سياسة دولية

محللون: هذا ما سيناقشه أردوغان مع بوتين في سوتشي

أردوغان سيغادر إلى سوتشي للقاء الرئيس الروسي "بوتين" في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري - الاناضول

تأتي الزيارة المرتقب عقدها بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الروسية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في ظل ما يمكن اعتباره تصفية وختام ملف الحالة السورية وبدء رسم المعالم المستقبلية للبلد الذي أنهكته الحرب منذ العام 2011 .

 

ويحمل أردوغان بجعبته ملفات عديدة بحسب ما يرى مراقبون على رأسها أجندة مؤتمر الشعب السوري ومستقبل سوريا الذي دعت له موسكو مختلف المكونات السورية ( قاطعته المعارضة وتركيا) ، إلى جانب مستقبل أكراد سوريا المدرجين على قوائم الإرهاب التركية، وكذا مصالح تركيا بالشمال السوري ، وملف صفقة صواريخ إس 400 التي لاقت اعتراض حلف الناتو الذي تنتمي إليه انقرة.

 

وكان لافتا اعتراض أنقرة على دعوة موسكو للأحزاب الكردية المصنفة بلوائح الإرهاب التركية، حيث سيحضر المؤتمر المرتقب ممثلين عن حزب "الاتحاد الديمقراطي" لأكراد سوريا (PYD) وهو الذي تعتبره تركيا امتدادا لـ"حزب العمال الكردستاني" (Pkk) المصنف منظمة إرهابية في تركيا. 


وحول الزيارة وأجندتها يرى الكاتب والسياسي التركي ، رسول طوسون بانها ستناقش مطالب تركية مهمة تتعلق بالأمن القومي التركي متمثلة فى تواجد العناصر "الإرهابية" كتنظيم (PYD) على حدود تركيا وهو تابع لمنظمة(Pkk) الإرهابية والمشكلة تكمن فى أن روسيا لا تعتبر  (PYD) منظمة إرهابية .


وأوضح طوسون أن " أردوغان سيعمل خلال اللقاء على إقناع بوتين بأنها منظمة إرهابية وذلك بالدليل القاطع أن الأسلحة التي تصلهم يتم ضبطها بالداخل التركي وتواجد مثل هذه المنظمات على حدود تركيا يهدف إلى إقامة كانتونات ودول صغيرة بغرض تمزيق المنطقة " .


وتابع طون فى حديثه لـ "عربي21" "يجب على الروس أن يستمروا فى موقفهم بمنع التنظيمات وعدم دعوتهم للمؤتمر المزمع عقده فى 18 من الشهر الجاري".

 

اقرأ أيضا :أردوغان: سندمر معسكرات "الإرهابيين" في سوريا والعراق


و توقع طوسون "أن يحاول اردوغان ايضا اقناع بوتين بعملية عسكرية فى شمال سوريا  لتطهير المنطقة من هذه المنظمات الإرهابية". 


وحول حرص روسيا على إبقاء التحالف بينها وبين تركيا على حساب الأكراد قال طوسون "إن روسيا تتنازل عن دعمها لهذه التنظيمات فى مقابل المكاسب الاستراتيجية من علاقتها بتركيا وعلى رأسها خط الغاز الذي يجري العمل فيه حاليا اضافة الى أن بقاء تركيا كحليف لروسيا فى المنطقة هذا مكسب كبير لروسيا فى ظل التنافس الروسي الأمريكي على المنطقة والعلاقات التجارية التي يتبادل الطرفان منها الربح".


 وعن مستقبل العملية العسكرية التي أكد طوسون أن تركيا بصدد البدء فيها وموقف كل من واشنطن وموسكو  قال طوسون "(PYD) له مكتب فى موسكو وللتوضيح فهذه المنظمة لها كيانين الأول فى عفرين وهو تحت دعم ورعاية روسية وكيان آخر فى كوباني  وهو تحت رعاية ودعم أمريكي" .

 

الكاتب الصحفي الروسي "اندريا اونتيكوف"قال" إن الملف الكردي فى سوريا هو الأهم بعد التخلص من تنظيم داعش ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو تفكيك سوريا و تدمير سوريا كدولة موحدة وتدمير سيادة الدولة السورية وتسخر الأكراد لتنفيذ هذه الأهداف".


وأوضح  اندريا فى اتصال مع "عربي21" "أن الأهداف التركية الروسية متشابهة جدا كالعمل على وحدة سوريا بدون فيدرالية".

 

وعن عملية عسكرية تركية محتملة قال "ان روسيا فى سوريا لمواجهة داعش وليس الأكراد لكن نحتاج الى حوار بناء وليس لعمل عسكري، وروسيا لن تشارك في عمل عسكري بجانب تركيا فى سوريا لأنها متمسكة بالحل السياسي وتصر على ضم الأكراد إلى عمل سياسي وهذا في ظني أفضل من التصعيد فى سوريا مجددا من قبل تركيا ".

 

اقرأ أيضا : صحيفة روسية: مشروع أمريكي لتقسيم سوريا عبر دولة كردية

وعن التهديد الإرهابي للأمن القومي التركي أكد  أندريا على أن "روسيا لا تقبل أبدا ما يقوم به الأكراد ضد تركيا ولا تقبل أي عمل يمثل تهديدا لتركيا ".


وأشار الى أن "كل الأسلحة التي تصل إلى الأكراد فى سوريا تأتي من قبل واشنطن ونحن نحتاج إلى خفض التصعيد ووقف الحرب فى سوريا وذلك يجب على تركيا التشاور مع واشنطن بهذا الشأن و من أجل وقف الدعم السياسي والمعنوي للأكراد فى سوريا".
 
وعن ما يمكن أن يقدمه بوتين بخصوص سوريا خلال لقائه أردوغان يقول الكاتب الصحفي السوري أحمد كامل "بوتين بإمكانه أن يقدم الكثير لتركيا وبالتالي للشعب السوري أيضا، و (PYD) الفرع السوري لمنظمة بي كا كا التركية الإرهابية، يريد السيطرة على الشمال السوري بالموافقة الروسية بثمن باهظ " .


وأوضح كامل " بوتين قال لأردوغان خذ شمال سوريا "منطقة درع الفرات واليوم تركيا تريد أن تتخذ خطوة إضافية فى تقييد وجود الكيان الكردي السرطاني المتمدد فى سوريا وهذا لا يمكن أن يتم إلا بموافقة روسية بالدرجة الأولى إلى جانب موافق واشنطن وهذا سيعيد خلط الأوراق فى المنطقة ".


وأضاف كامل في حديثه لـ"عربي21" " الأكراد فى سوريا والعراق تجاوزوا الخطوط الحمر المرسومة لهم دوليا وإقليميا لكن البارزاني تخطي هذا فتلقى ضربة علي رأسه كلفته مستقبله السياسي وفي سوريا يتكرر نفس الخطأ وهو تجاوز فكرة أن سبب وجودهم هو القضاء على داعش وبانتهاء داعش تنتهي الحاجة الماسة لوجودهم".

 

وتابع "بالتالي ستتكتل كل من إيران وروسيا من جانب والأكراد والأمريكان من جانب آخر والأتراك سيحاولون الاستفادة من هذا الاصطفاف الجديد وكسب مناطق جديدة فى شمال سوريا وخاصة فى حلب وادلب على حساب الأكراد بسبب تحالفهم مع الأمريكان والإسرائيليين والإيرانيين تارة والروس تارة أخرى ضد شعوبهم ".