ملفات وتقارير

هكذا قرأ مختصون إحباط الأمم المتحدة قرارا يدين المقاومة

صوت لصالح مشروع القرار الأمريكي 87 دولة إلا أنه أحبط لعدم تخطيه عتبة ثلثي الأصوات- جيتي

تثار التساؤلات، بعد إحباط أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساعي الولايات المتحدة تمرير قرار يدين حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية، حول نجاح الدبلوماسية المضادة لمشروع القرار في إجهاضه.

 

ولم يتمكن مشروع القرار من تخطي عتبة ثلثي الأصوات المطلوبة لاعتماده، ولم تدعمه سوى 87 دولة، فيما عارضته 57، وامتنعت 33 دولة عن التصويت.

 

وقبيل التصويت، وافقت الجمعية العامة على ضرورة حصول مشروع قرار واشنطن على غالبية ثلثي أصوات الجمعية، لاعتماده.

 

وحصل قرار الجمعية العامة على موافقة 75 صوتا مقابل اعتراض 72 دولة وامتناع 26 عن التصويت.

 

حماس تشيد

وفي بيان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أشاد بالمواقف الدولية التي صوتت ضد مشروع القرار الأمريكي الذي يدين حركته وفصائل المقاومة الفلسطينية.

 

واعتبر فشل المشروع الأمريكي "إنجازا مهما للغاية بالنسبة لشعبنا الفلسطيني بمكوناته كافة، ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي انحازت إلى القيم والأعراف وصوتت ضد القرار".

 

اقرأ أيضا: هنية يشيد بالجهود التي أحبطت المشروع الأمريكي ضد حركته
 

وفي سياق متصل، قال الخبير في القانون الدولي، رامي عبده، إنه على الرغم من النتيجة التي حصل عليها الفلسطينيون، إلا أنه كان "مرعبا".

 

قصور الدبلوماسية الفلسطينية

 

وأضاف، في حديثه لـ"عربي21"، أن هناك قصورا من الدبلوماسية الفلسطينية، لافتا إلى أن العديد من القرارات، لم تحظ بدعم كاف بما يتفق مع القانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في تحقيق مصيره.

 

وشدد عبدو، على ضرورة أن تعيد الدبلوماسية الفلسطينية النظر في تعاطيها مع المنظومة الدولية بشكل عام، وعلاقاتها معها.

 

وفي قراءة تحليلية لنتيجة التصويت، ذكر الخبير القانوني أن الدول التي رفضت المشروع الأمريكي يقارب عددها إلى الدول الإسلامية الأعضاء في مجلس التعاون الإسلامي، "أي لا يوجد أصدقاء مع المقاومة الفلسطينية خارج إطار الحلفاء التقليديين المعروفين سابقا".

 

وتابع أن الملاحظ من العديد من الدول التي رفضت مشروع القرار، كانت خطاباتها مغايرة بما يتلاءم مع تصويتهم الرافض لمشروع القرار، "أي أنهم رفضوه على مضض".

 

وطالب عبدو، القيادة الفلسطينية بما فيها فصائل المقاومة، أن تبحث بشكل مغاير تفعيل الآلة الدبلوماسية الرسمية والشعبية.

 

انكفاء على القيم الدولية

 

وأوضح أنه من الخسارة أن تكون أغلبية الدول التي صوتت مع القرار (87 دولة)، ترفض دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، واصفا ذلك بأنه ليس انكفاء فقط على الحق الفلسطيني، بل أيضا على قيم المجتمع الدولي.

 

اقرأ أيضا: مندوب الرياض بالأمم المتحدة يدين قصف المستوطنات (شاهد)
 

وعزى عبدو، على أن هذا العدد المرتفع الذي صوت لصالح مشروع القرار، سببه إلى دور الهيمنة الأمريكية في المجتمع الدولي، وأيضا الحراك الدبلوماسي الإسرائيلي الأخير في المنطقة، إلى جانب القصور في الدبلوماسية الفلسطينية.

 

كما لم يستبعد الخبير القانوني، الدور التطبيعي الذي تتزاحم فيه بعض الدول في إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال.

 

فشل أمريكي وإسرائيلي

 

من جهته، رأى المختص بالشأن الفلسطيني محمد العيلة، في حديثه لـ"عربي21"، أن إحباط تمرير مشروع القرار فيه فشل للدبلوماسية الإسرائيلية والأمريكية، التي ضغطت بكل قوتها وأرهبت الدول الأعضاء لتأييد قرارها.

 

واستدرك بالوقت ذاته، إلى أن قوائم الدول المؤيدة والممتنعة التي بلغت 119 دولة، يدق ناقوس خطر يحدق بمكانة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

 

وفي قراءاته لعملية التصويت، أوضح المختص الفلسطيني، أنها أظهرت تراجعا لتأييد دول كانت داعمة تاريخيا لمظلومية الشعب الفلسطيني، ولها وزن وتأثير.

 

اقرأ أيضا: واشنطن تفشل في تمرير قرارها بإدانة حماس في الأمم المتحدة
 

وفي تقييمه لخطابات دول عدة كانت رافضة لمشروع القرار، أضاف أن الخطاب الكويتي والإيراني كانا يلبيان طموحات الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، إلا أن الخطاب السعودي ممثلا عن اليمن والإمارات والبحرين كان مخيبا للآمال، ولا يتناسب مع نضالات الشعب الفلسطيني.

 

وشدد العيلة، على أن ذلك ينذر بتحول غير محمود في سياسة هذه الدول، وفيه تماه جزئي مع الضغوط الأمريكية والرواية الإسرائيلية.