الحال الذي وصل بنا إلى هنا هو نتاج تراكم عدم "لقّ المحتل على ثمه" منذ بداية ممارساته التي كانت الواحدة أبشع من الأخرى، وعقلية أنّ وجود السلطة هو قراره ما كان لها أن تتعزز في ممارساته لولا أنه ارتاح لردة فعلنا..
يستهجن كل حر ومواطن وصاحب فكر ومبدأ أن يكون مقر المقاطعة في رام الله مركز تطبيع مجاني واستقبال وفود صهيونية مجرمة مع كل جنازة شهيد في الضفة الغربية، وما زال جرح الفلسطيني مفتوحا على الحواجز وفي القدس وغزة..
يهزم الإنقلاب في كل محفل محلي ودولي وتبقى الصيغة الشكلية له قائمة بضعف وتمايل، هي حقيقة من يخرج على إرادة الشعوب ويقهرها فكان الخزي يلاحق السيسي في ألمانيا وحتى وبعيد ما عرف بمهزلة احتجاز المذيع في قناة الجزيرة أحمد منصور تلقى الانقلاب في مصر صفعة كبيرة وسياسية أخطر مما يتلقاه من الرفض الداخلي له.
تناقضات تعيش عليها حركة فتح في رسم خط السير السياسي؛ فتارة تطبع شبيبتها في الجامعات مع الاحتلال في مقر المقاطعة بتصفيق وفرحة وترحيب وتجميل لصورة الكيان رغم أن الذين استقبلتهم الشبيبة في المقاطعة برام الله قبل عام جلهم جنود، في حين تبارك مقاطعة شبيبة بريطانيا لجامعات صهيونية وصهاينة!!
يعيش البعض الدور والحدث، وكأنه يعلم بمخططات قادمة ضمن ضربات تجرّأ على القيام بها الانقلابي عبد الفتاح السيسي في ليبيا، وتجاوز الحد ليكون في إطار ضربة في اليمن، بغض النظر عما يحدث هناك من ممارسات لعصابات الحوثي بدعم من إيران، متجاهلين إجرام بشار الأسد في سوريا، وإجرام السيسي في رابعة والنهضة.