هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة إسرائيلية، أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، واستقالة وزير الدفاع الأمريكي الجنرال جيمس ماتيس، تعتبر تطورات "مقلقة" لـ"تل أبيب"، في الوقت الذي يتصاعد فيه خطر الحرب في الشمال.
وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، "تعكس هزة غير عادية، لأنه في نظر الكثيرين في جهاز الأمن الاسرائيلي، يعتبر مصدر استقرار في الإدارة الأمريكية".
ورأت أنه "مع الاقتراب من منتصف فترة ولاية ترامب، فإن الإدارة الأمريكية تتصرف مثل الرجل المتقلب الذي يقف على رأسه، فهو يجد صعوبة في التعامل مع اعتبارات مركبة، ولذلك فهو خطر على نفسه ومحيطه".
ونوهت إلى أن رسالة الاستقالة الخاصة بماتيس "شيقة؛ فهو يشرح لترامب المبادئ التي توجه السياسة الأمريكية في العقود الأخيرة، كما يشرحون لطفل لديه مصاعب معرفية، كما أن الرسالة لم تتضمن أي كلمة طيبة عن الرجل الذي عينه في هذ الوظيفة".
واعتبرت أن قرار ترامب سحب قواته ممن سوريا، هو "المسرِّع الفوري لاستقالة ماتيس، إضافة لنوايا تقليص عدد الجنود في أفغانستان"، موضحة أن "ترامب يتحرر من خشية المستشارين، ويعمل طبقا لغرائزه التي يتفاخر بها".
ولهذا "يبدو أن قراره كان لاعتبارات سياسية، فالتحقيقات ضد ترامب تتقدم وبعد حوالي شهر سوف يؤدي القسم مجلس نواب مناوئ للرئيس، والذي سيصِعِّب عليه تحقيق مبادراته في مجال السياسة الداخلية"، وفق الصحيفة التي أكدت أن "ترامب يحتاج لخطوة سريعة تصرف أنظار قاعدته والنواة الصلبة لناخبيه وتفرحهم".
ولفتت إلى أن "ظهور قصير أمام وسائل الاعلام، والذي فيه أعلن ترامب أن داعش قد هزمت، ثم أعلن أن الجنود الذين قتلوا في الحرب سيفرحون ببشرى الانسحاب، يثير العديد من التساؤلات"، موضحة أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق؛ جاء في تقرير مفصل نشرته وكالة (AP)؛ ويفيد أن ترامب قرر الانسحاب خلال محادثة تلفونية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن أبلغه الأخير بأن داعش تم طردها من 99 في المئة من المناطق التي كانت تسيطر عليها".
وسبق أن شكك ترامب، "بشأن العضوية الأمريكية في الناتو، والوجود العسكري في جنوب كوريا واليابان، وفي السنتين القادمتين وحتى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، من المتوقع أن تأتي مفاجئات أخرى"، وفق الصحيفة العبرية.
وأكدت أن "الانسحاب الأمريكي من سوريا واستقالة ماتيس، تشيران إلى ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، كما أنها تضع محل سخرية الإطراء الذي وجهه لترامب سياسيون ورجال إعلام إسرائيليون بعد قراراته السابقة، بشأن الهجوم العقابي في سوريا، والانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، ونقل سفارة بلاده إلى القدس".
اقرأ أيضا: ماذا دار بين ترامب وماتيس بلقاء الـ45 دقيقة قبل الاستقالة؟
وقال الجنرال احتياط غيورا آيلاند، رئيس "مجلس الأمن القومي" السابق الخميس الماضي: "بدلا من التركيز مع واشنطن في سوريا، فقد أصرينا على نقل السفارة"، مضيفا: "الله وحده يعرف ماذا استفدنا من ذلك".
ونوهت الصحيفة، أن "روسيا تدرك الآن، أن مكانتها في المنطقة تعاظمت، وأن واشنطن لن تسارع في المواجهة معها حول قراراتها المستقبلية بخصوص سوريا"، مضيفة: "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ اهتم بتطوير العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ولكن التفكير بأن نتنياهو يستطيع أن يناور بين الدولتين العظمتين كما يريد، كان لا أساس له من الصحة".
وقدرت أن "يسمح بوتن باحتكاك محدود بين إسرائيل وإيران في سوريا، طالما أن الأمر يعزز مكانة روسيا باعتبارها الوسيط المحتمل الوحيد بين الطرفين، في حين لا يعرض للخطر الفوري مشروعها الأساس في المنطقة، وهو الحفاظ على نظام بشار الأسد".
وبشأن ما يقلق "إسرائيل" في عملية الانسحاب الأمريكي من سوريا، هو "الانسحاب من الجيب الأمريكي حول قاعدة التنف القريبة من حدود سوريا مع العراق والأردن، حيث ستزال العقبة التي منعت عبورا إيرانيا حرا في الممر البري ما بين طهران وبيروت"، وفق الصحيفة التي نوهت أن "تحول سوريا لساحة لعب لدولة عظمى واحدة، يشكل انعطافة مقلقة لإسرائيل".
وبينت أن انسحاب واشنطن واستقالة ماتيس، سيفسر من قبل روسيا "كتطورات مشجعة، تزيد من حرية عملها في المنطقة بصورة غير مباشرة"، معتبرة أن "خطر الحرب سيتصاعد في الشمال في العام القادم؛ الذي ستجري فيه الانتخابات الإسرائيلية، وسيحسم خلالها أو قبلها مصير التحقيقات الجنائية ضد نتنياهو".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: ما هي دوافع ترامب لسحب القوات من سوريا؟
ونبهت أن "قرب الانتخابات والائتلاف الآخذ في الانحلال، يزيد تطرف الخطوات المتخذة ضد الفلسطينيين في الضفة، وفي الوقت الذي يحذر نتنياهو من مواجهة عسكرية مع حماس، فإن الخطوات في الضفة الغربية من شأنها أن تشعل ضجة، وبالتحديد في مناطق السلطة التي تواصل على مضض، الحفاظ على التنسيق الأمني مع اسرائيل".