كشف عامي دومبا، الخبير العسكري الإسرائيلي، "معطيات إحصائية حول ظاهرة العمليات الفلسطينية الفردية التي نفذها شبان فلسطينيون ضد أهداف إسرائيلية بين عامي 2015-2017 في القدس والضفة الغربية وداخل إسرائيل".
وأضاف في تقريره، الذي نشرته مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، وترجمته "عربي21"، أن "المعطيات وردت في بحث ميداني أجراه المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، لمعرفة الدوافع المباشرة لتنفيذ هذه الهجمات المسلحة الفردية، حيث أجرى باحثو المركز مقابلات مع 45 مهاجما بطريقة عشوائية من أصل 700 فلسطيني نفذوا هذه العمليات المختلفة في أوقات متباينة".
وأشار البحث إلى أن "الذي حلل ظاهرة "الذئاب المنفردة"، سعى من خلالها إلى كشف البروفايل السيكولوجي والنفسي والاجتماعي للمهاجمين في سلسة العمليات التي شهدتها إسرائيل خلال العام والنصف الماضيين، وتبين أن ثلثهم كتبوا منشورات على شبكات التواصل كانت تدل على أنهم ينوون تنفيذ هذه الهجمات، التي وقعت بين أكتوبر 2015 وديسمبر 2017".
أشرف على البحث عدد من كبار الباحثين وعلماء النفس والاجتماع، برئاسة البروفيسور أريئيل مارري، والبروفيسور بوعاز غانور، وبتعاون مع وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي، وأظهر أن "المهاجمين الفلسطينيين عملوا من تلقاء أنفسهم، أو بتعاون مع آخرين، سواء كانوا أصدقاء أو أقارب من العائلة، دون أن يتلقوا أي مساعدة من أي تنظيم فلسطيني مسلح".
وأوضح الكاتب أن "البحث الإسرائيلي حصل على معلوماته ومعطياته من 700 مهاجم شاركوا بتنفيذ 560 هجوما خلال هذه الفترة الزمنية ضد أهداف إسرائيلية، ويعدّ البحث الأول من نوعه في العالم، وتخلله إجراء مقابلات شخصية مع 45 مهاجما معتقلين في السجون الإسرائيلية، من خلال اتباع منهجية علمية خاصة في أوساط المهاجمين، وكل ذلك بغرض الوصول لطبيعة النماذج الشخصية للمهاجمين، ودوافعهم المباشرة، التي جعلتهم يتخذون القرار لتنفيذ الهجوم، ثم يضع البحث جملة توصيات ونصائح لمنع وقوع العمليات المستقبلية في المرحلة القادمة، والحيلولة دون وقوع المزيد من الهجمات".
وأشار البحث إلى أن "أحد المعطيات اللافتة والمقلقة تظهر في استخدام المهاجمين لشبكات التواصل الاجتماعي، وتبين أن 95 مهاجما من بين جميع المهاجمين كتبوا على صفحاتهم في فيسبوك وتويتر في مرحلة ما قبل تنفيذ الهجوم، بل إن ستين منهم كتبوا منشورات توحي أنهم بصدد القيام بهذا الهجوم خلال فترة زمنية قصيرة، وبالتالي كان بالإمكان منعهم من ذلك".
وقد أجرى البحث "تحليلا لحجم الخسائر البشرية الإسرائيلية من هذه العمليات الفردية، حيث تبين أنه في المرحلة الأولى من العمليات بين أكتوبر 2015 ومارس 2016، نجحت أكثر من 50% من العمليات في إيقاع خسائر بشرية إسرائيلية، قتلى وجرحى، وبين أبريل 2016 وحتى ديسمبر 2017 تراجعت الإصابات البشرية الإسرائيلية لما يقرب 26% فقط قياسا بالمرحلة الأولى".
قال الكاتب إن "البحث سعى لمعرفة الدوافع المختلفة لتنفيذ الهجمات الفلسطينية في أوساط المهاجمين الـ45 الذين أجريت معهم المقابلات، من قبل باحثين اجتماعيين وعلماء نفس، حيث تراكمت جملة معطيات ودوافع مشتركة: أسباب نفسية، ودوافع أيديولوجية، وعوامل شخصية، فضلا عن الرغبة بمحاكاة عمليات أخرى، وأحداث جيو-سياسية، كل ذلك كان يتم على وقع حملات من التحريض المتواصل لتنفيذها، وجاء الدافع الأيديولوجي الديني والوطني ليشكل السبب الرئيس لاتخاذ قرار تنفيذ الهجوم لدى 60% من الفتيان والمهاجمين".
وخلص البحث إلى القول إن "54% من المهاجمين الفلسطينيين تمنوا لو استشهدوا لدى قيامهم بتنفيذ الهجوم، ومن بين 700 مهاجم منفرد هناك 85% من الرجال و15% من النساء، وكان الجيل المتوسط للمنفذين هو 22 عاما، كما أن 77% من المنفذين من سكان الضفة الغربية، و17% من شرقي القدس".
مقتل جندي إسرائيلي من القوات الخاصة أصيب بحجر في الضفة
تقييمات إسرائيلية جديدة لقوى المقاومة ومقاتليها
بجلسة دينية.. نتنياهو يحتفي بتطور العلاقة مع "أبناء إسماعيل"