صحافة دولية

"ليبراسيون": باريس مجبرة على الاختيار بين الأكراد أو أنقرة

فرنسا أعلنت رغبتها دعم الوحدات الكردية في سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تردد فرنسا بين رغبتها في الحصول على شريك، وميلها نحو عدم التخلي عن حلفائها على الأراضي السورية، حيث يتواصل الصراع خاصة بعد الضغوط التي فرضتها عليها تركيا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تعليق تركيا على التواجد الفرنسي في سوريا لم يكن دبلوماسيا كما هو منتظر. فقد صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأنه "إذا ظلوا في البلاد (الفرنسيين) من أجل المساهمة في مستقبل سوريا، فشكراً لهم. ولكن إذا بقوا من أجل حماية وحدات حماية الشعب، فإن هذا الأمر لن يعود بالنفع على أحد".

ونوهت بأن وزير الخارجية التركي لم يراع باريس خلال اجتماع يوم السبت مع الصحفيين الأتراك، حيث أفاد بأن "دعم فرنسا لوحدات حماية الشعب ليس سراً. فقد التقى ماكرون بممثليهم". وفي اليوم السابق، استقبل قصر الإليزيه مسؤولين من الأكراد السوريين لمناقشة المعطى الجديد في الملف السوري، الناتج عن إعلان الرئيس الأمريكي سحب قواته من البلاد.

وللدفاع عن قضية مقاتليهم الذين خاضوا حربا ميدانية ضد تنظيم الدولة طوال ثلاث سنوات تحت قيادة التحالف الدولي، توجه المسؤولان الكرديان إلى العاصمة الفرنسية للمطالبة بضمانات تتعلق بمستقبلهم. وأفادت الممثلة الكردية التي استقبلها الرئيس الفرنسي، إلهام أحمد، بأن "مكافحة الإرهاب ستكون صعبة لأن قواتنا ستضطر إلى الانسحاب من الخطوط الأمامية لدير الزور، حتى تتموقع على الحدود مع تركيا لمواجهة أي هجوم محتمل".

وذكرت الصحيفة أنه بعد أن تخلى عنها "حليف غير موثوق به"، وجدت فرنسا نفسها تحتل موقع الصدارة في سوريا. ويعود ذلك في المقام الأول إلى أنها لا زالت تعتبر مسألة "مكافحة الإرهاب من ضمن أولويتها". وقد أوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن "مواجهة التهديد العالمي لتنظيم الدولة سيستمر على المدى الطويل، فنحن نعتبر أن هذا التنظيم لا زال يُشكل تهديدا لبلاد الشام".

وبينت أنه على الرغم من أن مواصلة السير في هذا النهج، بعد انسحاب القوات الأمريكية، ستكون محفوفة بالمخاطر، إلا أن فرنسا تأمل ألا يكون هذا الانسحاب كليا ولا يُؤدي إلى حرمان قوات التحالف من مساعدات أمريكية ضرورية في مجالي الاستخبارات والمراقبة.

 

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية إلى أن "فرنسا إلى جانب الدول الشريكة في التحالف الدولي تتدارس مع واشنطن جدول وشروط تنفيذ قرار سحب القوات الأمريكية المشاركة في الصراع ضد تنظيم الدولة في سوريا، الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن باريس تواجه نفس معضلة الأمريكيين في الحرب ضد تنظيم الدولة، المتمثلة في مواصلة التحالف عسكريا مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (الذين ينتمون أساسا إلى الأكراد) الذين يقودون العمليات الميدانية، والمحافظة على العلاقات مع تركيا في الآن ذاته.


ووفق ما أكدته أولى التحذيرات الصادرة من أنقرة، تبدو اللعبة حساسة للغاية. فقد أوردت وزارة الخارجية الفرنسية أن "فرنسا ستحرص على ضمان أمن جميع شركاء الولايات المتحدة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية. ويجب أن تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية مسألة حماية سكان شمال شرق سوريا واستقرار هذه المنطقة بعين الاعتبار، لتجنب حدوث أي مأساة إنسانية جديدة أو عودة الإرهابيين إلى البلاد".

ونوهت الصحيفة بأن تركيا ترى أنه "مثلما تشارك فرنسا في حرب دحر تنظيم الدولة من أجل سلامة المدن الفرنسية، تعتزم تركيا الدفاع عن أمنها القومي من خلال الدفع بأعضاء حزب العمال الكردستاني بعيدا عن حدودها"، وذلك وفقا للباحث في المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول، بيرم بلجي.