبر الشرق الأوسط، منهم ألف أو يزيد يقضون يومهم في شوارع المدن اللبنانية.
وتفيد الصحيفة بأنه عندما تواجه العائلة مشكلات في الحصول على عمل، فإن أقلية من اللاجئين تقوم بإرسال أبنائها إلى الشوارع للتسول، وبيع الأشرطة أو الحلويات، والبحث في النفايات عن المواد البلاستيكية وبيعها.
وينقل التقرير عن منسقة حماية الأطفال في لجنة الإنقاذ الدولية سارة مابغير، قولها: "العائلات السورية التي نتحدث معها لا تريد إرسال أبنائها للعمل، لكنها الطريقة الوحيدة بالنسبة للبعض للحصول على الطعام أو سكن" .
وتشير الكاتبة إلى أن دراسة إحصائية للجنة الإنقاذ الدولية كشفت عن أن ثلثي الأطفال يعملون لمدة ستة أيام في الأسبوع، ونصفهم يعملون أكثر من ست ساعات يوميا، وتتراوح أعمارهم ما بين 6 و10 أعوام، وأن من يتسولون حول المطاعم الشهيرة والبارات يحصلون على 10 دولارات في اليوم.
وتورد الصحيفة نقلا عن لجنة الإنقاذ الدولية، قولها إن قضاء الأطفال أيامهم في الشوارع يعرضهم للخطر، حيث عانت نسبة 60% ممن شملتهم الدراسة لنوع من أنواع العنف، وقال والد طفل عمره 13 عاما إن أشرطة ابنه "سي دي"، التي يبيعها في شوارع طرابلس تسرق منه ويتعرض للضرب.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يسمح فيه للأطفال بالعمل في ظروف معينة، فإن قانون العمل اللبناني يمنع أي طفل تحت سنة الثامنة عشرة من العمل الذي يعرض حياة الطفل للخطر.
وتنوه غرين إلى أن تعريف العمل الخطر يشمل أي عمل مضر بالصحة ولرفاه الطفل، وأي عمل يعرض الأطفال لمواد خطيرة، مثل الأسمدة، أو المساهمة في حصاد التنباك، الذي يحتوي على مواد سامة.
وتستدرك الصحيفة بأن لجنة الإنقاذ الدولية تقول إنها وجدت أطفالا يعملون في هذه الظروف، فطفل عمره 14 عاما عمل في المزارع لقطف الزيتون ورش السماد دون سترة واقية، وقال إنه يضع كوفية على فمه لحماية نفسه من المواد الكيماوية، حيث يقول: "أول مرة أدى ذلك إلى ظهور البثور على جسدي، وأصبح الوضع عاديا الآن، ولا أستطيع رفض القيام بهذا، وإلا لن يدفعوا لي".
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك طفلة أخرى عمرها 10 أعوام تساعد أمها وإخوانها في حصاد التنباك، وتقول: "أكره العمل.. قطاف التنباك هو الأسوأ"، وتضيف: "قبل أن يوفروا لنا القفازات كنا نستخدم أيدينا العارية، ونستخدم إبرا حادة لقطب ورق التنباك، وعادة ما أجرح أصابعي".
بوبليكو: كيف حدد اللقاء الروسي الإسرائيلي مصير سوريا؟
كيف تتجهز مدينة طرابلس الساحلية لعملية إعادة إعمار سوريا؟
صندي تايمز: أرامل سوريات أجبرن على التصور عاريات