بدأ السبت
الاستفتاء الذي تنظمه حركة النهضة
التونسية، خلال ثلاثة أيام يصوت المشاركون فيها لصالح تأجيل
المؤتمر الاستثنائي المقرر عقده في يوليو 2014، أو لصالح تأجيله إلى ما بعد الإنتخابات التي من المفترض أن تعقد أواخر السنة الحالية.
خلال هذه المدة سيتنقل قيادات الحزب إلى مناطق مختلفة من الجمهورية لمواكبة سير العملية على أن يتجه رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى محافظة صفاقس بالجنوب التونسي الأحد ثاني أيام الاستفتاء للقاء الأنصار هناك.
سيحسم الاستفتاء في ما يعتبره مراقبون محليون "خلافا" بين شقين في الحركة، الأول يرى ضرورة عقد المؤتمر في آجاله القانونية التي نصت عليها لوائح المؤتمر التاسع في تموز/يوليو 2012، وإتاحة الفرصة لتجاوز "حزمة خلافات " صلب هياكل الحركة.
أما الشق الأخر فيطرح تأجيل المؤتمر إلى ما بعد الإنتخابات لأن الحركة في الوقت الحالي غير قادرة على التحضير لملفين مهمين بحجم الانتخابات والمؤتمر مما يستدعي التأجيل. والتركيز في الوقت الحاضر على دراسة التحضيرات للانتخابات القادمة مجلس الشورى الحركة (أقوى مؤسساتها) تعذر عليه البت في المسألة، فأحال القرار للقواعد الشعبية للحركة بحسب تقدير المفكر واستاذ الحضارة في الجامعة التونسية فتحي القاسمي .
من جهته أكد القيادي في الحركة نور الدين البحيري في تصريح لـ"عربي 21" أن الاستفتاء (الذي يشمل 300 مكتب جهوي ومحلي) "ليس محاولة للملمة الخلافات الداخلية". فيما اعتبر القيادي في الحركة عبد المجيد النجار أن "الاستفتاء فرصة لتكريس مبدأ الديمقراطية، أما الحديث عن كونها فرصة لتجاوز الخلافات فيندرج ضمن الأحاديث الجانبية" على حدّ تعبيره. وأشار النجار أيضا في تصريحه للموقع إلى أن تباين الآراء والخلافات أمر قديم في الحركة يتم تجاوزها عبر الحوار.
كما أوضح النجار أن الحركة ستسخر كل إمكانياتها وطاقاتها للعمل في تحضير استراتيجية الانتخابات وعقد المؤتمر الاستثنائي سويا، في حالة انتهى التصويت إلى الإبقاء على الموعد الأول له دون إخلالات "ذلك أن التحضيرات للمؤتمر شبه مستوفية الشروط لا تتطلب وقتا طويلا لوضع اللمسات الأخيرة عليها".
في نفس السياق أكد القاسمي قدرة الحركة على التكفل بالمهمتين في تفس الوقت اذ قال في تصريح لـ عربي 21 "إن عمل الحركة لسنوات طويلة في السرية مكّنها من تجاوز العقبات التنظيمية ولا اعتقد أنها اليوم وبعد خروجها إلى العلن ستجد صعوبة في التحضير لمناسبتين مهمتين في نفس الوقت". وطرح القاسمي عاملا آخر يعتبره مساعدا للحركة في مثل هذه المناسبات، وهو الاستفادة من القدرات الفكرية والعلمية لأكثر من 500 أستاذ جامعي من منتسبي الحركة والمتعاطفين معها. كما يعيب القاسمي على الحركة "إهمالها هذه الطاقات" على حدّ تعبيره.