ملفات وتقارير

تصريحات أردوغان تصيب مؤيدي السيسي بالجنون

هاجم أردوغان السيسي في كلمة امام الأمم المتحدة - أ ف ب
لم تتوقف أصداء الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء، والتي هاجم فيها الأوضاع في مصر واصفا ما حدث في يوليو 2013 بأنه انقلاب عسكري صريح.

وأثارت تصريحات أردوغان جنون مؤيدي النظام الحاكم في مصر التي اعتبروها تطاول على مصر ورئيسها أفسد عليهم فرحتهم بخطاب السيسي، وطالبوا برد قوي يوقف تركيا عند حدها، على حد قولهم.
وكان الرئيس التركي قد وجه انتقادات حادة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاعترافه بعبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر وإضفاء شرعية على ذلك الانقلاب.

واستنكر أردوغان الصمت العالمي على قتل آلاف المتظاهرين السلميين، موضحا أن كل من اعترض على ما جرى في مصر تعرض لاتهامات باطلة لا أساس لها وتم اتهامه بالإرهاب".

حكومة معقدة نفسيا

ولم يتوقف الهجوم التركي على نظام السيسي عند كلمة أردوغان، بل أدلى وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" بتصريحات قوية نفى فيها مزاعم المسؤولين المصريين بأن أنقرة طلبت من القاهرة عقد لقاء ثنائي في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
 
وقال أوغلو: "إن ادعاءات الخارجية المصرية بأننا من طلبنا عقد اجتماع مع المسئولين المصريين يعكس "عقدة نفسية" لديهم، مؤكدا أن تركيا لم تدخل في يوم من الأيام في مثل هذه العقد النفسية. 

وأضاف أن الرسائل التي وجهها الرئيس أردوغان خلال كلمته أمام الأمم المتحدة كانت واضحة وصريحة، مشددا على أن بلاده لن تتنازل عن رفضها الانقلابات العسكرية وقتل الناس بكل وحشية في الميادين وانتهاكات حقوق الإنسان وعمليات الإعدام الجماعية".

من جانبها أعربت مصر عن استيائها من كلمة الرئيس التركي، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: "إن الكلمة تضمنت أكاذيب وافتراءات، أقل ما توصف بأنها تمثل استخفافاً وانقضاضاً على إرادة الشعب المصري العظيم التي تجسدت في 30 يونيو".

وقال البيان إن وزير الخارجية المصري سامح شكري ألغى مقابلة ثنائية كان قد طلبها وزير خارجية تركيا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة"، رغم نفي أنقرة في وقت سابق وجود طلب تركي للقاء الوفد المصري.

عندما أكبر سأضربكم

من جانبه، علق الرئيس عبد الفتاح السيسي على كلمة أردوغان بقوله إن أحد الرؤساء أساء لي ولكني أترفع عن الإسفاف والرد على الإساءات، مؤكدا أنه لم ولن يرد على ذلك.

وأضاف السيسي - خلال لقاء له في نيويورك مع الإعلاميين المصريين الذين صاحبوه في زيارته - "عندما كنت صغيرا كنت أتعرض للضرب من بعض الأطفال ألأكبر مني، ولكنني كنت أقول لمن ضربني عندما أكبر سأضربكم.

وتابع أنه لا يهمه شخصه أو تطاول البعض عليه لأن ما يهمه هو الوطن، مضيفاً: "مش هرد أي ردود غير أخلاقية أو عنيفة وسألتزم بالأداء الأخلاقي في علاقتنا الدولية لأن مصر في وضع يجب فيه الانشغال بالمعارك الداخلية أكثر من الاهتمام بالتعليقات السخيفة".

وطالب السيسي المصريين بعدم الرد على "إساءة أردوغان" بل تحويل مشاعر الغضب إلى طاقة إيجابية حتى يكون المصري صاحب قرار ويملك كل شيء من عمله وجهده".

كما أعربت الإمارات عن استنكارها لما جاء على لسان أردوغان فيما يخص مصر، واصفة إياه بأنه خطاب غير مسؤول وتدخل سافر في الشئون الداخلية للشقيقة مصر. 

وأضافت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها أصدرته مساء الخميس: "فوجئنا بما جاء على لسان رئيس تركيا واستغلاله منصة الأمم المتحدة للتهجم المرفوض على الشرعية المصرية الذي نعتبره استفزازا للمشاعر العربية، مطالبة أردوغان بالتوقف عن الإساءة إلى الحكومة والشعب المصري".

مقاطعة منتجات وتذكير بالمذابح

ودشن نشطاء مؤيدون للانقلاب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات التركية، زاعمين أن تركيا تواجه أزمات اقتصادية وأن مقاطعة المصريين للمنتجات التركية سوف تحدث أثرا سريعا باعتبار أن مصر تعد من أكبر أسواق السلع التركية، قائلين إن كل جنيه مصري يدفع في منتج تركي يتم استخدامه في دعم الجماعات الإرهابية.

وطالب النشطاء المواطنين بمقاطعة المنتجات التركية - التي وصفوها بالمنتجات الإخوانية -، مبررين ذلك بأن اتفاقية التبادل التجاري بين البلدين تقف عائقاً أمام حظر هذه المنتجات بشكل رسمي.

كما ظهرت دعوات أخرى تطالب بمقاطعة المسلسلات التلفزيونية التركية، مبررين ذلك بأنها تنقل إلى مصر ثقافة مغايرة لأخلاق المجتمع المصري، حيث تتناول علاقات محرمة واغتصاب". 

ونشر نشطاء أسماء عدد من المنتجات والمشروعات الاقتصادية التركية العاملة في مصر وطالبوا المصريين بعدم التعامل معها، وأعلنوا النزول إلى الشارع لتوعية المواطنين بهذه الحملة.

وفي سياق ذي صلة، شنت عدد من الصحف المصرية حملة للتذكير بمذابح الأرمن التي يتهم العثمانيون بارتكابها إبان الحرب العالمية الأولى، وأعادت نشر صور لقتل مئات الآلاف من الأرمن لتذكير أردوغان بالجرائم الإنسانية التي اقترفها أجداده، على حد قولها.

كما ذكر نشطاء بما قالوا إنه جرائم ارتكبها العثمانيون في مصر عقب فتحهم لمصر ونهب ثرواتها باسم الخلافة الإسلامية".