ملفات وتقارير

هل تقود الدولة الإسلامية حربا نفسية ضد الأردن؟

 الغموض سيد الموقف في قضية الكساسبة - أرشيفية
الغموض سيد الموقف في قضية الكساسبة - أرشيفية
سُجل آخر ظهور للطيار الأردني المأسور لدى الدولة الإسلامية معاذ الكساسبة في نهاية العام المنصرم، عندما بثت  مجلة "دابق" التابعة للدولة مقابلة معه، لتختفي الأخبار بعدها نهائيا.
 
انقطاع في الأخبار أثار ريبة المفاوض الأردني وخلية الأزمة التي شكلتها الحكومة، لإدارة ملف الكساسبة المأسور في 24 كانون ثاني/ يناير، والتي اشترطت على الدولة الاسلامية إثبات أن الطيار مازال على قيد الحياة لإتمام صفقة التبادل المفترضة، لتلوذ "الدولة" بالصمت حول مصير الطيار وتترك الباب مفتوحا للتكهنات والتوقعات تارة، وللأخبار والمعلومات غير المؤكدة التي يبثها مناصرو الدولة  على موقع "تويتر".

وبث التنظيم جميع رسائله المتعلقة بالطيار الاردني على لسان الرهينة الياباني الصحفي جوتو الذي أعدمه التنظيم دون إشارة أو ذكر للكساسبة سوى صورة صغيره وهو ملتحٍ يحملها الرهينة الياباني، ليزيد حيرة المفاوض الأردني حول مصير أسيره و يثر تساؤلا  لدى عائلته التي عاشت أطول فيلم رعب في حياتها حول مصير ابنها ابن الـ26 ربيعا.
 
صدمة في العائلة

وعجز جواد الكساسبة شقيق الطيار في حديث لـ"عربي21" عن تفسير هذا الغموض حول مصير شقيقه، مؤكدا أن عدم توفر المعلومات لا يقتصر على العائلة فقط إنما يشمل الجهات الحكومية التي تكتفي بتطمئنهم "أن الاردن يعمل على مدار الساعة".
 
وقال شقيق الكساسبة إن هناك "غموض لا أستطيع أن أفسره و لا أعلم ما يدور في الظل أو  في الكواليس، لا يوجد لدينا أي معلومات تشير إلى معاذ لا من جهات رسمية ولا غيرها، الحكومة تكتفي بالقول إننا نعمل على مدار الساعة! ونتمنى أن تثمر هذه الجهود، وهنا لا يسعنا إلا الدعاء بأن يعود معاذ سالما".

وحول ردة فعل العائلة عند تلقيها خبر إعدام الرهينة الياباني جوتو قال جواد الكساسبة "تلقينا الخبر بصدمة كما تلقاه الشعب الأردني  نتمنى أن يرفع الله هذه المحنة".

الحكومة الاردنية: لا تأكيدات حول مصير الطيار

من جهته جدد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، الإثنين، التأكيد أن بلاده لم تتلق حتى الآن أي مؤشرات على أن الطيار الأردني ما يزال حيا، وقال إن "الاردن ما تزال بانتظار تأكيدات على سلامة الطيار الكساسبة، وأن الجهود ما تزال مستمرة للإفراج عنه".

حرب نفسية 

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن ابو هنية رأى أن "تنظيم الدولة الإسلامية لم يتصرف من خلال حادثة الكساسبة مثل التنظيمات الجهادية المرتبطة القاعدة، إنما يتصرف كدولة، فهو ليس معنيا بتقديم تطمينات سواء للحكومة أو كائن من كان".

وأشار أبو هنية لـ"عربي21" إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية يستثمر هذه الورقة، ويعتبر أن هنالك طيار أسر في حالة حرب، بالتالي يسعى إلى استثمارها حتى أبعد حد ممكن أو لحين الدخول بحالة من التفاوض، حينها يمكن الحديث لهذا التنظيم عن بعض القضايا المتعلقة بسير المفاوضات".
 
و حول استفادة الدولة الإسلامية من دروس حزب الله و حماس في أسر جنود صهاينة وإخفاء المعلومات حول مصيرهم قال أبو هنية: "يتفوق هذا التنظيم على حالات المقاومة التقليدية سواء حركة حماس أو حزب الله، هذا التنظيم يتصرف كدولة، ويسيطر على أكثر من 45% من مساحة العراق و أكثر من 35% من مساحة سوريا، ولديه جهاز إعلامي وعسكري واستخباري قوي، وبالتالي هو يدير الملفات باحترافية عالية، فقد تصرف مع الأسرى والرهائن الأمريكان والبريطانيين بطريقة مباشرة بالقتل، ثم تصرف مع الرهائن اليابانيين بطريقة مختلفة ،ومع الرهائن الاتراك بطريقة أخرى أيضا، كما له قدرات كبيرة حيث يفاوض على مسارات مختلفة". 
 
ولا يعتقد أبو هنية أن "أحدا يملك معلومات سوى التنظيم، الذي هو من يقرر متى يفرج عنها كما فعل في المرة الماضية عندما أجرى مقابلة مع الطيار من خلال مجلة دابق التابعة له".
 
و حول طريقة تعاطي الأردن في ملف المفاوضات قال أبو هنية: "في إدارة الحكومة الاردنية لهذا الملف كان هنالك نوع من الذكاء، ربما في اليوم الأول كان هنالك ارتباك، لكن في اليوم التالي أراد الاردن أن يخلط أوراق التنظيم ويشكك بمصداقيته بعد أن أعلن التنظيم أنها ستقتل معاذ في حال عدم الاستجابة لها، ليفاجئ الأردن التنظيم بطلب ببرهان يثبت أن الطيار على قيد الحياة لينقل حالة التوتر إلى التنظيم".
 
الغموض سيد الموقف

من جهتها أعلنت اللجنة الوطنية لمناصرة الطيار الكساسبة مساء الاثنين أن "الغموض سيد المشهد" حول مصير الطيار حتى اللحظة. 

 وأكدت اللجنة، المكونة من عائلة الطيار ومناصرين، في بيان لها أن "قضية الطيار معاذ الكساسبة هي قضية الوطن الأولى في هذه المرحلة، لما لها من حساسية خاصة، وعلى تماس مباشر مع أبناء الشعب الأردني وبكافة أطيافه".
التعليقات (0)