هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبد الفتاح ثوري وحالم لا يجيد الكذب، وهو من القادة الرئيسيين الذين حولوا حركة القوميين العرب إلى الماركسية. قاد جبهة عدن الفدائية في المراحل الأولى قبل أن يتولاها سالمين ومقبل. لم يطلق النار في الصراع الداخلي. كانت طباعه السلمية تحمل الآخرين على إطلاق صفة "غاندي" عليه.
رتعرفت على أخي الأكبر المهندس كرم زهدي في بداية ارتباطي بالحركة الطلابية الإسلامية السلمية وأنا طالب في نهاية العام الدراسي الأول بكلية الهندسة جامعة المنيا، وخاصة في المعسكر الطلابي الثاني الذي تنظمه الجماعة الإسلامية بجامعة المنيا في صيف عام 1977م، وكان هو رمزاً مهما وخطيباً مفوهاً،
عندما تسلمت الجبهة القومية السلطة بعد الاستقلال كنا مؤيدين لقحطان ومرحبين به، وأنا كنت في صنعاء يومها. كنا نريد وحدة بين الشمال والجنوب، ولكن صودف أن صنعاء كانت محاصرة والصراع بيننا في الجناح الجمهوري كان شديدا.
كان السجن قاسيا بالنسبة لي. لم أتعرض للتعذيب بالمعني الحداثي للكلمة. ما كانت كهرباء التعذيب قد وصلت بعد إلى اليمن. كانت القيود الحديدية توضع أحيانا في الزنازين المنفردة وتقيد أرجلنا بالسلاسل. اقتطع نصف مرتبنا، وكان الجوع حينذاك منتشرا والمعاناة تشمل القسم الأكبر من الناس.
لم يكن معنى الجمهورية واضحا في وعينا. كنا نعتقد أننا بحاجة لجمهورية مثل مصر. وأن تطبيق النظام المصري في اليمن يعني إنشاء طرقات وعلم ومدارس وجيش. المفاهيم النظرية للملكية والجمهورية ما كانت منتشرة في صفوفنا حينذاك.
أنا جارالله محمد مسعد عمر الكهالي، واللقب عمر يعود إلى 9 أجداد والكهالي نسبة إلى قرية كهال التي أنتمي إليها وولدت فيها، وهي من أعمال مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب، تبعد عن صنعاء بحوالي 130 إلى 140 كلم جنوبا، وتقع على بعد 15 كلم من يريم، وتبعد عن مدينة ظفار عاصمة الدولة الحميرية التاريخية 12كلم.
التقيت جارالله عمر في سنوات الوحدة اليمنية الأولى. كان طرفا أساسيا في الحزب الاشتراكي اليمني ويمثل التيار الشمالي في الحزب بل يتزعمه، وواكبتْ معرفتنا سيدة لبنانية هي زوجة دبلوماسي فرنسي مقيم في العاصمة اليمنية.