مقالات مختارة

"بيجيدا".. "إسرائيل".. ومسلمو أوروبا

1300x600
كتب عبدالله مراد أوغلو: أصبحت الآن حركة "بيجيدا" المشكلة من تحالف أوروبي ضد أسلمة الغرب انطلاقا من ألمانيا، تدخل مساحات أوروبا كاملة.

يزداد الخطاب العنصري ضد المسلمين المهاجرين إلى أوروبا، وبالأخص الذين في ألمانيا وفرنسا، كما أن هنالك أيضا زيادة في عدد السكان المسلمين، أصبحت مؤخراً تثير بيئة عنصرية في المنطقة.

إنّ قلة عدد سكان أوروبا لم يتم إيجاد حل له إلى الآن، لذلك فإنه مع تزايد عدد المسلمين -بدلاً من أن يُستفاد من هذه الظاهرة بشكل إيجابي- قام الأوروبيون والفاشيون الجدد بتحويل هذا التقدّم الإنساني إلى ما يسمّى بـ"فوبيا الإسلام" بطريقة غير منطقيّة.

إنّ المهاجرين المسلمين اليوم استقروا في أوروبا الغربية، وبدأ تأثير هذه الهجرات المألفة من فئة الشباب المتعلم يظهر في سياسات الدّولة.. هذا التطوّر ملموس في كل من مجالات الثقافة والتعليم والعمل.

لماذا يثير تزايد عدد المسلمين في أوروبا قلق "إسرائيل"؟

إن عدد المسلمين بما فيهم الأتراك في أوروبا؛ وخصوصا في ألمانيا، كبير جدا، لذلك فإن قضايا مثل العنصرية والتفرقة ومعارضة الإسلام تتابعها تركيا باستمرار عن قرب.

ذكر رئيس الـ"موساد"* بين عام  1998 و2002 "إفرابم هليفي" في إحدى مذكراته التي أطلق عليها اسم "الرجل الذي في الظلام"، حجم القلق الذي انتابه عند سماعه خبر تزايد المسلمين في أوروبا. 

ويذكر في مذكرات أخرى له ترهات تتعلق بأعمال الإرهاب في كل من إسبانيا وإنجلترا، حيث يقول: "يعتقد الاتحاد الأوروبي أن تجاهل قضية تزايد أعداد المسلمين المستمر في أوروبا هي الأكثر خطورة في الموضوع.. إن التجاهل والضغط النفسي كان يحكم كثيرا في تلك الفترة. وإن الهجمات التي تُشنّ على مدريد إلى الآن يمكن المعرفة سريعا بأنها هجمات خارجية، في حين أن هجمة الانتحارات التي حصلت في السابع من تموز كانت منظمة من الداخل، على إثر أسباب دينية. لذلك قرر المواطنون في تلك الفترة أن يتخذوا موقفا حازما ضد تلك الأقلية المسببة لتلك المشاكل المعضلة في المنطقة".

يرى "إفرابم هليفي" - أول من حذّر من قضية تزايد المسلمين في كل من أوروبا الوسطى والغربية - أنّ نسبة أعداد المسلمين ستصل إلى عشرة بالمئة خلال فترة قصيرة من الزمن. كما أنه يرى أنّ هذا التزايد السريع والمستمر في المنطقة يجب السيطرة عليه بشكل جدي.. يعني أن "هليفي" يحذّر الأوروبيين من "مشاكل" هجرة المسلمين إلى أوروبا.

ويرى "هليفي" أنّ وجود تركيّا كعضو في الاتحاد الأوروبي يعد مشكلة مهمة جدا، حيث ظهر هذا بشكل خفي في كلامه حين قال للأوروبين محاولاً أن يحرّك قلقهم ناحية هذا الموضوع:

"هل ستزيد عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي من السيطرة على الإرهابيين الذين نشأوا وتغذّوا في الشرق الأوسط، أم أنها ستقدّم تسهيلات للإرهابين مشابهة لما حصل في قضية (فيروس حصان طراودة)* المتعارض مع الحرية في العالم، والمتزايد بشكل كبير ومخيف؟.. هذه أسئلة مهمة جدا، ولكن لايوجد لها أجوبة واضحة وبسيطة!".

ويعتقد "هليفي" أن الأسئلة التي طرحها لم تؤثر كثيرا في الغرب، ويقول إن ما يحصل الآن هو أحد أهم العوامل التي ستضعف الاستقرار الوطني في المجتمع.

فعند النظر لخطاب "بيجيدا" وأمثالها من الخطابات الموجهة ضد هجرات المسلمين، نجد أنّها مؤيّدة لما قاله الرئيس السابق لجهاز الموساد "هلفي": "يا تُرى هل من الممكن أن يكون هناك "تعاون" بين "المؤيدبن؟".

(صحيفة يني شافاك التركية- ترجمة عربي21)

*موساد: معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة "الإسرائيلية".
* حصان طراودة: هو نوع من البرمجيات الخبيثة التي لا تتناسخ من تلقاء نفسها، ويظهر لكي يؤدي وظيفة مرغوبا فيها، ولكن بدلاً من ذلك ينسخ حمولته الخبيثة.