هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعرض كاتبان إسرائيليان ما قالا إنها إنجازات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلال العقود الماضية، عقب ما كشفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول أسرار الملف النووي الإيراني، وما قيل إنه مستودع الأسرار الذي استولى عليه جهاز الموساد من قلب طهران، وإحضاره لتل أبيب.
واستعرض يوني عوزري وماؤور خوري بمقالهما المطول بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21" سلسلة العمليات الأمنية لجهاز الموساد في السنوات والعقود الماضية، لاسيما المتركزة بالمنطقة العربية.
إيلي كوهين
بدأ المقال الإسرائيلي بالإشارة لتجنيد الموساد لعميله المشهور إيلي كوهين داخل المنظومة السياسية السورية، حيث قال عنه رئيس الحكومة الأسبق ليفي أشكول إن "ما قام به كوهين من أجل أمن إسرائيل يساوي ما قامت به فرق وكتائب عسكرية مدججة بالسلاح، وأسفرت جهوده الكبيرة عن انتصارها في حرب 1967".
وولد كوهين بمصر عام 1924، وتعلم بالإسكندرية، وفي 1957 هاجر لإسرائيل، وبعد 3 سنوات تجند لصالح شعبة العمليات التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي، وتم تصنيفه جاسوسا للدولة.
ويذكر المقال أن "كوهين ذهب عام 1961، للأرجنتين، وانتحل شخصية مهاجر سوري باسم كامل أمين ثابت، وبعد عام عاد لدمشق، وبنى له اسما، وأقام علاقات صداقة من رجالات الجيش والساسة السوريين، وفي 1964، أوصل كوهين للموساد دور سورية بإقامة منظمة التحرير الفلسطينية وتسليحها، والسيطرة على المقدرات المائية الأردنية بمنطقة بانياس، لكن إسرائيل تمكنت بفضل هذه المعلومات من إحباط المحاولات السورية".
وأضافا أنه "في يناير 1965، اعتقل كوهين، وكشف النقاب عن شخصيته، بعملية أمنية للجيش السوري، وتم العثور على أجهزة تنصت وإرسال معلومات أثارت الشكوك حوله، وفي الشهر التالي حاكمته سوريا، ورغم جهود كبيرة بذلتها إسرائيل لإنقاذ حياته، والعروض التي قدمت لسوريا من الأموال والمعدات، لكن النظام أعدمه شنقا".
وما زال كوهين يعتبر من أكبر الجواسيس في تاريخ إسرائيل، وقدم معلومات أمنية حساسة لها ساعدتها في حرب حزيران 1967، والسيطرة على هضبة الجولان.
محادثة ناصر وحسين
يصل الكاتبان في مقالهما عند حرب الأيام الستة 1967، بالقول إنه "يوم 6 حزيران، اليوم الثاني للحرب، التقطت إسرائيل مكالمة هاتفية بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل حسين، على خلفية تقديرات وهمية عن مشاركة أمريكية وبريطانية في الهجوم على مطارات بلادهما، بجانب إسرائيل".
ويضيف الكاتبان: "تم التقاط هذه المكالمة على خط هاتفي لاسلكي من قبل وحدة 515، وأصبحت اليوم 8200 بجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، ونقل محتواها للقيادة الإسرائيلية، وفي اليوم التالي بدأ الإعلام المصري يعمل بتوجيهات المكالمة في مسعى لتوريط الاتحاد السوفييتي في الحرب بجانبها، بسبب مشاركة العدو الأمريكي بهذه المعركة، وحينها قرر وزير الدفاع موشيه دايان نشر المحادثة عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي".
وما زال التقاط هذه المحادثة من أخطر المهام التي نفذها جهاز "أمان"، بين زعيمين كان لهما تأثير كبير على مجريات المنطقة في تلك المرحلة".
المفاعل العراقي
يقول الكاتبان إنه في "7 يونيو 1981 خرجت ثماني طائرات إف 16 وست أخرى إف 15، لتنفيذ عملية مشتركة في الأجواء العراقية لتدمير المفاعل النووي تموز، بقرار من رئيس الحكومة مناحيم بيغن، عقب حصوله على معلومات من رئيس جهاز أمان يوفال نئمان، بأن نظام صدام حسين سينتج 4 قنابل بلوتونيوم خلال عام".
وأضافا أن "الاتفاق الذي سبق توقيعه بين العراق وإيطاليا قبل سنوات حول التعاون النووي لأغراض سلمية أشعل أضواء حمراء في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ومن حينها بدأ العمل لجمع المعلومات والوثائق، للحصول على أدلة الإدانة ضد بغداد، وشارك الموساد وأمان بذلك".
وأوضح المقال أنه "في ضوء العداء بين صدام حسين وإسرائيل، وحجم الانخراط الفرنسي ببناء هذا المفاعل لأغراض اقتصادية وتجارية، فقد دفع ذلك حكومة بيغن لعدم البقاء في حالة من العجز مكتوفة الأيدي، لاسيما أنه في عام 1980 هدد صدام حسين بسحق تل أبيب بالقنابل، ما دفع الأخيرة لتحضير الرد المناسب".
ويوضح الكاتبان أن "رئيس هيئة أركان الجيش آنذاك رفائيل إيتان قرر تنفيذ ضربة جوية، لكن رئيس المعارضة شمعون بيريس عارضها، وطالب بمنع العراق من امتلاك سلاح نووي بتفعيل ضغط دبلوماسي على فرنسا، لكن الحكومة قررت أخيرا تنفيذ العملية، التي نجحت بصورة كبيرة".
وقد تخلل العملية إلقاء سلاح الجو 16 قنبلة اخترقت مبنى المفاعل النووي، ودمرته بالكامل، وبعد ثلاثة أسابيع جرت انتخابات الكنيست العاشرة، وأصبح الحديث عن العملية مادة دسمة في الأحاديث الانتخابية، وأعيد انتخاب بيغن مجددا لرئاسة الحكومة، رغم إثارة أسئلة كثيرة حول توقيت العملية، وعلاقتها بالانتخابات.
مهاجمة سوريا
يصل الكاتبان أخيرا إلى ليلتي 5 و6 سبتمبر 2007 حين هاجمت طائرات إسرائيلية مقاتلة المفاعل النووي السوري الذي قطع مراحل متقدمة بمساهمة من خبراء كوريين شماليين.
وقالا إن "الاستخبارات الإسرائيلية شخصت منذ 2005 محاولات سورية حثيثة لإقامة هذا المفاعل، وشكلت وحدة الأبحاث في الموساد طاقما كبيرا لجمع أي معلومة خاصة به، وتحليل التوجهات الاستراتيجية السورية بناء عليه، وفي مارس 2007 خرج الدخان الأولي لهذه المعلومات عبر عملية سرية نفذها الموساد حين حصل على معلومات سرية خطيرة تتعلق بالمفاعل، داخل إحدى الدول الأوروبية، دون تفاصيل".
وأوضحا أنه "بدأ التحضير الإسرائيلي لمهاجمة المفاعل، وخلال سقف زمني قصير وساعات قليلة لم تتجاوز الأربع، نفذ سلاح الجو العملية المسماة "من خارج الصندوق"، تخللها إلقاء 18 طنا من المتفجرات، وعادت الطائرات الإسرائيلية أدراجها، دون أن يصيبها أذى".
الوثائق الإيرانية
يختم الكاتبان مقالهما بالحديث عما شهدته إيران مؤخرا بالقول: "إن خطورة ما أقدم عليه الموساد في إيران مؤخرا 2018 يعتبر الإنجاز الأكثر حيوية في تاريخه، حيث نجح عناصره باختراق الموقع السري للإيرانيين ذات ليلة، ونقل المواد الخطيرة الخاصة بمشروعهم النووي لإسرائيل، بذات اليوم، ما يمكن وصفه بمعجزة حققها رجال الظلال، وتعتبر من المهام الأخطر خلال السبعين عاما التي مضت منذ قيام الدولة، وحولت أجهزة استخباراتها لتصبح من الأكثر أهمية على مستوى العالم".
وأضافا أن "معلومات المفاعل النووي الإيراني التي عرضها نتنياهو، تبلغ مائة ألف وثيقة، ملفات ورقية وأسطوانات مدمجة، تزن نصف طن، وتمت العملية في يناير الماضي، من خلال التسلل لمخزن هذه الوثائق التي علمت به إسرائيل منذ شباط/ فبراير 2016، حيث اخترق رجال الموساد المستودع، وأخرجوا الوثائق الأصلية باللغة الفارسية، ونقلوها لإسرائيل، وحتى الآن لم يتم تحليل كل المعلومات التي حصلنا عليها".