سياسة عربية

المعارضة السورية توافق على المشاركة في محادثات جنيف

هيئة المفاوضات قالت إنها لمست "جهدا كبيرا" بتحقيق المطالب الإنسانية (أرشيفية)- أ ف ب
وافقت المعارضة السورية على الذهاب إلى جنيف، للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات السلام المرتقبة هذا الأسبوع، بعد ملاحظتها "جهدا كبيرا" في تحقيق المطالب الإنسانية وتنفيذ الهدنة غير المسبوقة بين طرفي النزاع، والتي تدخل الاثنين يومها العاشر.

ويأتي قرار المعارضة غداة تشديد الولايات المتحدة وروسيا، على ضرورة تجنب أي تأخير في بدء الجولة الثانية من المفاوضات التي حدد موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا، موعدها عمليا في العاشر من الشهر الحالي.

وقال رياض نعسان آغا، أحد المتحدثين باسم الهيئة العليا، للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية، الاثنين، إن "الهيئة العليا للمفاوضات وافقت بعد التشاور على الذهاب إلى جنيف"، مضيفا أن "من المتوقع أن يصل الوفد التفاوضي إلى جنيف الجمعة" في الحادي عشر من الشهر الجاري.

وأوضح آغا أن قرار المشاركة يأتي "بعدما لاحظنا جهدا كبيرا في اتجاه تحقيق المطالب الإنسانية واحترام الهدنة"، مشيرا إلى "تراجع كبير في خروقات" الهدنة السارية منذ بدء تطبيق اتفاق أمريكي روسي مدعوم من الأمم المتحدة، لوقف الأعمال القتالية في سوريا.

ولم يعلن وفد النظام رسميا عن موعد وصوله إلى جنيف بعد.

ويسري منذ ليل 27 شباط/ فبراير، وقف للأعمال القتالية في سوريا يستثني تنظيم الدولة وجبهة النصرة، ويقتصر بالتالي على الجزء الأكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي (وسط البلاد)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمالا) وريف اللاذقية (غربا).

إلحاح دولي

وتحفظت الهيئة العليا للمفاوضات في الأيام الأخيرة على التوجه إلى جنيف متحدثة عن استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار، وعن تأخير في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.

وقال آغا في هذا السياق: "ربما لم يتحقق ذلك كله (المطالب) لكن الجهد يُتابع بشكل حقيقي ونأمل في أن يزداد خلال الأيام القادمة"، وأضاف: "بدأنا نتعامل بإيجابية مع الإيجابية".

وكانت الهيئة توجهت إلى جنيف في الجولة السابقة في نهاية كانون الثاني/ يناير، نتيجة ضغوط كبيرة مورست عليها، لا سيما من الولايات المتحدة.

ولم تنطلق المفاوضات عمليا في تلك الجولة، وقد تمسكت المعارضة بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي ينص على إيصال مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة وحماية المدنيين من القصف، قبل البدء بالتفاوض حول العملية السياسية.

وتلت تلك الجولة حملة كثيفة من الاتصالات الدبلوماسية التي انتهت بالإعلان الروسي الأمريكي عن وقف اتفاق لوقف الأعمال القتالية، تلقى في وقت لاحق الدعم الكامل من مجلس الأمن.

وأعلنت موسكو الاثنين، أن وقف إطلاق النار صامد "بشكل عام"، بغض النظر عن "استفزازات وقصف محدود"، مشيرة في الوقت ذاته إلى استمرار طائراتها في قصف كل من تنظيم الدولة وجبهة النصرة.

وقال آغا: "وجدنا أن هناك إلحاحا دوليا على كل الأطراف بالالتزام بالهدنة، والضغط خصوصا على روسيا والنظام"، معتبرا أن روسيا تتحمل "المسؤولية الكبرى لأنها الطرف الآخر في الهدنة وهم الضامنون للنظام".

وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي جون كيري، خلال اتصال هاتفي الأحد "عن تقييمهما المشترك الإيجابي بشأن التقدم الفعلي المسجل بشأن وقف إطلاق النار على الأراضي السورية، والذي يتم التقيد به بشكل عام، ما أدى إلى تراجع كبير في نسبة العنف"، وفق ما نقلت وزارة الخارجية الروسية في بيان.

اليوم "الأكثر هدوءا"


وشهدت المناطق المشمولة بالهدنة الأحد، يوما هو الأكثر هدوءا منذ بدء وقف الأعمال القتالية، وفق ما أكده مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

وأوضح دي ميستورا السبت، أن المفاوضات ستكون عبارة عن "لقاءات غير مباشرة"، كما حصل في الجولة الأولى، لافتا إلى أن ممثلي المجتمع الدولي لن يشاركوا مباشرة، "بل سيكونون في الممرات الخلفية لدعم السوريين".

وأكد أن الأجندة واضحة وهي: "أولا، مناقشات للوصول إلى حكومة جديدة. ثانيا، دستور جديد. ثالثا، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهرا".

وقال دي ميستورا ردا على سؤال في مقابلة صحافية، أن السوريين وليس الأجانب "هم الذين يقررون مصير" رئيس النظام السوري بشار الأسد.

ويعتبر مصير الأسد نقطة محورية في العملية السياسية، إذ إن المعارضة تتمسك بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يتمسك النظام بأن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع ويشكك في "تمثيلية" المعارضة.

وأكدت السعودية، أبرز حلفاء المعارضة السورية، على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، السبت من باريس، أن على الأسد الرحيل مع بداية المرحلة الانتقالية، وليس في نهايتها.