قال عضو الوفد الفلسطيني للتفاوض مع الاحتلال
الإسرائيلي، قيس عبد الكريم، إن الجلسة الأولى من الجولة الثانية من
المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تتم برعاية
مصرية انتهت اليوم الثلاثاء، بالتوافق على تثبيت اتفاق التهدئة الموقع بين الجانبين في الجولة الأولى، واستئناف المفاوضات في الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وأضاف عبد الكريم أن "الحادث الذي شهدته منطقة الخليل (بالضفة الغربية) اليوم كان مقصودا من الجانب الإسرائيلي لخرق الهدنة وإفشال المفاوضات، غير أن الجانب المصري نجح في احتواء الموقف وبدأت المفاوضات اليوم بعد تأخر ثلاث ساعات عن موعدها".
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء مقتل مروان القواسمي، وعامر أبو عيشة، اللذين تتهمهما إسرائيل بخطف وقتل ثلاثة مستوطنين في حزيران/ يونيو الماضي، بعد محاصرة المكان الذي تحصنا فيه، بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
وأعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، اللذين قتلهما جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ينتميان لها.
وعن أبرز ما تم طرحه في جلسة التفاوض، أضاف عبد الكريم: "طرح كل طرف عناوين الملفات التي يريد طرحها على جدول أعمال المفاوضات القادمة.. التي تم الاتفاق على استئنافها في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل".
وطرح الجانب الفسلطيني أربعة ملفات للنقاش، بحسب عبد الكريم، هي "البدء السريع في إعادة إعمار قطاع
غزة، وإجراءات تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار، وإعادة بناء وتشغيل المطار والميناء، ووقف كل الإجراءات العقابية التي فرضها الاحتلال في الضفة بعد 12 حزيران/ يونيو الماضي، ومنها الإفراج عن كل المعتقلين وأسرى صفقة وفاء الأحرار، ورئيس وأعضاء المجلس التشريعي".
وانطلقت ظهر الثلاثاء، في مقر للمخابرات العامة المصرية بالقاهرة، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل التوصل إلى اتفاق دائم ونهائي للتهدئة المُعلنة في قطاع غزة.
وقال رئيس الوفد الفلسطيني، عزام الأحمد، قبيل بدء الجولة، إن لقاء اليوم مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، محمد فريد التهامي، سيناقش وضع جدول أعمال للمفاوضات التي سوف تُستكمل بعد عيد الأضحى المبارك (الذي يصادف مطلع الأسبوع المقبل)، والأعياد اليهودية (التي تبدأ اليوم وتستمر 10 أيام)".
وأشار الأحمد إلى أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مع الجانب الإسرائيلي في 26 من الشهر الماضي، نص على "
فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يُحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ومستلزمات إعادة الإعمار، وتوسيع مسافة الصيد البحري انطلاقا من 6 أميال بحرية، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار".
وحول استئناف حوار المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، أوضح الأحمد أن جلسات الحوار سوف تبدأ الأربعاء، ولمدة يومين، لمعالجة "العراقيل والعقبات التي وقفت أمام إتمام اتفاق المصالحة بعد تشكيل حكومة التوافق الوطني (مطلع حزيران/ يونيو الماضي)".
وأضاف الأحمد أن الحوار مع "حماس"، سوف يتطرق أيضا إلى "قضية إعادة إعمار قطاع غزة، وأمن المعابر سواء المرتبطة مع إسرائيل أو معبر رفح مع الجانب المصري، إضافة إلى ممارسات حماس تجاه كوادر فتح أثناء فترة العدوان الإسرائيلي على غزة"، معربا عن أمله في أن ينجح الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس".
وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية في السابع من تموز/ يوليو الماضي حربا على قطاع غزة، استمرت 51 يوما، وتسببت في استشهاد 2157 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، بحسب مصادر طبية فلسطينية قبل أن يتوصل الطرفان يوم 26 آب/ أغسطس الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية.
ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سادت حالة من التوتر في العلاقات بين "حماس" و"فتح"، حيث تتبادل الحركتان الاتهامات حول جملة من القضايا.
ومن أبرز قضايا الخلاف بين الحركتين، عدم دفع رواتب موظفي حكومة حماس السابقة في غزة، وهو ما تبرره حكومة التوافق بـ"تحذيرات" تلقتها من كل دول العالم بعدم دفع أي أموال لهؤلاء الموظفين، إلى جانب فرض إقامات جبرية على كوادر حركة "فتح" في غزة وهو ما تنفيه "حماس".