في
أقل من ثلاثة أيام على إطلاق منصة
الوظائف القطرية للأردنيين، تقدم أكثر من نصف مليون مواطن أردني بطلب لشغل 10 آلاف وظيفة قدمتها الدوحة لعمان، ضمن المنحة القطرية لمساعدة الأردن التي أقرتها قطر في حزيران/ يونيو الماضي، إلى
جانب استثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن.
وحسب
ما قال الناطق الإعلامي باسم وزارة العمل محمد الخطيب، لـ"
عربي21" فإن
"هناك إقبالا كبيرا على التسجيل، وآلاف الطلبات ما زالت قيد التسجيل".
وبين
الخطيب أن "معاملات المتقدمين سيتم إنجازها في نهاية شهر أيلول من العام
الحالي، من خلال وزارة العمل القطرية وتشمل المهن التعليمية ومهن متفرقة، وتتولى
وزارة العمل الأردنية تزويد الراغب بالعمل في قطر بشهادة تثبت أنه باحث عن
عمل".
وأثارت
أعداد الأردنيين الكبيرة تساؤلات حول حجم
البطالة التي يعاني منها الشباب الأردني
ورغبتهم في الهجرة خارج البلاد، رغم تطمينات رئيس الحكومة عمر الرزاز للشباب
بمستقبل أفضل ودعوتهم - خلال رده على كلمات النواب في جلسة الثقة-، بعد الهجرة من
المملكة.
أعداد
المتقدمين لمنصة الوظائف دفعت النائب الأردني السابق، عساف الشوبكي، لإرسال رسالة إلى
رئيس الحكومة يدعوه فيها لقراءة "مدى حجم الإحباط لدى الشباب الأردني من
الوضع في المملكة".
يقول
الشوبكي، لـ"
عربي21"، كشفت منصة
التشغيل حجم المشكلة والقنبلة الكبيرة الموقوتة في الأردن والسكوت عن هذه المشكلة
هو تأجيل لانفجارها، عدم الشروع ضمن برنامج زمني محدد وخطط مدروسة في إحلال
العمالة الأردنية محل العمالة الوافدة، هو تحد حقيقي أمام الحكومة، فلا يعقل أن
يكون في وطننا أكثر من مليون موظف وفني ومهني وصانع وتاجر وعامل وافد، جلهم جاؤوا
من غير مهن وتدربوا في بلادنا ويعملون الآن في مختلف القطاعات".
تفاؤل اقتصادي.. وتخوف من السعودة
وتوقعت
وزارة العمل الأردنية أن تساهم الوظائف القطرية في خفض نسبة البطالة في الأردن، بنسبة 2.5% من أصل نسبة البطالة البالغة
18.5 % حسب الأرقام الرسمية.
وحسب
وزير العمل الأردني، سمير مراد، "تشمل الوظائف مختلف القطاعات، فنحن نتحدث عن
وظائف في القطاع الطبي والتمريضي والمهن المساندة من مختبرات طبية وصيادلة، وهناك
قطاع الإنشاءات والزراعة والمصارف والمال والتأمين والتربية والتعليم، كما سيقوم
الأردن بتوفير إسناد كامل لمشاريع كأس العالم 2022 في قطر بمختلف الأنشطة
والقطاعات المتصلة بتلك المشاريع".
الخبير
الاقتصادي، مازن ارشيد، يرى أن الوظائف القطرية للأردنيين، "ستخفف الضغط على
الاقتصاد الأردني وعلى المواطن الأردني، لكنها لا تقلص معدلات البطالة التي في أعلى
معدلاتها التاريخية، خصوصا أن هذه الوظائف لكل أردني حتى لو كان مقيما في الخارج
ويعمل في بلدان أخرى، ويرغب في تحسين وضعه المالي".
مضيفا
لـ"
عربي21": "نحن بحاجة إلى استثمارات عربية وأردنية قادرة على
توليد فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى فرص عمل أخرى من دول أخرى للتخفيف من معدلات
البطالة، محذرا من سعودة الوظائف في السعودية، حيث سيعود الأردن إلى الخلف في حال
استغنت السعودية عن الموظفين الأردنيين".
اقرأ أيضا:
العمالة الأردنية في السعودية.. "الخليج لم يعد
زي زمان"
ويبلغ
عدد الأردنيين العاملين في قطر 40 ألفا بما نسبته 12.5% من أعداد الأردنيين العاملين في الخارج، ومن
المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع المنحة القطرية إلى 50 ألفا قبل نهاية العام
الحالي.