أيام قليلة تفصل
تركيا عن
الانتخابات البرلمانية، وتناقش الصحافة التركية في عددها الصادر صباح الأربعاء، ما يتعلق بتلك الانتخابات والسباق المحتدم بين الأحزاب التركية.
"العدالة والتنمية" والكتلة التي تشكل عموده الفقري
يتساءل الكاتب كمال أوزتورك في مقال له بصحيفة "يني شفق" قائلا: "من تكون هذه الكتلة؟ هذا السؤال لا يمكن إجابته من خلال النظر لمهرجانات
أردوغان وداود أوغلو؛ حيث إن الناظرين إلى هذه المهرجانات يعتقدون جليا أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مشكلة من هذا القبيل، بل الموضوع أعمق من ذلك ويستدعي دراسة ميدانية لفهمه واستيعابه".
ويقول الكاتب إن "الأمر بالنسبة لحزب العدالة والتنمية خطير جدا؛ هذه الكتلة هي العمود الفقري الأساسي الذي يمثل القسم المحافظ في تركيا، هي الداعمة لمندريس ضد إينونو، والباكية على إعدام مندريس، هي الداعمة لأربكان والجائلة من مدينة إلى مدينة من أجل إقناع العامة بفكرته النابعة من جوهر الدين الإسلامي. هي الحركة الداعمة لأوزال الديمقراطي المحافظ ضد ديميرال العلماني، وهي التي شاركت بالآلاف في جنازة أوزال بعد اغتياله بالسم، ورفعت في جنازته الكثير من الأعلام المكتوب عليها "رحم الله الرئيس الديمقراطي الديني المحافظ". هي التي عملت ليل نهار؛ حيث قامت بالليل بتعليق الأعلام علي الأعمدة الكهربائية، وفي النهار بعد انتهاء دوامها العملي كانت تجول من بيت إلى بيت ومن بابا إلى باب، من أجل تسيير أكبر علمية انتخابية تُمكّن أردوغان من الفوز برئاسة بلدية إسطنبول. هي المقاومة بكل صلابة وشجاعة لانقلاب 28 شباط/ فبراير العسكري الذي استهدف بصورة كبيرة الحرائر التركيات المتحجبات والشباب التركي المحافظ. وهي المقدمة لأكبر التضحيات في تلك الفترة من أجل العدالة الاجتماعية المعدومة".
ويضيف أن "هذه الكتلة هي الباكية من أجل فلسطين. هي العاملة على مساعدة جميع المحتاجين بغض النظر عن هويتاهم وجنسياتهم. هي الداعية والمُتبتلة ليل نهار من أجل مُرسي، هي الباكية من أجل ميانمار. هي الباكية حزنا عند دخول أردوغان السجن والباكية فرحا عندما أصبح أردوغان رئيس الوزراء. هي الكتلة المضحية بكل ما تملك والمتبنية لفكرة "الدعوة" التي نشأت في تركيا منذ فترة طويلة جدا والتي كانت تهدف للدفاع عن حقوق المواطنين المحافظين. وأثناء عملها من أجل هذه الدعوة لم ترج في يومٍ من الأيام موقعا أو مقاما أو منصبا أو أي مقابل، بل عملت تماما بمشاعر خالصة صافية. أكبر همها وهدفها كان حماية دين الله من الضياع وإرساء العدالة الاجتماعية التي تحترم جميع الآراء".
ويرى الكاتب أن "عدم الذهاب إلى صندوق الاقتراع يعني ترك الدعوة في نصف الطريق، وأن هذا المشوار لا يمكن أن يُترك في نصف الطريق، لا يجوز عدم الذهاب للصندوق، هذا حقاً لا يليق بإخلاصكم، لأننا مازلنا في أول المشوار.. المشوار لم ينته بعد كما تظنون، لا يمكن لكم أن تتركوا المشوار الذي أنتم من بدأتموه. هذا المشوار وهذه الدعوة دعوة حق وعدالة. حتى وإن لم يفكر أحد بهذا الشكل فأنتم أصحاب الفكر والدعوة والعزيمة. يجب عليكم أن تفكروا بهذا الشكل، لأنكم البذرة الحديدية لهذه الأمة. لولاكم لما استطاع أحد في تركيا الفوز. أصدقائي الأعزاء أخاطبكم بكل مشاعري الصادقة لا يمكن ترك الدعوة في نصف الطريق يجب عليكم الذهاب لصندوق الاقتراع لإتمام مشواركم ودعوتكم!!".
ويذكر الكاتب أن هذه الكتلة غضبة من حزب العدالة والتنمية لاعتقادها بأنه ابتعد عن أسس ومبادئ الدعوة التي ضحوا من أجلها وأنه سقط في مبادئ السياسة الدنيوية.
داود أوغلو: سنقف كالقلاع الحصينة في الانتخابات
أوردت صحيفة "ستار" أن زعيم حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قال في خطابه لملايين الجماهير في مهرجان كيريكاله، إن انتخابات 7 حزيران/ يونيو تُعد انتخابات مصيرية بالنسبة لتركيا. وأردف داود أوغلو قائلاً: " لا يمكن أن تُترك التهديدات، التي تحث على انتخاب حزب الشعب الديمقراطي الكردي، والتي تطلقها منظمة حزب العمال الكردية الإرهابية ضد مواطنينا في شرق وجنوب شرق البلاد دون عقاب أو محاسبة".
وأضاف داود أوغلو في خطابه أن "البعض في الخارج يحاول تجميع الأحزاب الثلاثة -حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب الشعب الديمقراطي الكردي- المُتحكم بها كالدمى بأجهزة تتحكم بها ضدنا. ولكن لخوفهم من عدم إمكانية هزيمتنا بواسطة هذه الأحزاب الثلاثة الهرمة الركيكة؛ أضافوا لها صديقا رابعا؛ كلكم تعرفونه، نعم، إنه "الكيان الموازي" الذي يُقاد من بنسلفانيا. أسألكم: هل يأتي خير أو فائدة من الذين بدلاً من أن يلجأوا للشعب لجأوا لبنسلفانيا التي تعمل ليل نهار للقضاء على مصالح الشعب العامة؟".
وتورد الصحيفة أن داود أوغلو تطرق إلى وسائل إعلام المعارضة قائلا: "انظروا إلى الصحف والجرائد أيضاً؛ التي هم بدورها أيضا تشترك في العملية الساعية لهزيمتنا. واليوم نرى أيضاً في شرق البلاد وجنوب شرقه بعض قطاع طريق يقومون بتهديد مواطنينا من أجل انتخاب حزب معين.. أسألكم، حتى وإن لم يكونوا ثلاثة فقط، بل ثلاثة وثلاثين: هل يستطيعون هزيمتنا؟ إعلام دوغان العلماني وإعلام غولان ذو المصالح الشخصية المعادية للمصالح العامة، وإعلام القوميين، كله اجتمع اليوم لإنتاج دعاية سوداء تشوه صورتنا. جميع قنوات الإعلام هذه تقو: ادعموا حزب الشعب الديمقراطي. لماذا حتى الإعلام "التركي القومي" يدعو العامة لانتخاب حزب الشعب الديمقراطي الكردي؟ لأنهم أصبحوا قانطين من أحزاب المعارضة الرئيسة -حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية- المتوجة بالفشل الذريع منذ فترة طويلة من الزمن".
وذكرت الصحيفة أن داود أوغلو تساءل في خطابه عن الآمال التي بنتها المعارضة التركية على حزب الشعوب الديمقراطية ودوره في الانتخابات المقبلة: "هل جميع آمالهم مبنية علي أساس أنه إذا استطاع حزب الشعب الديمقراطي الكردي تخطي السقف الانتخابي فإن مستقبل حزب العدالة والتنمية سينتهي؟ لندعهم يتأملوا بمن يشاؤون، فحزب العدالة والتنمية واثق من دعوته ودربه وواثق من جماهيره التي لن تتركه مهما حاول الكثيرون التأثير عليها بادعاءات خاطئة، وذلك لأن هذه الجماهير هي جماهير واعية، وليس كما يظن الكثير من الجهلة. منظمة حزب العمال الكردي الإرهابية تهدد مواطنينا وممثلينا في شرق وجنوب شرق البلاد بما سيحدث في حال لم يستطع حزب العمال الجمهوري تخطي السقف الانتخابي. كل يوم تأتينا الشكاوى من مخاتير النواحي ومنظمات المجتمع المدني وعناصر حزبنا الموجودة في تلك المناطق".
وتورد الصحيفة أن داود أوغلو قال في خطابه للمعارضة: "أحذرهم من هنا، وأقول لهم سنقف كالقلاع الحصينة أمام كل من يحاول أن يعطل أجواء العملية الانتخابية الديمقراطية ولن ندع أحدا مهما كان أن يأخذ أصوات الشعب بطرق غير قانونية".
"الشعوب الديمقراطية": نتحد مع "الشعب" لا مع "العدالة"
نقلت صحيفة "تركيا" في خبر لها عن زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، قوله بأن الحزب الكردي الذي يحاول تخطي السقف الانتخابي المحدد بـ 10% بالانتخابات العامة التي ستتم بتاريخ 10 حزيران/ يونيو، عن خطط الحزب المتعلقة بإمكانية تأسيس حكومة توافق مع أحزاب أخرى بعد الانتخابات البرلمانية.
وتورد الصحيفة أن الزعيم الكردي قال في تصريحه: "يمكن أن نتحالف مع حزب الشعب الجمهوري من أجل تأسيس حكومة توافق، ولكن مع حزب العدالة والتنمية لا يمكن إطلاقاً".
وأضاف ديميرطاش في حديثه للصحيفة: "لا يمكن أبدا أن نتحالف مع حزب العدالة والتنمية لإنشاء حكومة توافق، ولكن يمكن لنا التفاوض والتحدث مع حزب الشعب الجمهوري بخصوص هذا الشأن"، كما أنه أكد بخصوص منفصل، أن "الناخب التركي القومي لا يريد اندلاع حرب داخلية من جديد، المجتمع المدني بجميع طوائفه أصبح يرد السلام فقط، لا أعتقد أن حزب الحركة القومية مضطر كثيراً للتحدث عن "عملية السلام" التي تسعى لإرساء السلام بين الشعبين التركي والكردي في تركيا".