ملفات وتقارير

بازفيد: ما هي حقيقة موقف واشنطن من وحدات حماية الشعب الكردية؟

يذكر الموقع أن مسؤولا في الحكومة التركية انتقد الولايات المتحدة وسياستها في سوريا- أرشيفية
يذكر الموقع أن مسؤولا في الحكومة التركية انتقد الولايات المتحدة وسياستها في سوريا- أرشيفية
نشر موقع "بازفيد" الأمريكي تقريرا لمراسل شؤون الشرق الأوسط مايك غيغلو، عن الحرب التي يخوضها وكلاء الولايات المتحدة في سوريا فيما بينهم، ويقول فيه إن وكلاء/ حلفاء الولايات المتحدة يحاربون بعضهم في سوريا.

وينقل الكاتب عن كتائب تتلقى الدعم من الحكومة الأمريكية قول مسؤوليها إنهم في حرب مع كتائب أخرى مدعومة من الأمريكيين، مشيرا إلى أن الاقتتال الداخلي هو آخر النكسات التي تعاني منها استراتيجية باراك أوباما المتعلقة بسوريا.

ويشير التقرير إلى أن التناقض في سياسة واشنطن ينعكس على الساحة العسكرية، حيث تخوض الولايات المتحدة نفسها حربا بالوكالة، وينقل عن قائد فرقة السلطان مراد، أحمد عثمان قوله: "هذا أمر غريب ولا أستطيع فهمه"، وكان يتحدث بعد تعرض مقاتليه لهجمات من الميلشيات الكردية في حلب.

ويذكر الموقع أن فرقة السلطان مراد تتلقى مساعدات سرية ضمن برنامج تشرف عليه الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، وفي المقابل تساعد واشنطن المليشيات الكردية، التي تتلقى مساعدات من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق والشام.

ويلفت غيغلو إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية تعد من الفرق الرئيسة التي تعتمد عليها واشنطن في إستراتيجية الكفاح ضد الإرهابيين، وتنسق معها الغارات بشكل دوري، مبينا أن قوات حماية الشعب استثمرت الفوضى التي خلفتها الطائرات الروسية والقوات التابعة للنظام في منطقة حلب، وقامت بالسيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة السورية المعتدلة.

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أنه رغم الاعتراض الأمريكي، إلا أن هذه القوات دخلت قرى في محافظتي إدلب وحلب، وبتشجيع من الروس، لافتا إلى أن هذه القوات تهدد بلدة أعزاز الحدودية مع تركيا، التي يتلقي عبرها المقاتلون أسلحة من تركيا، وقامت القوات التركية بعمليات قصف للمقاتلين الأكراد، ما يثير مخاوف بحرب جديدة تدفع حلف الناتو للدخول فيها، خاصة أن أنقرة عضو فيه.

ويعلق الموقع قائلا: "في الوقت الذي عبرت فيه أمريكا عن قلقها من القصف الروسي لجماعات المعارضة المعتدلة، إلا أنها فشلت في وقف قوات حماية الشعب من الهجوم عليها".

ويورد الكاتب نقلا عن أندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قوله: "هذه مشكلة كبيرة، هذه ليست سياسة لا قيمة لها فقط، لكنها (واشنطن) تخسر التأثير لصالح روسيا، حيث لم يعد أي طرف يستمع للطرف الآخر".

ويقول عثمان من فرقة السلطان مراد للموقع إن وحدات حماية الشعب حاولت دخول منطقتين واقعتين تحت سيطرة مقاتليه، وهو ما قاد إلى مواجهة قتل فيها عدد من المقاتلين. وأضاف أن مجموعته أسرت سبعة من مقاتلي الحماية الشعبية.

ويفيد التقرير بأن فرقة السلطان مراد تتلقى أسلحة من الولايات المتحدة، تضم صواريخ مضادة للدبابات، وتخوض حربا ضد نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة، ويعد الدعم جزءا من برنامج تشرف عليه المخابرات الأمريكية، ووافق عليه الكونغرس، ويتم تنسيقه من الأراضي التركية، وتشارك فيه دولة حليفة للولايات المتحدة، مثل السعودية.

ويقول عثمان إنه قام باتصالات مستمرة مع المسؤولين الأمريكيين الذين يتعاون معهم، ويضيف: "على الأمريكيين وقف (وحدات الحماية)، ويجب عليهم إخبارهم أنهم يهاجمون جماعة ندعمها كما ندعمكم". ويستدرك قائلا: "لكنهم يراقبون الوضع، ولا أفهم السياسة الأمريكية"، بحسب الموقع.

وينوه غيغلو إلى أن مسؤولي ثلاث جماعات مقاتلة، وهي الفرقة الشمالية وجيش المجاهدين والجبهة الشامية، ذكروا أنهم يخوضون مواجهات ضد الحماية الشعبية، وهذه جماعات تتلقى دعما من غرفة العمليات في تركيا. ويقول العقيد أحمد حمادة، من الفرقة الشمالية: "هناك الكثير من الجماعات التي تتلقى دعما (من غرفة العمليات) التي تقاتل وحدات حماية الشعب".

ويذكر الموقع أن مسؤولا في الحكومة التركية انتقد الولايات المتحدة وسياستها في سوريا، قائلا: "تسيطر وحدات حماية الشعب على أراض وقرى من جماعات تتلقى الدعم من الولايات المتحدة". وأضاف: "هذه جماعات لا تتلقى دعما أمريكيا فقط، بل تتلقى تدريبا أيضا".

وأضاف المسؤول للموقع أن الدعم الأمريكي للفصائل العربية تراجع، فيما تستفيد وحدات حماية الشعب من الاهتمام المتزايد بها، الذي تظهره كل من واشنطن وموسكو. وقال: "لا يقدم الأمريكيون للمعارضة المعتدلة ما يكفي من المساعدات، ولا يقدمون لها الدعم السياسي، ولا يمنعون قوات حماية الشعب من الهجوم عليها" أي المعارضة المعتدلة. ويعلق المسؤول قائلا: "يقولون إنهم لا يسيطرون على وحدات الحماية الشعبية، وهذا هو الجواب الرسمي، فماذا أقول؟".

ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى أن المتحدث باسم القيادة المركزية، العقيد باتريك رايدر، يقول إنه لا يملك معلومات حول خلافات بين جماعات المعارضة السورية.
التعليقات (1)
زيد
الإثنين، 22-02-2016 09:42 ص
قوات خاصة امريكية تقاتل مع الاكراد بشقيهم العراقي و السوري بالإضافة للدعم الجوي و اللوجستي و السياسي و الإعلامي.