شدد وزير الدفاع التركي يشار غولر، الجمعة، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحدث حالة عدم استقرار جديدة من خلال عدوانها على
سوريا بعد سقوط النظام، مشيرا إلى أن ذلك يعكس عقلية "إسرائيل" الاحتلالية.
وقال غولر في كلمة له في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة، الجمعة، إن "إسرائيل تتصرف الآن بطريقة انتهازية جديدة، لتخلق حالة عدم استقرار جديدة بهجماتها على سوريا".
وأضاف أن هذه المساعي الإسرائيلية تمثل الانعكاس الأكثر وضوحها لـ"عقليتها الاحتلالية"، بحسب وكالة الأناضول.
وشنت دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية مئات الغارات على مناطق متفرقة من سوريا مستهدفة منشآت دفاعية ومراكز بحثية ومقرات تابعة للمؤسسة العسكرية، وذلك بالتزامن مع توغلها في الأراضي السورية جنوبا.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ ما يصل إلى 250 طلعة جوية منذ سقوط نظام الأسد الأحد الماضي، مستهدفا مواقع عسكرية سورية بهدف منع وقوع الأسلحة الاستراتيجية، بما في ذلك الطائرات والصواريخ والأسلحة الكيميائية، في أيدي المعارضة.
ودعا وزير الدفاع التركي المجتمع الدولي إلى عدم التزام الصمت إزاء الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشددا على ضرورة "دعم العملية التاريخية التي فتحت فيها نافذة فرص مهمة في سوريا".
وأشار غولر إلى أن بلاده تدعم بحزم وحدة أراضي سوريا ولبنان وفلسطين، لافتة إلى أن أنقرة تؤكد أهمية إنهاء العار الذي يلحق بالإنسانية في غزة في أقرب وقت ممكن، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة.
وأعرب غولر خلال حديثه عن إيمانه بأنه سيتم إرساء الأمن والاستقرار الكاملين في سوريا من خلال حل سياسي شامل في الفترة المقبلة بعد سقوط نظام الأسد الأحد الماضي.
وأكد أن
تركيا لم ولن تسمح بالأمر الواقع الجديد الذي يحاول تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي تطويره عقب الأحداث الأخيرة، خاصة في محيط مناطق عملياتها في سوريا.
وشدد وزير الدفاع التركي على أن أنقرة ستواصل جهودها ومبادراتها النشطة لضمان أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا آمنة وسلسة وتحل المشاكل القائمة، بحسب وكالة الأناضول.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة
دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص، وأخيرا دمشق.