صحافة دولية

بعد فشل برنامجها الاقتصادي.. هل انتهت رئيسة وزراء بريطانيا؟

تراس أمام أول مساءلة نيابية لها منذ تراجعها عن خططها الاقتصادية واعتذارها- جيتي تراس أمام أول مساءلة نيابية لها منذ تراجعها عن خططها الاقتصادية واعتذارها- جيتي
تراس أمام أول مساءلة نيابية لها منذ تراجعها عن خططها الاقتصادية واعتذارها- جيتي

تواجه رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، الأربعاء، النواب في مجلس العموم، للمرة الأولى منذ التراجع المذل عن برنامجها الاقتصادي.

 

ويأتي ذلك في وقت تراجعت فيه شعبيتها أكثر من أي وقت مضى، ما يشكل اختبارا لهذه المسؤولة المحافظة التي تريد الاحتفاظ بمنصبها مهما كلف الأمر.


وهذه ليست سوى جلستها الثالثة للمساءلة الأسبوعية أمام البرلمان، لكن الأمر يتعلق باستمراريتها السياسية هذه المرة.


وتراجعت سلطة تراس كثيرا بعد رفضها من قبل الرأي العام وانتقادها من داخل غالبيتها بعد ستة أسابيع فقط في السلطة.

 

وستكون جلسة المساءلة في البرلمان عند الساعة الـ11:00 بتوقيت غرينتش، الأولى التي تتحدث فيها تراس منذ مقابلتها مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الاثنين الماضي، والتي عبرت فيها عن "أسفها" على "أخطائها" مبدية في الوقت ذاته تصميمها على البقاء في السلطة.

 

وقبل سنتين من الانتخابات البرلمانية المقبلة، تتقدم المعارضة العمالية على المحافظين في استطلاعات الرأي.


وحض خمسة نواب من حزب تراس، رئيسة الحكومة على الرحيل. وبسبب عدم وجود شخصية تخلفها بشكل واضح، فإن المحافظين يبدون مترددين في خوض عملية تعيين جديدة وطويلة وهم يسعون إلى توافق على اسم، لكنهم ليسوا قريبين من تحقيق ذلك.

من جهتها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفية تانيا غولد، قالت فيه إن رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، وعلى مدى 40 يوما عانت من أشكال السخرية.

 

اقرأ أيضا: ارتفاع التضخم ببريطانيا وتراجع الإسترليني.. وإضراب بنوفمبر
 

وكانت ميزانيتها المصغرة، التي علقت عليها أوراق اعتمادها في السوق الحرة، كارثة، حيث ارتفعت عائدات السندات، وانخفض الجنيه، وانزعجت الأسواق بشكل واضح. وللتخفيف من الضرر، فقد تراجعت عن التخفيض الضريبي لأصحاب الدخل المرتفع، وتمت مكافأتها بمزيد من السخرية.

 

في مؤتمر حزب المحافظين، عزف المتظاهرون موسيقى صاخبة، ورفضت الشرطة التدخل، وهذا دليل أكيد على فشل الإدارة في بريطانيا.


وبعد أن شعرت تراس بالضيق، ثارت غضبا ضد التحالف "المناهض للنمو"، المعارض لمشروعها الذي يفترض أنه سيعيد تنشيط الاقتصاد البريطاني من خلال التخفيضات الضريبية. وهو تحالف رحيب بشكل ملحوظ، فيه مساحة للملك تشارلز الثالث (الذي استقبلها الأسبوع الماضي بالكلمات المرعبة "أنت مرة أخرى.. يا للهول")، وللـ بي بي سي، ولمعظم حزب المحافظين.

 

واستنادا إلى استطلاعات الرأي، التي وضعت حزب العمال في مرتبة متقدمة بمقدار 33 نقطة عن المحافظين وتراجع تأييد تراس 47 نقطة، فإن البلاد تدخل في ذلك التحالف أيضا.


يوم الجمعة، ساءت الأمور أكثر. وقامت تراس بطرد كواسي كوارتنغ، مستشارها وصديقها، واستبدلت به جيريمي هانت، وهو عضو معتدل في حزب المحافظين، قام بتمزيق بقية برنامجها الاقتصادي بجدية مدرّس محبط.

 

اقرأ أيضا: رئيسة الحكومة البريطانية تقيل وزير المالية "كوارتنج"
 

تتدفق رسائل عدم الثقة المخيفة، ويتحدث المشرعون المحافظون عن تغيير قواعد القيادة -أنّه من المفترض أن يكون لديها فرصة لمدة عام– قبل الإطاحة بها. وقد تتأرجح تراس، لكنها بلا نفوذ. فمن الناحية العملية، انتهت رئاستها للوزراء.


وراء هذا الفشل الذريع يقف بوريس جونسون، الشبح الأكثر أهمية في السياسة البريطانية. ولكن الأمر أعمق بكثير من جونسون بالطبع.