هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
جدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، تمسكه بإجراء الانتخابات في حزيران/يونيو القادم، تزامنا مع إعلان رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا بإجرائه مشاورات حول تشكيله الوزاري.
ويأتي ذلك بينما حثت الولايات المتحدة جميع القادة الليبيين على التهدئة وخفض التوتر، فيما عبرت روسيا عن دعمها الكامل لحكومة باشاغا.
وقال الدبيبة، الاثنين، إن حكومته تجهز لمشروع قانون لإجراء الانتخابات في شهر حزيران/ يونيو المقبل، في تأكيد لرفضه قرار البرلمان تكليف رئيس جديد للحكومة.
وأوضح الدبيبة خلال اجتماع للحكومة في العاصمة طرابلس:
"لن نرهن مستقبلنا مرة أخرى بمن فقدوا أهليتهم الوطنية وعطلوا الانتخابات وهم
لا يعملون إلا للتمديد لأنفسهم"، مؤكدا أن "قطار الانتخابات انطلق ولن
نعود للوراء".
من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا،
محمد حمودة، إن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو ضرورة إزالة
العوائق القانونية والدستورية، والعمل على إجراء انتخابات في موعد أقصاه حزيران/ يونيو المقبل.
وأوضح حمودة في منشور على "فيسبوك"، أن إجراء سحب الثقة من التشكيل الحكومي مقيد بالاتفاق السياسي بموافقة مجلس الدولة
وتصويت 120 نائبا من البرلمان وهذا لم يحدث، لذلك تتمتع الحكومة الآن بالشرعية
القانونية محليا ودوليا ومستمرة إلى حين التسليم لحكومة منتخبة، وفق تعبيره.
مشاورات باشاغا
وفجر الاثنين، أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا بدء مشاوراته لتشكيل حكومته الجديدة، متعهدًا بعدم الترشح للانتخابات
الرئاسية المرتقبة.
وقال باشاغا، خلال كلمة مسجلة بُثت على "فيسبوك" إن
المشاورات الحالية لتشكيل حكومة سوف تضمن المشاركة السياسية الفاعلة من جميع
الأطراف.
وأضاف: "بدأنا مشاورات تشكيل الحكومة مع
مختلف الأطراف في مجلس النواب والدولة ومناطق ليبيا، بشراكة وطنية حقيقية من جميع
الليبيين شرقًا وغربًا وجنوبًا، مع ضمان معيار الكفاءة والقدرة، وأيادينا ممدودة
للجميع".
وتابع باشاغا: "رئيس حكومة الوحدة الوطنية
عبد الحميد الدبيبة شخصية مدنية محترمة، ويرفض الحروب، ونحن مقتنعون بأنه ينادي
بالتداول السلمي للسلطة".
اقرأ أيضا: مقال لباشاغا بواشنطن تايمز عن أولوياته رئيسا للحكومة بليبيا
وليامز تلتقي الرئاسي
إلى ذلك، تباحثت مستشارة الأمين العام للأمم
المتحدة في ليبيا، ستيفاني وليامز، مع المجلس الرئاسي في ليبيا عن التوافق الذي بين
مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة حول تعيين فتحي باشاغا رئيسا لحكومة جديدة في
البلاد.
وقالت في
تغريدة على "تويتر"، الاثنين: "استقبلني اليوم رئيس المجلس الرئاسي، محمد
المنفي وعضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي لاستعراض آخر التطورات في ليبيا،
وأخذنا علما بروح التوافق التي أبداها مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في
التطورات السياسية الأخيرة".
وأشارت المستشارة الأممية إلى "جهود المجلس الرئاسي
لتفعيل ملف المصالحة الوطنية، ولا سيما تشكيل لجان محددة وقرب الانتهاء من صياغة
التشريعات اللازمة لعرضها على مجلس النواب".
— Stephanie Turco Williams (@SASGonLibya) February 14, 2022
دعم التقارب
وقبل ذلك، بحث رئيس المجلس الرئاسي مع رئيس المجلس
الأعلى للدولة، مستجدات العملية السياسية، وآخر التطورات في البلاد.
وأكد الجانبان على الترحيب بالتقارب بين مجلسي
النواب والدولة، والتأكيد على دعم خارطة الطريق والحفاظ على الزخم الشعبي، لإجراء
الانتخابات على أسس دستورية صحيحة لعبور المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضا: ويليامز تلتقي باشاغا والدبيبة.. والأخير يدعو لسلطة منتخبة بليبيا
واشنطن تدعو للتهدئة
وفي السياق ذاته، حثت الولايات المتحدة جميع
القادة الليبيين على التهدئة وخفض التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف، وعدم إغفال
إرادة غالبية الشعب الليبي، خلال لقاء السفير والمبعوث الخاص لليبيا ريتشارد نورلاند، بأعضاء تكتل فزان بالبرلمان.
ونقلت السفارة الأمريكية في تغريدة على "تويتر"، قول
السفير نورلاند: "شرّفني أعضاء تكتل فزان النيابي مهدي مسعود الأعور وأبو
صلاح شلبي ومصباح دومة بزيارة في تونس يوم 12 فبراير حيث أطلعوني على رؤيتهم لدور
فزان في مستقبل ليبيا وضرورة أن تجري ليبيا الانتخابات في أقرب وقت ممكن لضمان
احترام إرادة 2.8 مليون ليبي".
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) February 14, 2022
وأوضحت السفارة في التغريدة ذاتها: "ناقشوا
مقترحات مهمة لإصلاح القوانين الانتخابية بما يضمن نجاحها، واتفقنا على أّنّ إجراء
الانتخابات في الوقت المناسب يمثل أفضل طريق نحو ليبيا آمنة وموحدة ومزدهرة".
وأضافت: "بينما تتخذ المؤسسات الليبية قرارات
بشأن المستقبل القريب لقيادة البلاد، نواصل حث جميع القادة الليبيين على التهدئة
وخفض التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف، وعدم إغفال إرادة غالبية الشعب الليبي
الذين يرغبون في اختيار قيادتهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة".
— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) February 14, 2022
روسيا تدعم باشاغا
من جهتها، أعلنت روسيا دعمها للحكومة الليبية الجديدة معبرة عن أملها بتوحيد الليبيين وإعداد البلاد لإجراء انتخابات
وطنية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان: "نرى أن هذا اختيار البرلمانيين الليبيين والذي يجب أن يُحترم. والأهم ألا تؤدي الخلافات القائمة بين الليبيين إلى صراع، بل أن يتم حلها من خلال المفاوضات والتسويات".
وتابعت: "نأمل أن تتمكن الحكومة الليبية
الجديدة برئاسة فتحي باشاغا من توحيد المجتمع الليبي، الأمر الذي سيسمح بالتعامل
بنجاح مع المهام الصعبة للمرحلة الانتقالية، بما في ذلك الاستعدادات لإجراء
الانتخابات الوطنية".
والخميس، اختار مجلس النواب في طبرق شرق البلاد، فتحي باشاغا ليشغل منصب رئيس الحكومة، عوضا عن الدبيبة، الأمر الذي يرفضه الأخير ويتمسك باستمرار حكومته استنادا إلى مخرجات ملتقى الحوار السياسي، الذي حدد مدة عمل السلطة التنفيذية الانتقالية بـ 18 شهرا تمتد حتى حزيران/ يونيو 2022، وفق البعثة الأممية بالبلاد.
وتسبب القانون الانتخابي في خلافات بين مؤسسات ليبية رسمية بشأن قانوني الانتخاب، ودور القضاء في العملية الانتخابية، الأمر الذي حال دون إجراء انتخابات رئاسية في 24 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وفق خارطة طريق برعاية الأمم المتحدة.