تصريحات الرئيس الفرنسي "ماكرون" التي تحدث فيها عن الرسومات وكأنها عمل مقدس خطأ كبير أيضا، تصريحاته ليست أكثر من حملة انتخابية مبكرة، فهو سياسي فاشل، ورئيس مفلس. والطريقة الوحيدة لكي ينقذ نفسه ويكسب دورة رئاسية أخرى هي اللعب بهذه الورقة
لا تملك العصابة التي تحكم مصر أي قدر من العقلانية التي قد تدفع إلى التهدئة، إنه نظام يتحرك بالرعب.. عصابة مرعوبة من "الراس الكبيرة"، إلى أصغر مخبر في أقصى نجع من نجوع الصعيد..
ما أعجب أن ترى في مصر أمثال الشهيد الدكتور عمرو أبو خليل، الذي قدم روحه فداء لهذا الوطن، قدمها في صمت وتفان، ودون أي ضجيج.. وترى هؤلاء الذين لا يفعلون شيئا سوى الضجيج.. حتى لو كان الثمن قتل الناس.. أو سجنهم.. أو تدمير حياتهم.. من أجل مزيد من "اللايك" و"الشير"..
العجيب أن اسم القرضاوي في الأيام الماضية كان غائبا تماما عن الساحة، فتبرير التطبيع اقتضى استحضار أسماء أخرى ممن يحسبون من أهل العلم، ولكنهم لا يفقهون الكثير في "فقه الواقع"، ولم يكونوا في يوم من الأيام مهتمين بالشأن العام..
هذه مشكلتنا نحن العرب.. نخب حاكمة أصبحت تشكيلا عصابيا لا هدف له سوى ممارسة الإجرام، ووسيلتهم في إجرامهم هي الدولة ومؤسساتها، أي أن الناس (الشعب) يتعرضون للقتل والسرقة وقطع الطريق، والجاني هو "الدولة"!
رحل عن عالمنا الأسبوع الماضي في السابع والعشرين من تموز/ يوليو 2020 الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد.. توفي ابن غزة الأبية في كندا، في منفى امتد عشرات السنين، وقد كرّس حياته كلها للقضية الفلسطينية.. عاش أكثر من ثلاثة وتسعين عاما، كتب الشعر لأكثر من ستة عقود.
من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم لماذا يكاد يُقدس الفلسطيني شجرة الزيتون، ولماذا يعتز التركي بآيا صوفيا (مسجدا لا مجرد مبنى)، ولماذا يوقر الإنجليزي "الملكية"، بغض النظر عن (شخص الملك أو الملكة في هذه اللحظة)..
ابتزاز الجماعة الوطنية بخدعة تافهة ساذجة مثل خدعة "اليونيفورم" فهو أمر مرفوض.. مصالحنا الوطنية واضحة.. وأمننا القومي معروف.. ولم يهدر مصالحنا سوى هؤلاء الذين يختالون بالزي الرسمي، ولم يبع أمننا القومي إلا هم..
بعدها بعدة أيام.. رأيتها تغني أمام "سيسي" قائد الانقلاب ووزير الدفاع في ذلك الحين.. في أوبريت شهير جمعوا فيه العشرات من مطربي مصر والوطن العربي.. وكانت تلك السيدة على رأس هؤلاء بالطبع!