دعا المستشار السياسي لرئيس حكومة الإنقاذ الليبية السابقة محمد حسين عمر، ثوار ليبيا الذين يدافعون عن العاصمة طرابلس، إلى الوحدة والعمل على تشكيل حكومة ثوار تقود البلاد وتؤمن الأنحاء وتحرر القرار والإرادة.
وطالب عمر في تصريحات له اليوم نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ثوار فبراير، بالعمل على صياغة دستور للبلاد يكون أساسا لينتخب الليبيون قيادتهم (رئيسا وبرلمانا وحكومة)، ويطوون ما وصفه بـ "صفحات الخزي والعمالة"، ويتخلصون من وباء الحكومات الانتقالية التي قال بأنها "أربكت المشهد وعطلت المصالح".
ورأى عمر، أن الاستمرار في الرهان على مخرجات الاتفاق السياسي في منتجع الصخيرات المغربي، ليس إلا استمرارا في الغرق في الوهم، محذّرا في الوقت نفسه من الرهان على مفاوضات برلين.
واعتبر أن "أي حديث عن إيقاف الحرب; بينما حفتر على مشارف طرابلس، هو خيانة ومتاجرة، وتفريط ومهلكة، ومتاهة وضياع"..
ووصف عمر اتفاق الصخيرات بأنه "مؤامرة"، وقال بأنه هو الذي شرعن برلمان طبرق، الذي أعطى بدوره الغطاء لحفتر ومنحه الرتبة العسكرية الأولى، وقدمه للعالم، مشيرا إلى أن السراج والمجلس الرئاسي هو الوجه الآخر لاتفاق الصخيرات..
وقال: "كلنا يعلم أن الاتفاق السياسي ينص على أن برلمان طبرق هو الجسم الشرعي الوحيد; ونعلم أيضا أن هذا البرلمان هو الذي منح الغطاء القانوني لعملية الكرامة، وكلف حفتر ورقى رتبته العسكرية ليتفرد بمنصب القائد الأعلى للجيش".
وأضاف: "هذا البرلمان، هو من جرم ثوار السابع عشر من فبراير واعتبرهم مليشيات إرهابية، وبهذا أصبح حفتر أمام العالم هو القائد العام، وبات كل من رفض الإنقياد والانضمام إليه خارجا عن القانون ويجب القضاء عليه.. وهذا الذي يسوق له إعلام الكرامة، والإعلام الإماراتي المساند له في الداخل والخارج".
وذكر عمر، "أن هذا البرلمان، هو الذي صوت وسمح بالتدخل المصري والإماراتي والفرنسي، قبل أن تلتحق المافيا الروسية بعصابات النباشين".
وقال: "إن مصر والإمارات وفرنسا.. كانوا منذ البدء أساس الاتفاق السياسي الذي استهدف إسقاط المؤتمر الوطني، والتمكين لحفتر، ثم التحقت بهم روسيا لذات الغرض الوظيفي"..
وأكد عمر أنه "لولا انضمام قوات البنيان المرصوص المعترف بها من قبل العالم لهذه الحرب ضد حفتر، لوقفت الدنيا كلها مع حفتر في حربه ضدنا باعتبارنا مليشيات".
وقال: "وجود البنيان هو من أربكهم وأربك محور الشر من ورائهم; لأنهم يعلمون أن البنيان هم الجيش الحقيقي الذي قضى على متطرفي داعش، بينما أعطاهم العسكرسوسة الممر الآمن ليخرجوا من لهيب الشرق الذي أحدق بهم".
وأضاف: "لولا الاتفاق السياسي، ما تمكن حفتر من التهام عاصمة الثورة، ولا أن يستفرد بدرنة واجدابيا، ويزحف نحو الجنوب وسط تهليل ومباركة رفاق الوفاق، ولا انقسم موقف العالم من أحداث استباحة حصون العاصمة وحرمات الأهالي العزل الآمنين"، على حد تعبيره.
وينفذ اللواء الليبي المتقاعد منذ نحو 7 أشهر هجوما عسكريا على العاصمة الليبية طرابلس مقر حكومة الوفاق، من دون أن يتمكن من تحقيق أهدافه رغم الدعم العسكري الدولي له.
وتقول تقارير عسكرية ليبية إن حفتر يسابق الزمن للسيطرة على العزيزية، قبيل انعقاد مؤتمر برلين، الذي قد يكون حاسما في تحديد توجه المجتمع الدولي تجاه حل الأزمة الليبية.
ووفق تقرير لوكالة أنباء الأناضول، فإنه من المتوقع أن يجدد مؤتمر برلين دعمه لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وقد يدين استهداف طيران حفتر والدول الحليفة له للمدنيين.
إقرأ أيضا: "الوفاق" تعلن صد هجوم لقوات حفتر جنوب طرابلس