كان لافتاً التقدم السريع لتنظيم، "الدولة الإسلامية" (
داعش)، في القرى المحيطة بمنطقة "
عين العرب" (
كوباني)، الواقعة في شمال شرق محافظة حلب، خلال الأيام القليلة الماضية، وسيطرته على أكثر من مئة قرية، بعدما كانت تسيطر عليها "قوات الحماية الشعبية" (الأسايش)؛ التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذراع السياسي لحزب العمال الكردستاني (الإرهابي).
واعتبر "
كومان حسين"، عضو الائتلاف السوري المعارض عن المجلس الوطني الكردي، أن "أسباب تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق حلب، وسيطرتها على 100 قرية حول مدينة عين عرب، إلى الأسلحة الثقيلة والنوعية التي امتلكها التنظيم من الجيش العراقي، بعد سيطرته على الموصل، في شمال العراق، واتباعها تكتيك الأرض المحروقة، والمباغتة في الهجوم دون إنذار مسبق".
ويتطابق كلامه مع ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية، الذي هاجم المدينة من ثلاث جهات، متبعاً ذات التكيتك الذي طبقه في هجماته في العراق وسوريا، واستخدم أسلحة صاروخية، كان قد استولى عليها من الجيش العراقي في المواصل، وتمتاز بقدرة تفجيرية كبيرة، وبدقتها العالية.
وأعتبر حسين "أنَّ التحالف الدولي الذي تم تكوينه بناء على تقدم داعش في كردستان العراق، أوجد عند التنظيم نقمة تجاه الشعب الكردي".
ويبدو أن ما حصل في قرى عين العرب، يذكر بما حصل في شمال الموصل ومنطقة سنجار وسواها من المناطق الأخرى، التي انسحبت منها قوات "البيشمركة" الكردية دون قتال، وتذرعت بأنها لا تملك سلاحاً لمواجهة داعش، الأمر الذي ترتب عليه تدفق السلاح من الولايات المتحدة ومن الغرب إلى قوات إقليم شمال العراق، وقيام الولايات المتحدة الأميركية بشن ضربات جوية ضد مواقع قوات داعش، حيث ترددت أنباء عن رفض الإدارة الأميركية تسليح "الأسايش"، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، خوفاً من تسربها إلى حزب العمال الكردستاني (PKK) الإرهابي، فيما يتهم بعض الناشطين حزب الـ (PYD) بتسليم قرى عين عرب، دون قتال، والانسحاب منها، لتبرير إدخال قوات من البيشمركة، وخداع الإدارة الأميركية ودول الغرب بأنه يقف مع الثورة السورية وليس مع النظام.
وشكك حسين في قدرة قوات الأسايش على مواجهة هجوم داعش بالقول "لا أظن أنَّ قوات الـ (PYD) تستطيع أن تصمد أمام هذه الهجمة البربرية، لا سيما أن أميركا التي تقود تحالفاً دولياً، منذ حرب أفغانستان، تسعى إلى وأد هذه المنظمات الإراهابية، التي تخلف الدمار والقتل بحق الأبرياء"، مشيراً إلى أنَّ أعداد الفارين من المدنيين تجاه تركيا، تجاوز 100 ألف لاجئ كردي.
وبين حسين في جوابه على سؤال يتعلق بتوقعاته بدعم الغرب لأكراد سوريا، قائلاً " نحن جزء من هذا البلد، ولسنا خارج الإطار السوري، ونسعى من خلال الائتلاف للتعاون، دون تمييز، بين الأعراق والأديان المكونة لسوريا، والائتلاف لديه خطة للعمل ضمن التحالف الدولي من أجل محاربة داعش، ونتمنى أن يكون لنا القوة كائتلاف وجيش حر على الأرض، من أجل سد الفراغ، الذي سيحصل عقب اندحار داعش".
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية، شنَّ هجوما مباغتا على القرى المحيطة بعين عرب، في 19أيلول/سبتمبر الجاري، وتمكن من السيطرة على جميع القرى المحيطة بها، وفرض حصاراً على المدينة من الجهات الأربعة، مع انسحاب وتراجع قوات الأسايش. وتسبب ذلك في نزوح أكثرمن 130 ألف لاجئ سوري إلى تركيا.