اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أن انتصار
الثورة الإسلامية في إيران فتح أمام المسلمين عوالم وآفاقا جديدة لم تكن معروفة من قبل.
جاء ذلك خلال إلقاء نصر الله كلمة بالاحتفال
التكريمي للراحل آية الله العظمى محمد تقي
بهجت، أكد خلالها أنه "بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فتحت أمام المسلمين -وخصوصا الشباب- عوالم وآفاق جديدة لم تكن معروفة، من جملتها ما يتعلق بالعرفان والسير والسلوك والاهتمام بالأبعاد الروحية والمعنوية والأخلاقية".
ورأى أن "هذا الأمر استلزم من كل الطالبين والعاشقين أن يبحثوا عن ما يتصل بهذا الاتجاه، سواء ما يرتبط بالجوانب النظرية أو العملية أو الإرشادات والبرامج، وكذلك البحث عن الشخصيات المميزة ومؤلفاتهم ومناهجهم".
لكن نصر الله أشار إلى عدة مشكلات كانت قائمة قبل الآفاق الجديدة، منها أن "الكتب التي أعيدت طباعتها كانت تخصصية، ولغتها متخصصة، وأحيانا معقدة، ولا يفهمها إلا من تفرغ سنوات عديدة للدراسة الدينية، وهذا أدى إلى حرمان جيل الشباب وعامة الناس من الاستفادة".
ومن تلك المشكلات -بحسب
نصرالله- "تعدد المسالك والاتجاهات والآراء، وتعارضها أحيانا، ما يضع الإنسان الطالب في حيرة، ودخول أفكار غريبة في بعض الكتب عن الإسلام والقران وسيرة النبي والمعصومين عليهم السلام تأثرا بالأفكار الهندية واليونانية وغيرها، ما يجعل التمييز بينها وبين الأفكار الإسلامية الأصيلة صعبا على جيل الشباب".
في حين دعا نصرالله إلى الحذر والاحتياط في اختيار المرشد، حتى أكثر من اختيار مرجع التقليد، نتيجة حساسية هذا الأمر وخطورته.
ولفت إلى أن المرشد يجب أن يكون "على درجة عالية من العلم والفقه، وعلى درجة عالية من الجد والاجتهاد والتقوى والورع، وأن يكون سالكا وواصلا، وعندما يصل إلى أعلى الدرجات يتحدث من موقع التجربة والحركة الحقيقية".
واستطرد: "لا يجوز في عالم السير والسلوك أن نلقي بأنفسنا إلى أحضان من لا يتمتع بهذه المواصفات، من كان كذلك تستطيع أن تسلم له عقلك وروحك وسيرك ومصيرك، ولا يجوز التساهل في هذا الأمر على الإطلاق".
وعن صاحب الذكرى الراحل، آية الله العظمى محمد تقي بهجت، رأى نصر الله أن بهجت "أجمع الكل على عظمة روحه وشموخ مقامه وصفائه ونقائه وفقهه وكراماته الكثيرة"، منوها إلى أنه "إذا كان للعاشق الواله والطالب الحيران أن يلوذ في هذا الزمن الصعب، فإنه يلوذ إلى هذا الولي ويلجأ إلى نوره، ويهتدي خلفه"، وفق تعبيره.
وفي تعداد مميزات بهجت، قال نصرالله إن لبهجت مميزات مهمة جدا، منها الأصالة الإسلامية؛ حيث لا تجد لا فكرا ولا عبارة دخيلة في كل كتبه وتوجيهاته، علاوة على الوضوح وعدم التعقيد والتيسير للخواص والعوام، إضافة إلى مميزات الاختصار، فلا تسمع له محاضرات طويلة ولا أطروحات معقدة.