هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توقع اقتصاديون ومحللون ماليون استمرار خسائر البورصة
المصرية طوال الأسبوع الجاري، نتيجة الأحداث السياسية والمظاهرات التي شهدتها المدن
المصرية، يومي الجمعة والسبت الماضيين، والمظاهرات الأخرى المتوقعة يوم الجمعة المقبل.
وحسب خبراء، فإن عمليات البيع التي شهدتها البورصة المصرية
في بداية تعاملات هذا الأسبوع، وتعليقها العمل لمدة نصف ساعة منتصف اليوم بهدف وقف
نزيف الخسائر، تعد الأولى منذ مظاهرات تيران وصنافير عام 2016، حيث خسرت البورصة الأحد
فقط، 36 مليار جنيه (2.2 مليار دولار)، من قيمة رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة.
ووصف مختصون تحدثوا لـ"عربي21" ما شهدته
البورصة في بداية تعاملاتها لهذا الأسبوع، بأنه من أسوأ الأيام التي مرت على البورصة،
وأنه رغم وجود خسائر منذ الأسبوع الماضي، إلا أن ما جرى يوم الأحد كان مختلفا، ويبعث
برسالة مفادها أن القادم أسوأ طالما ظلت الأوضاع السياسية على ما هي عليه.
وكانت البورصة سجلت مع ختام تعاملات يوم الأحد 22 أيلول/
سبتمبر الجاري، أكبر خسارة لها منذ ثلاثة أعوام، نتيجة انخفاض مؤشر EGX100 بنحو 5.68%، للمرة الأولى منذ 2016، وهو ما دفع بإدارة البورصة
لتعليق العمل والتداول لنصف ساعة لتقليل حجم الخسائر.
ورغم عدم تعليق البورصة على الخسائر التي شهدتها في
بداية تعاملات الأسبوع بشكل رسمي، إلا أن خبراء مقربين منها أكدوا أن الموضوع ليس له
علاقة بالمظاهرات التي شهدتها مصر مؤخرا، والتي طالبت برحيل السيسي.
وأرجعت رانيا يعقوب رئيسة مجلس إدارة ثري واي لتداول
الأوراق المالية، في بيان لها أن سبب الهبوط والخسائر هو تصرفات الأفراد وليس المؤسسات،
وأنه لو كان هناك أي تخوفات أمنية أو سياسية لكان البيع من خلال المؤسسات وليس الأفراد.
"مليونية الجمعة"
من جانبه توقع الخبير الاقتصادي عبد الحفيظ الصاوي
في حديثه لـ"عربي21" أن تواصل البورصة انهيارها خلال الأيام القادمة لارتباطها
بالأحداث السياسية المتوترة التي تشهدها مصر، خاصة أن البورصة تعد أكبر المؤسسات الاقتصادية
التي تتأثر بالأحداث السياسية، لسهولة التخلص من الأسهم والخروج الآمن منها، وهو ما
يبرر ما جرى في تعاملات بداية الأسبوع.
ويضيف الصاوي: "أتوقع أن ينهار المؤشر العام للبورصة
لأقل من 10 آلاف نقطة خلال الفترة المقبلة، بسبب استمرار الضبابية السياسية حول رأس
النظام، ومن ثم فإن الجميع يترقبون تعاملات يومي الاثنين والثلاثاء، وهل ستتأثر
هي الأخرى بالأحداث الساخنة في السويس وغيرها من المدن التي شهدت مواجهات مع الشرطة،
بما أعاد للأذهان حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد".
ويرى الصاوي أن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وأنها
سوف تلجأ لصناديق المؤسسات العامة العاملة بالبورصة، لتنشيط حركة التداول لإيقاف هذا
الانهيار الحاد، بدفع هذه المؤسسات لشراء الأسهم المتراجعة، وربما تضطر الحكومة لإيقاف
التعامل بالبورصة إذا تصاعدت الأحداث خلال الأيام المقبلة، وتحديدا يوم الجمعة المقبل،
الذي يشهد دعوة لمليونية حاشدة بهدف إزاحة النظام.
خطورة EGX100
ويتفق محلل الأداء المالي حسام الغمري مع الرأي السابق،
مشيرا إلى أن المستثمرين في البورصة المصرية يرفعون الآن مبدأ الحذر والترقب في تعاملاتهم، نتيجة الأحداث في مصر والمنطقة بشكل عام، خاصة أن حادث الهجوم على المنشآت البترولية
لشركة أرامكو السعودية، ما زال يلقي بظلاله على البورصات العربية.
ويؤكد الغمري لـ"عربي21"، أن خطورة تراجع
مؤشر EGX100، باعتباره
المؤشر الأساسي الذي يقيس أداء الأسهم الأكثر انتشارا، ومن ثم فإن تراجعه يكون ترجمة
لتراجع أسهم الشركات الكبرى مثل أوراسكوم وحديد عز والمصرية للاتصالات، وهو ما كان
واضحا في تراجع أسهمها خلال تعاملات بداية الأسبوع.
ويشير الغمري إلى أن ما جرى في تعاملات بداية الأسبوع
مؤشر سلبي لأداء البورصة، حيث بلغ حجم الخسائر 36 مليار جنيه (2.2 مليار دولار) في
يوم واحد، في حين كانت خسائر البورصة طوال الأسبوع الماضي 17 مليار جنيه (1.1 مليار
دولار)، ما يعني أن خسائر يوم واحد كانت ضعف خسائر أسبوع كامل، وهو مؤشر مقلق، ولا
يحتاج لكثير من الجهد للبحث عن أسبابه.
وتوقع المحلل المالي أن تتزايد خلال الأيام المقبلة
مبيعات المؤسسات المالية العربية والدولية، بالإضافة لمبيعات الأفراد المصريين، نتيجة
تزايد الدعوات المطالبة بإزاحة السيسي، وفي مقابل زيادة الدعوات لمليونية الجمعة، فإنه
سيكون هناك زيادة في عمليات البيع للتخلص من الأسهم، تحسبا لما يمكن أن تسفر عنه الأوضاع
السياسية.
ويتوقع الغمري أن يكون الأسبوع الجاري هو الأسوأ للبورصة
المصرية، لأن استمرار خسائر رأس المال السوقي، سوف يكون له تأثير مباشر على قوة الاقتصاد
المصري، وفق نظرية السوق التي تقول بأن "كل انخفاض في رأس المال السوقي، يدفع لخروج
مصر من أحد المؤشرات الدولية، وهو ما يعد خسارة في حد ذاته".
وحسب الغمري، فإنه رغم قرارات البنك المركزي بخفض نسبة
الفائدة وتراجع أسعار الدولار مقابل الجنيه وزيادة معدلات النمو، إلا أن البورصة حققت
خسائر متواصلة على مدار الأسبوع الماضي، وهو ما لا يبشر بالخير بشكل عام.
اقرأ أيضا: بورصة مصر تغلق على تراجع وخسائر بالمليارات بفعل الاحتجاجات