سياسة عربية

"الذئاب المنفردة" أخطر تنظيم يواجه الأمن المصري

يتم اللجوء لهذه العمليات عندما يعجز التنظيم المركزي عن توسعة نشاطه ـ أرشيفية
"مجهولون يقتلون شرطيا.. مجهولون يضرمون النار في سيارة ضابط بالجيش.. مجهولون يستهدفون نقطة تفتيش للشرطة.. انفجار قنبلة بدائية الصنع في نقطة تفتيش عسكرية".. عناوين تصدرت صحف مصرية خلال الأسابيع والأشهر الماضية، عن حوادث "إرهابية" صغيرة، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.

هذه الوقائع واختلاف طرق تنفيذها، وما تعلنه وزارة الداخلية المصرية بعدها من القبض على مرتكبين لعدد منها، يشير إلى أن القائم بتلك العمليات هي مجموعات صغيرة لا علاقة لها بتنظيمات جهادية منظمة، كل حسب قدراته.

واليوم السبت، قتل شرطيان، إثر قيام مجهولين يستقلان دراجة بخارية بإطلاق النار عليهما بميدان سفنكس بالمهندسين، غربي القاهرة، بحسب مصدر أمنى.

وأمس، أعلن الجيش المصري، مقتل ضابط وجندي وإصابة ثالث، في تفجير عبوة ناسفة بمدينة العريش، شمالي سيناء.

في الوقت الذي قال مصدر أمني، الجمعة، إن مسلحين اثنين قتلا وأصيب ثلاثة شرطيين ومدنيان اثنان في اشتباكات بين الأمن وثلاثة مسلحين مجهولين بمنطقة السلام، شرقي القاهرة.

مثل هذه الأحداث تكررت في مصر بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وهو ما وصفه خبير أمني بأسلوب "الذئاب المنفردة/ الشاردة".

ويُعرف مصطلح "الذئاب المنفردة/ الشاردة" بأنه تكتيك تلجأ له "التنظيمات الإرهابية" عندما يتم تضييق الخناق عليها، ويعني قيام شخص أو مجموعة، لا يخضعون لها تنظيميا، ولكن يؤمنون بأفكارها، بالتخطيط والتنفيذ لبعض العمليات الإرهابية استنادا إلى إمكاناتهم الذاتية.

العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري والاستراتيجي، قال إنه "يمكن إطلاق اسم "العمليات المنفردة/ الشاردة على مثل هذه العمليات الصغيرة، التي يكون هدفها في الأساس هو الثأر أو الانتقام".

وفي تصريح له أضاف الزيات أن "هذه العمليات تشير إلى أن من يقوم بها جماعات صغيرة بدائية، تقوم بعملياتها طبقا لإمكانياتها المتاحة".

وتابع: "على الرغم من حداثة تكوين هذه الجماعات وبدائيته، إلا أنها أخطر على الدولة من الجماعات الكبيرة؛ نظرا لصعوبة تتبعها أو القبض عليها، وسهولة تخفّيها".

ومضى الخبير العسكري بالقول إن "مواجهة تلك الجماعات التي تعمل بصورة لا مركزية أصعب على الدولة من مواجهة كيانات تنظيمية تعمل بشكل مركزي".

محلل الشؤون الدفاعية بصحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية "كون كوجلن"، قال في 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن "منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل".

وأضاف كوجلن أن "مراقبة نشاط الأفراد أمر أكثر تعقيدا، خاصة بعد الضغوط التي يتعرض لها السياسيون في أوروبا والولايات المتحدة لكبح جماح أجهزة المخابرات في التجسس على الأفراد".

وفي تصريحات سابقة، قال أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، تعليقا على تفجيرات شهدتها منطقة وسط القاهرة خلال شهري أيلول/ سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر الماضيين: "هذا النوع من التفجيرات يصعب الحد من وقوعه؛ لأن طريقة تنفيذه سهلة، وفيها قدر كبير من الغدر، ولا تحتاج إلا لتصنيع قنبلة ووضعها في المكان المراد استهدافه".

وألمح أمين، في تصريحاته، إلى أن "المواد المستخدمة في إعداد قنابل التفجير متاحة، ولها استخدامات كثيرة"، في إشارة إلى صعوبة السيطرة عليها.

ويؤرخ المهتمون بملف الحركات الجهادية إلى عام 2001، بدايةً لبزوغ تكتيك "الذئاب المنفردة"، والذي يتم اللجوء إليه عندما يعجز التنظيم المركزي عن توسعة نشاطه، للتضييق الأمني.