أثارت الهجمات المسلحة التي تقع في محافظة
سيناء، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بين السياسيين ونخبة المجتمع
المصري.
وشهدت عدة مدن في شمال سيناء، سلسلة تفجيرات وهجمات مسلحة عنيفة، استهدفت مقرات أمنية ووحدات عسكرية، ونقاط تفتيش مشتركة بين الشرطة والجيش، مساء الخميس.
وطبقاً لـ"الجزيرة" القطرية، فإن الحادث أسفر عن مقتل 54 عسكرياً وإصابة 74، مما يجعله "الهجوم الأكبر" من حيث الضحايا بحسب إحصائيات رسمية، منذ نحو 90 يوماً من تفجيرات مماثلة، وقعت في منطقة عسكرية شمال سيناء في قرية "كرم القواديس"، حيث أسفر الهجوم يومها عن مقتل 31 عسكرياً مصرياً.
جدل على مواقع التواصل
ومن أكثر التصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً، ما قاله المتحدث الإعلامي باسم جماعة
الإخوان في مصر، محمد منتصر، على صفحته في "فيسبوك"، مساء الجمعة، حيث تساءل: "لماذا لا نتحدث عن حق أهل ?#سيناء? في التملك، والانتفاع من أراضيهم؟ لماذا لا نتحدث عن مقارنة ميزانية تنمية سيناء وبنيتها التحتية ببدلات الضباط المتزايدة والمتزامنة مع تصاعد عمليات القتل والاعتقال العشوائي؟".
وتابع: "لماذا لا نتحدث عن استصلاح أراضي سيناء؟ أو نتحدث عن المتعثرين عن سداد ديونهم، التي بلغت عشرات الآلاف من الجنيهات؟".
وقال إن "سيناء تلخص مأساة مصر، فلا تنمية، ولا إصلاح، ولا حد أدنى من حقوق الناس، وفي المقابل تصرف الأموال على بدلات القتل، والاعتقال العشوائي. المجرم لن يحمل معه إلا الإجرام، والرصاص والدم لا يصنعان نهضة. لن يتنازل هذا الشعب عن حقه المشروع في كرامته، وحريته وعيشه الكريم، ومحاسبة إرهاب الدولة والقتلة والمجرمين".
وحمّل منتصر "الانقلاب العسكري وقائده المسؤولية الكاملة عن كل ما يحدث في سيناء. الانقلاب يتحمل دماء الأبرياء الذين قتلوا ظلماً، ويتحمل دماء الجنود الذين ماتوا نتيجة أفعال
السيسي وعصابته. غداً تنتصر الثورة، وتعود سيناء لأهلها من جديد. طالما بقيت الثورة في الميادين".
الإعلام وحملات التشويه
أثارت تغريدات الممثل خالد أبو النجا جدلاً عبر "تويتر" بين مؤيدي الانقلاب ومعارضيه، حيث قال: "لا أرى نهاية النفق المظلم من إرهاب أسود من ناحية، وحلول أمنية فقط من ناحية، هذا غير إعلام الأمنجية، على السيسي إن أراد حقن الدماء التنحي فوراً. الإعلام الأمنجي كل همه مهاجمة أي حد ضد السيسي".
وتابع بأن "حملات التشويه والتخوين فقط تكشف ضعفكم، سننتصر على إرهاب المتأسلمين، وعلى إرهاب تكميم الأفواه. نزيف دم جيشنا لابد أن يتوقف فوراً، مش وقت حملات تخويننا. فين أجهزة المخابرات من إرهاب وتهديد قناة رابعة؟"، مساوياً بين الإعلام المؤيد والمعارض للسلطة.
وأثار كذلك زعيم حزب "غد الثورة"، أيمن نور، الجدل بعد مطالبته التصعيد الذي لم يوضح طبيعته، أو أطرافه، حيث قال على حسابه في "تويتر": "ما حدث أمس في سيناء هو اقتحام وضرب لوحدة عسكرية، وهو أمر في غاية الخطورة، يجب أن تكون هناك مواجهة حقيقية في سيناء ضد الإرهاب، ولكن مع البحث عن أسباب هذا التصعيد".
منهج العنف
وفي تدوينة حظيت بمشاركات كبيرة من الشباب المصري عبر "فيسبوك"، قال عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، هيثم محمدين: "بضع آلاف من المسلحين في سيناء استطاعوا القيام بكل هذه العمليات ضد الجيش والشرطة، في مناطق طبيعتها الجغرافية في صالح الجيوش النظامية، فكيف هو الحال والانقلاب العسكري عبر المذابح والدعاية الإعلامية يصر على دفع جماعة الاخوان المسلمين - التي تضم في عضويتها نصف مليون كادر على الأقل- إلى تبني العنف وسيلة للتغيير".
وتابع: "كيف هو الحال إذا تم دفع الاخوان إلى تبني أفكار داعش، وأضحت العمليات المسلحة في القاهرة البالغ عدد سكانها 20 مليوناً، أو أسيوط أو المنيا أو محافظات الدلتا ؟ الإرهاب إنت اللي زرعته، ذليت الشعب وجوعته، دولتكم هي الإرهاب، يسقط الانقلاب العسكري، تحيا الثورة".
السيسي يفضل تجارة الإرهاب
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ياسر الزعاترة، تعقيباً على تفجيرات سيناء إن "الوضع في سيناء مختلف، وله سياقه الخاص الذي يدركه السيسي، لكنه يفضل تجارة الإرهاب، كما يلبي شروطاً إسرائيلية بمزيد من الحصار على قطاع غزة"، على حد قوله.
خطر الانهيار والانشقاق
وغرّد المحلل السياسي الدكتور نازك رحباني: "استمرارية استنزاف
الجيش المصري في الميادين وداخل المدن المصرية سيجعله يواجه خطر الانهيار والانشقاق قريباً، #السيسي_يدخل #مصر_نفق_مظلم ".
أما حركة شباب 6 أبريل، فأعلنت عبر سلسلة من التغريدات: "تعليق فعالياتها اليوم الخميس- حداداً على أرواح جنودنا، الذين استشهدوا نتيجة الحوادث الإرهابية في #سيناء. على جميع المصريين احترام الدماء، وعدم تصنيفها، فإن الدماء المصرية كلها غالية، ولابد من إيقاف نزيفها المستمر.
وأضافت: "لابد من عدم تكرار سياسات العقاب الجماعي لأهالي سيناء، ودفع فاتورة الحلول الأمنية الفاشلة والعقيمة، التي تزيد الوضع تفاقماً. ولا بد أيضاً من ضرورة مكافحة الإرهاب وانتشاره بإيجاد حلول مجتمعية وسياسية شاملة. على الجميع تحمل مسؤولياته، وأن يتم محاسبة المقصرين".
الجيش والضربات الناجحة
وجاءت آخر هذه التصريحات التي أثارت جدلاً، ما قاله المتحدث العسكري باسم الجيش، حيث اتهم جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن الهجوم، وقال إن الهجوم أتى "نتيجة للضربات الناجحة التي استهدفت العناصر والبؤر الإجرامية في سيناء"، على حد وصفه.
فيما تساءل النشطاء: "كيف تكون الضربات ناجحة ضد تلك البؤر وقد تم الهجوم على معسكرات الجيش وقواته؟".
وجاء تصريح المتحدث العسكري في بيان له عبر صفحته، حيث قال: "نتيجة للضربات الناجحة التي وجهتها القوات المسلحة والشرطة المدنية ضد العناصر والبؤر الإرهابية، خلال الفترة الأخيرة في شمال سيناء، وفشل جماعة الإخوان الإرهابية، والعناصر الداعمة لها لنشر الفوضى فى الذكرى الرابعة لثورة (25 يناير) المجيدة، قامت عناصر إرهابية مساء الخميس بالاعتداء على بعض المقار والمنشآت التابعة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في مدينة العريش".
وأوضح أن المهاجمين استخداموا بعض العربات المفخخة وقذائف الهاون، وأنه جرى تبادل لإطلاق النيران والتعامل معهم.