لبن يساهم في علاج مرضى التوحد

نجح باحثون مصريون في تطوير لبن خاص يتم تقديمه للأطفال المصابين بمرض التوحد، بما يساهم في تحسن كثير من الأعراض المصاحبة للمرض من تشتت الانتباه والعصبية الشديدة وقصور في التواصل مع الآخرين.

وقالت نجوى عبد المجيد استاذ الوراثة البشرية بالمركز القومي للبحوث بمصر، ومديرة عيادة مرضى التوحد به، إن المنتج الجديد الذي انتج بالتعاون بين قسمي الصناعات الغذائية وأمراض الوراثة بالمركز، كان خلاصة تحليل للنتائج التي خلصت إليها الأبحاث التي أجريت على الأطفال من مرضى التوحد المترددين على العيادة منذ عام 2005.

وأوضحت عبد المجيد أن الأبحاث التي أجريت على مرضى التوحد، كشفت عن نقص شديد لديهم في بعض الأنزيمات وعناصر الكالسيوم والحديد و"فيتامين د"، فتم انتاج لبن خاص بهؤلاء المرضى يحتوي على تلك العناصر، ونزع منه عنصر "الكازين" المتوفر باللبن، والذي يسبب مشاكل لهم.

وتضيف رئيس الفريق البحثي أن الأطفال الذين انتظموا في تناول هذا اللبن لمدة ستة شهور حدث تحسن شديد لهم فيما يتعلق بمشكلة تشتت الانتباه، كما قلت عصبيتهم بشكل كبير، وتحسنت قدرتهم على التواصل مع الآخرين بنسبة 60%.

وتقدم الفريق البحثي الذي طور هذا اللبن بطلب إلى أكاديمية البحث العلمي المصرية، لتسجيله كبراءة اختراع، لأول منتج غذائي خاص بمرضى التوحد.

ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابين إقامة علاقات ذات مغزى مع الآخرين ويعجزون أيضا عن فهم العالم حولهم.

ويعاني من هذا المرض طفلا من بين كل 80 طفلا فى مصر ، ويتوقع أن يرتفع عدد المصابين به من 2 مليون و300 ألف عام 2001 إلى 2 مليون و900 ألف عام 2017، وفق ما جاء في المؤتمر العلمى الثامن للتوحد الذى عقدته قبل عامين كلية التربية بجامعة الفيوم (وسط)،  بالاشتراك مع الجمعية المصرية لتنمية قدرات الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة .

وتوصلت دراسة أميركية، أجراها المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع للمراكز الأمركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وأعلنت نتائجها مؤخرا، إلى أن واحدا من بين كل خمسين طفلا أميركيا في سن المدرسة سيشخص بمرض التوحد، وذلك بزيادة بلغت 72% عن نسب عام 2007.