يواجه فيلم "
حلاوة روح" -الذي استقبلته دور العرض السينمائي في
مصر منذ أسبوعين- هجوما عنيفا من النقاد والمنظمات المعنية بحقوق الطفل وصلت إلى حد المطالبة بوقف عرضه.
الفيلم بطولة الممثلة اللبنانية
هيفاء وهبي والطفل كريم الأبنودي، وتدور أحداثه حول امرأة تدعى "روح" تعيش في حي شعبي، يسافر زوجها للعمل بالخارج، فتواجه المشاكل بسبب طمع رجال الحي فيها، ولا يقف بجوارها سوى طفل يدعى "سيد".
ومن المفارقة أن الفيلم الذي يتم عرضه "
للكبار فقط" يتضمن مشهدا يغتصب فيه هذا الطفل بطلة الفيلم، بما يتعارض مع القيم الأخلاقية في المجتمعات العربية، كما ينتهك حقوق الأطفال لأنه من غير المسموح استخدام الأطفال في مثل هذه الأعمال.
خطر على الأخلاق
وأصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة بيانا -تلقى عربي 21 نسخة منه- حذر فيه خطورة الفيلم نظرا لما يمثله من إساءة لصورة المرأة والطفل.
وشن المجلس هجوما حادا على صناع الفيلم، وقال إنه يشكل خطورة حقيقية على أخلاق الأطفال ويعرض قيمهم للخطر، بالإضافة إلى أنه لا يتناسب وعادات وتقاليد المجتمع المصري بسبب ما تضمنه من ألفاظ خادشة للحياء تؤثر بشكل سلبي على الأطفال.
وتابع البيان "إن استغلال الأطفال من خلال مشاركتهم في الأعمال الفنية يعد مخالفة صريحة لقانون الطفل.
وبالرغم من تصنيف الرقابة للفيلم ضمن شريحة "للكبار فقط" لمنع من هم دون سن الـ 16 عام من مشاهدته، إلا أن المجلس رأى أن ذلك غير كافٍ، وأنه كان من الضروري ألا يُسمح لمن هم دون الـ 18 عام بدخول دور العرض.
وقالت سمية الألفي مديرة المجلس القومي للأمومة والطفولة -في مداخلة لقناة سي بي سي إكسترا مساء الأحد- إن الفيلم يفسد أخلاق الأطفال ويعد انتهاكاً صريحاً لأخلاقيات المجتمعات العربية، كما ينتهك حقوق الأطفال، لأن استخدامهم في مثل هذه الأعمال يخالف الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وقانون الطفل، مشيرة إلى أن عرض الفيلم في هذا التوقيت الذي تمر به مصر يزيد من تفاقم الأوضاع.
وأبدى أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للأمومة والطفولة، استياءهم الشديد من الفيلم.
واستنكر أعضاء المجلسين خلال ندوة حقوق الطفل ومستقبل مصر الثلاثاء، بالقاهرة، وضع الفيلم في قائمة الأفلام المصنفة "للكبار فقط" في حين أن بطل الفيلم طفل، مطالبين الجهات المعنية بتشديد الرقابة على الإنتاج السينمائي في مصر.
كما طالب أعضاء المجلسين، بمحاكمة منتج الفيلم محمد السبكي لتقديمه محتوى مسف.
لكن مؤلف الفيلم علي الجندي انتقد بيان المجلس القومي للطفولة الذى طالب بوقف عرض الفيلم بدور السينما، وقال إن المجلس لا يحترم حرية الإبداع.
وأوضح أن "الفيلم خارج من رحم الواقع المصري الحقيقي الذى يوجد به 100 سيد و1000 روح، وهو تعرية للحقيقة بكل مرارتها لينتبه الناس ونحاول إيجاد حل لمشاكلنا".
ممنوع في الإمارات وقطر
وأكدت صحف مصرية أن الحكومة الإماراتية قررت وقف عرض الفيلم ورفعه من دور العرض بعدما أثار جدلا واسعا بعد عرضه، كما قامت دولة قطر بخطوة مماثلة لاحتوائه على مشاهد تخدش الحياء وتتنافى مع قيم وعادات وأخلاق المجتمع العربي.
وطالب عدد من النشطاء القطريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإيقاف عرض فيلم "حلاوة روح" بسبب تعارضه مع عادات المجتمع القطري المحافظ.
وقالت صحيفة "الإمارات اليوم" إن حكومة دبي تعتزم منع عرض الفيلم في دور السينما لأنه يمس تقاليد وقيم المجتمع.
لكن شركة السبكي المنتجة للفيلم نفت أنباء وقفه في الإمارات أو قطر بسبب المشاهد الساخنة التي يحتويها، مؤكدة أنه يعرض حاليا بصورة طبيعية في الإمارات والأردن ولبنان وقطر ومصر ويلقى نجاحا جماهيريا في كل هذه الدول.
كما نفت غرفة صناعة السينما الإماراتية تلقيها أية قرارات رسمية من قبل الحكومة، إلا أنها ألمحت إلى "غضب شعبي ورسمي" من الفيلم.
وبالرغم من الانتقادات والاعتراضات على محتوى الفيلم فنيا وأخلاقيا، إلا أنه حقق إيرادات مرتفعة في أول أسبوعين من عرضه في مصر بلغت نحو ثلاثة ملايين جنيه، كما حقق إعلان الفيلم على يوتيوب أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة في ثلاثة أيام فقط.
حلاوة روح يطلع الروح
وأبدى النقاد أيضا استياءهم الشديد من كم الإباحية في مشاهد وحوار الفيلم، حيث يحتوي ألفاظا خادشة وبذيئة ويركز على إثارة الغرائز فقط.
وفضلا عن كل تلك السلبيات، ففكرة الفيلم أيضا مسروقة من فيلم إيطالي اسمه "مالينا" ولم يتم التنويه إلى ذلك.
وفي هذا السياق قال الناقد الفني شريف عوض إن فيلم "حلاوة روح" مقتبس عن الفيلم الإيطالي بشكل سطحي ويفتقر إلى العمق، ومستوحى من ثقافة مختلفة عن الثقافة المصرية.
وأعرب الناقد السينمائي طارق الشناوي، عن استيائه من الفيلم، قائلًا: فيلم بيطلع في الروح كما أنه فيلم رديء جدا.
وأضاف الشناوي في تصريحات لوكالة "أونا" للأنباء: صناع "حلاوة روح" أخفقوا حتى في السرقة التي لا أشجع عليها، فالفيلم تكثر به مشاهد العُري، فظهرت لنا كحالة “هلامية” لا معنى لها وجرعة
جنسية مبالغ فيها.