ملفات وتقارير

النفط والغاز محور معارك النظام و"التنظيم" بريف حمص الشرقي

صورة بثها تنظيم الدولة للسيطرة على طريق تدمر حمص الدولي -تويتر
تشير المعطيات الميدانية إلى أن المعارك التي تخوضها قوات النظام السوري والمليشيات المواليها لها، بغطاء جوي روسي، ضد تنظيم الدولة في ريف حمص الشرقي، تهدف بالأساس للسيطرة على الحقول النفطية ومصادر الطاقة في المنطقة التي تعد من أهم المناطق الغنية بالثروات الباطنية في سوريا.

وسائل إعلام موالية للنظام السوري تحدثت عن تواصل أعمال التنقيب عن النفط والغاز، من قبل جهات لم تأت على ذكرها، بمنطقة المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة منذ أشهر، وقالت إنه تم العثور على بئر غاز طبيعي جديدة في بلدة صدد، القريبة من منطقة المواجهات مع تنظيم الدولة في جنوب شرق حمص، حيث تتعرض المنطقة للقصف من الطيران الروسي.

وقالت المصادر الإعلامية إنه تم الوصول للغاز بعد حفر بئر على عمق يزيد عن 3 آلاف متر. وقالت، نقلا عن مصادر رسمية في النظام السوري، تأكيدها بأن بئر الغاز المكتشفة تؤمن نصف مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا.

من جانبه، يقول الناشط الإعلامي زيد الحمصي، لـ"عربي21"، إن ما يشهده ريف حمص الشرقي من مواجهات "ليست إلا معارك للسيطرة على منابع الطاقة والنفط بامتياز، فلا النظام السوري ولا القوات الروسية أو المليشيات الشيعية تكافح الإرهاب كما يروج الإعلام".

وأضاف: "كما أن تنظيم الدولة ينشد الأهداف ذاتها، وكل منهم يحاول ليّ ذراع الآخر والاستفراد بمصادر الطاقة الغزيرة في المنطقة، لهذا الغرض ما زالت المعارك والمواجهات على أشدها منذ أشهر"، وفق قوله.

وأشار إلى أن "الملاحظ هو الحاجة الكبيرة للطاقة والمصادر النفطية من قبل الروس والإيرانيين والنظام السوري وكذلك حزب الله، حيث يستميتون بكل ما لديهم من قوى عسكرية لإرجاع التنظيم إلى الخطوط الخلفية، وصولا إلى طرده من مدينة تدمر بغية تأمين كامل المنطقة المحيطة بالمصادر النفطية وآبار الطاقة".

واستطرد الحمصي بالقول: "الحاجة لمصادر الطاقة أجبرت الروس على إرسال مجموعات قتالية من عناصرهم لإدارة والإشراف على المعارك من الأرض تنظيم الدولة مقابل الحصول على الطاقة".

وبحسب الناشط، فإن ضباطا روسا هم من يتولون قيادة تحالف القوى الموجودة في المنطقة.

وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة؛ قد أعلنت عن مصرع خمسة عسكريين روس خلال الساعات الماضية، في ريف حمص الشرقي، إضافة إلى مقتل ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية.

تدمر

وعلى صعيد المعارك المستمرة قرب تدمر، أشار الناشط زيد الحمصي؛ إلى تعرض المنطقة لقصف جوي وصاروخي عنيف في الآونة الأخيرة، إلا إن ضراوة القصف لم تغير من معادلة السيطرة على الأرض، حيث استطاع تنظيم الدولة التقدم باتجاه جبل الباردة، الواصل إلى بلدة القريتين، بينما فشلت قوات النظام والمليشيات، مدعومة بالقوات الروسية، في محاولتهم التقدم نحو منطقة الدوة، حيث تشهد المنطقة معارك كر وفر حتى الآن.

وقبل يومين، تحدثت صحيفة الديار اللبنانية، المقربة من حزب الله اللبناني، نقلا عن "أوساط وثيقة الصلة"؛ بأن الحزب عزز قواته في ريف حمص بمجموعات محترفة ومدربة على عمليات الاقتحام، ومعروفة بـ"القوات الخاصة"، وهي جزء من "فرقة الرضوان" العسكرية، مشيرة إلى وصول طلائع من هذه القوات إلى مشارف مدينة تدمر للمشاركة في عملية استرجاع المدينة من تنظيم الدولة، على حد وصفها.

وأضافت الصحيفة نقلا عن المصادر، أن القرار الحاسم قد اتخذ لاستعادة مدينة تدمر بدعم جوي روسي، ثم إيجاد رابط جغرافي مع مدينة دير الزور، وأن الفترة المقبلة ستشهد زخما للعمليات العسكرية.