هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يصل رئيس حكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، الخميس، إلى العاصمة أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الليبي تقدمه جنوبي طرابلس.
وذكرت صحيفة "ملييت" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مسائل ثلاث ستطرح على الطاولة بين أردوغان والسراج، وهي "الوضع في شرق المتوسط، وأنشطة التنقيب"، والمعارك ضد حفتر ومليشياته"، و"عملية السلام ووقف إطلاق النار".
وأشارت إلى أن اللقاء سيعقد بين أردوغان والسراج، في القصر الرئاسي بأنقرة الساعة الـ02:00 مساء بالتوقيت المحلي، بعد يوم واحد من وصول أحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني إلى موسكو.
ولفتت الصحيفة إلى أن الزيارات المتزامنة إلى موسكو وأنقرة في ذات الواقت، تعيد الأنظار إلى التطورات الأخيرة في ليبيا، والخطوات الجديدة التي من الممكن اتخاذها.
التنقيب في شرق المتوسط
وأضافت، أن أردوغان والسراج سيجريان تقييما للعلاقات التركية الليبية، وأنشطة التنقيب الجديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتفاصيل تنفيذ اتفاق الولاية البحرية بين البلدين، والتعاون العسكري.
وأوضحت، أن ذلك يأتي في الوقت الذي اتخذت فيه تركيا خطوات جديدة بشأن التنقيب عن النفط في شرق المتوسط، وسعيها للتعاون مع طرابلس في أنشطة التنقيب في المياه الليبية.
وقف إطلاق النار
وأشارت الصحيفة، إلى ان لقاء اليوم سيبحث أيضا، اتخاذ خطوات جديدة ضد مليشيات حفتر، في الوقت الذي أعلنت فيه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن الأطراف وافقت على استئناف وقف إطلاق النار الذي توقف قبل ثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من الدعم الروسي بالمرتزقة "فاغنر"، فضلا عن الإمارات ومصر، فقد تكبدت مليشيات حفتر خسائر فادحة أمام الجيش الليبي بعد إبرام اتفاقية التعاون العسكري مع تركيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وذكرت الصحيفة، أن الاتصالات بين أنقرة وموسكو بشأن ليبيا، ستزداد في الأيام القليلة المقبلة، لإمكانية التوصل لوقف إطلاق النار.
وفي تقييمه لآخر التطورات في شرق المتوسط، أكد الخبير الأمني نعيم بابور أوغلو، أن تركيا تسعى لحماية مصالحها وقبرص الشمالية، وتبرز كقوة في البحر المتوسط حتى ليبيا، وبحر إيجة، ضمن الحقوق الدولية المشروعة لها.
وأشار إلى أن تركيا لن تتخلى عن قوتها في ليبيا، وستنفذ بنود الاتفاق البحري مع طرابلس، والقيام بأنشطة التنقيب على حد سواء.
هذا ما تريده أمريكا وروسيا.. واجتماع اليوم مهم
ولفت إلى أن لعبة الشطرنج في ليبيا، تحولت إلى صراع بين الولايات المتحدة وروسيا في شمال أفريقيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد كسر نفوذ روسيا المتصاعد في ليبيا، من خلال الناتو، كما هو الحال في أفغانستان.
وأشار إلى أن روسيا، تريد وقف إطلاق النار، لوقف التقدم الذي أحرزته حكومة الوفاق، أما الولايات المتحدة، فلا ترغب لتركيا أن يكون لها نفوذ أكبر في ليبيا.
وأكد الخبير التركي، أهمية اللقاء الذي سيعقد اليوم بين أردوغان والسراج، بشأن وقف إطلاق النار.
بدورها قالت الباحثة التركية، نبهات تانريفردي ياشار، إن دينامية الحرب تغيرت في ليبيا، بعد خسائر حفتر في الغرب الليبي، وانتهاء حصار طرابلس.
وأشارت إلى أن السؤال المطروح الآن، هو عن ما إذا سيتحول النزاع في ليبيا نحو النفط، أم إن مبادرات جديدة دبلوماسية ستوضع على الطاولة.
وأضافت أن هزيمة حفتر، زادت من احتمالية تغيير الأرصدة داخل تحالف الشرق (طبرق)، مشيرة إلى أن الحراك الدبلوماسي بليبيا، سيعتمد على التوازنات داخل البلاد، واتجاهات القوى الدولية والإقليمية.
وأوضحت أن ليبيا دخلت عتبة جديدة، وعلى الجهات الفاعلة الدولية الداعمة لحفتر، وتحالف الشرق أن يقرر أين سيقف بعد الآن، وخاصة أن حفتر على وشك فقدان المناطق التي تقع فيها حقول النفط.