هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بالتزامن مع التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل بسبب تطورات البرنامج النووي الإيراني، شهدت بعض مناطق العالم في الأيام الأخيرة حوادث أمنية استهدفت إسرائيليين، دفعت تل أبيب لاتهام طهران بملاحقة مواطنيها، ومحاولة التعرض لهم، وقتلهم، انتقاما لمقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين بأيدي جهاز الموساد الإسرائيلي.
ومنذ أن تولى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، يزعم الإسرائيليون أن الإيرانيين كثفوا أنشطتهم المعادية، ومخططاتهم لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين في الخارج، آخرها استهداف رجال أعمال إسرائيليين في قبرص من قبل عناصر تعمل في خدمة إيران، ولم يكن نزاعًا تجارياً أو جريمة جنائية، كما حصل في كولومبيا مؤخرًا، وسط توقعات إسرائيلية بوقوع العديد من المحاولات الأخرى لتنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، تبدو الآن في طور التخطيط والتنفيذ.
رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي قدر أن "الحوادث الأخيرة يبدو أنها انتقام لاغتيال محسن فخري زاده، "أبي البرنامج النووي الإيراني"، والتفجيرات في منشأة ناتانز النووية في يوليو الماضي، بالتزامن مع الزيادة الأخيرة في الجهود الإيرانية، والافتراض الإسرائيلي أنها سوف تتكثف في المستقبل القريب، أمام تصميم المسؤولين الأمنيين الغربيين على إحباط تلك المحاولات والمخططات، دون توفر ضمانات بنجاحها في ذلك".
اقرأ أيضا: WSJ: الطائرات المسيرة الإيرانية تعيد تشكيل الشرق الأوسط
مع العلم أن السفارة الإيرانية في قبرص رفضت الاتهامات والتلميحات الإسرائيلية بالتورط في محاولات إيذاء رجال الأعمال الإسرائيليين في قبرص، واعتبرت أنه دائما ما وجهت إسرائيل مزاعم لا أساس لها ضد إيران، تبريرا لهجمات شنتها في اليومين الأخيرين ضد قاعدة تي فور العسكرية في دمشق، قُتل فيها على الفور نشطاء مسلحون من المليشيات التابعة لإيران، ويبدو أن الهدف الذي تم استهدافه يشمل أنظمة أسلحة متطورة.
يشاي أشار في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "لإسرائيل مصلحة في عدم حصول مواجهة عسكرية على الساحتين السورية والإيرانية، لأنه بينما جرت العادة أن تشن إسرائيل هجماتها على سوريا انطلاقا من الأجواء اللبنانية، فقد جاءت الصواريخ هذه المرة من منطقة قاعدة التنف التي يستخدمها الأمريكيون، وتقع على مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم".
من الواضح أن استمرار استهداف المواقع والشخصيات الإسرائيلية في الخارج، سيقابله مواصلة لتدمير القدرات العسكرية الإيرانية في أي ساحة، وفي كل وقت، وستستمر الخطط العملياتية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، وسط مطالبات إسرائيلية داخلية بتوفير ردود عسكرية فعالة، وفي الوقت المناسب، لاسيما أن ما شهدته الآونة الأخيرة من هجمات يشير إلى أن الخطط التشغيلية الإسرائيلية آخذة في التنامي بصورة قد تقلق إيران فعلا.
في هذه العجالة يمكن الاستشهاد بكلام أخير لرئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، أن "جهاز الاستخبارات العسكرية مطالب حاليًا بتقديم معلومات استخباراتية عن مختلف القطاعات الحيوية، لأنه بفضل هذه المعلومات الاستخباراتية الجيدة، سيعرف الجيش ومجتمع المخابرات بأكمله الكثير عما يحدث في إيران، وبفضل هذه المعلومات تواصل إسرائيل عملها ضد الانتشار الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط".