سياسة تركية

MEE: أنقرة ترحب بتصريحات الإمارات.. لكنها ليست مقتنعة تماما

الإمارات قامت بعدة إجراءات مؤخرا تؤشر لتغيير مواقفها من أنقرة- CC0
الإمارات قامت بعدة إجراءات مؤخرا تؤشر لتغيير مواقفها من أنقرة- CC0

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن مسؤولا تركيا كبيرا وصف دعوة الإمارات لتحسين العلاقات مع تركيا بأنها خطوة "إيجابية"، لكنه قال للموقع إن أنقرة لا تعتقد أنها إشارة لتقارب وشيك.

وقال المسؤول، الذي كان يرد على تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، يوم الأحد والتي تشير إلى إمكانية "إعادة ضبط" العلاقات بين الخصمين، إن تركيا لم تحاول قط تقويض الحكومة الإماراتية.

وأشار المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "كما قلنا دائما، كانت الإمارات العربية المتحدة هي التي حاولت تخريب حكومتنا في المنطقة.. لم نبذل جهودا مماثلة ضدهم".

ويتعامل المسؤولون في أنقرة بحذر مع الإيجابية النسبية للوزير الإماراتي الكبير. ويعتقدون أنه لا يكفي التأكيد على أن أبو ظبي قد غيرت موقفها في سياساتها الإقليمية، الأمر الذي وضع الحكومتين في خلاف حول قضايا متعددة، بما في ذلك سوريا وليبيا والصومال.

وكان قرقاش قد صرح يوم الأحد أن أي اتفاق تطبيع سيقوم على "الاحترام المتبادل للسيادة".

وقال قرقاش خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية: "ليس لدينا أي مشاكل مع تركيا، مثل قضايا حدودية أو غيرها من القضايا المماثلة"، مضيفا أنه إذا قطعت تركيا "دعمها للإخوان المسلمين" فيمكنها "إعادة تقويم علاقاتها مع العرب".

وقال المسؤول التركي إن الإمارات، اتخذت مؤخرا بعض الخطوات الإيجابية الأخرى، التي لم يتم الكشف عنها أو مناقشتها علنا.

وقال المسؤول: "لقد اعتادوا وضع الكثير من الصعوبات أمام رجال أعمالنا وقد تغير ذلك.. وأصبحوا الآن موضع ترحيب، لقد أعلنوا أيضا عن بعض القيود على سفر رجال الأعمال لدينا، لكنهم لم يطبقوا ذلك".

وأضاف أن أبو ظبي عارضت أيضا إعادة فتح الرحلات الجوية بين إسطنبول والإمارات، لكن ذلك تغير أيضا. "عادت الرحلات الجوية بين الدولتين إلى طبيعتها".

وأعلن كل من طيران الاتحاد وطيران الإمارات الشهر الماضي عن استئناف رحلاتهما إلى تركيا.

ويعتقد المسؤولون الأتراك أن هناك سببين وراء دافع الإمارات لذوبان الجليد في العلاقات. الأول هو الاتفاق الأخير الذي أنهى الحظر المفروض على قطر.

وقال علي باكير، المحلل المختص في شؤون الخليج: "تخشى الإمارات أن تُترك وحيدة ومعزولة إقليميا".

وقال: "منذ بعض الوقت، تستخدم أبو ظبي السعودية كدرع في مغامراتها الإقليمية. وحرصت على وقوف الرياض إلى جانبها وضد خصومها وأعدائها. ولم يعد هذا صحيحا بعد المصالحة".

 

إقرأ أيضا: أقطاي: لا يحق للإمارات فرض شروط سخيفة على تركيا

 

ولفت باكير إلى أن توثيق العلاقات بين الرياض والدوحة يمكن أن يغير بشكل عميق التشكيل الجيوسياسي متسببا بخسارة الإمارات.

وأضاف: "لا يمكنها تحدي مثل هذا التحول الإقليمي. وسوف تضطر إلى أن تمد يديها الآن وتكون منتظرة الوقت المناسب للعودة".

ويشك المسؤولون في أنقرة في أن السبب الأكبر لقرقاش لإضفاء طابع ودي، هو إدارة جو بايدن القادمة في أمريكا.

وقال المسؤول: "الأمر كله يتعلق ببايدن وسياساته. إنهم يحاولون خلق مساحة أكبر للمناورة".

ومن المتوقع أن تكون إدارة بايدن أقل صداقة وتسامحا تجاه المحور الإماراتي السعودي، الذي كان مدعوما بشدة من دونالد ترامب لمدة أربع سنوات.

وقبل طي صفحة سنوات من العلاقات السيئة مع الإمارات، يقول المسؤولون الأتراك إنهم بحاجة إلى رؤية انعكاس كامل للسياسات والتحركات التي تستهدف تركيا ومواطنيها. وقال مسؤول تركي آخر: "لا نزال في انتظار رؤية أي نوع من الإجراءات في هذا الصدد".

ويخوض البلدان صراعا إقليميا مريرا، اشتد مؤخرا في ليبيا، حيث يدعمان طرفين متعارضين.

واتهمت أنقرة، في الماضي، أبو ظبي بتمويل محاولة انقلاب في تركيا عام 2016. وتشتبه تركيا في استخدام طائرة مملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة في آب/أغسطس الماضي لاستهداف أنظمة الدفاع الجوي التركية في قاعدة الوطية الجوية في غرب ليبيا، والتي سيطرت عليها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا والمعترف بها من الأمم المتحدة العام الماضي.

وتحتجز الإمارات حاليا رجل أعمال تركي بتهمة الإرهاب، والتي وصفها مسؤولون أتراك بأنها "اعتقال لدوافع سياسية".

كما اعتقلت تركيا العام الماضي أردنيا بتهمة التجسس لصالح الإمارات، واتهمته بجمع معلومات عن قيادات الإخوان المسلمين.

التعليقات (1)
ابوعمر
الخميس، 14-01-2021 06:35 ص
ومن يقتنع بالشيطان....يصير شيطانا مثله...؟