دعا سياسيون وشيوخ عشائريون سنة في محافظة ديالى
العراقية، شمال بغداد، إلى الاستعانة بقوات أممية من أجل السيطرة على الأوضاع الأمنية في المحافظة، في ظل تقارير عن ارتفاع عدد المخطوفين فيها إلى أكثر من 120 شخصا خلال سبعة أيام، فيما تم العثور على 31 منهم قتلى بعد تعذيبهم.
وأكد البرلماني السني عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، أن "الحكومة العراقية باتت ضعيفة جدا في المحافظة، وليس هناك أي سيطرة للقادة الأمنيين على المناطق التي تتحرك فيها العصابات وتعمل على تحقيق أجندتها الخاصة".
ودعا الدهلكي، في تصريح لــ"
عربي21"، إلى الاستعانة بقوات من العاصمة بغداد، أو حتى أممية من أجل السيطرة على الوضع الأمني في المحافظة "المنكوبة" على حد وصفه، مبينا أن الإحصائيات المتوفرة لديهم تشير إلى اختطاف 120 شخصا خلال الأيام السبعة الماضية، وغالبيتهم من مكون معين، في إشارة إلى المكون السني.
من جهته، أوضح الشيخ العشائري بشير مدحت العزاوي؛ أنهم توصلوا إلى استحالة حل مشكلة الأمن في ديالى بسبب تفرد
المليشيات الشيعية المسلحة، والتي تتمتع بغطاء سياسي من الأحزاب المسيطرة على مقاليد الدولة.
وأضاف العزاوي أن المليشيات تتمتع بصلاحيات اعتقال رجال الجيش والشرطة في حال اعتراضهم على أعمال القتل والاختطاف التي يقومون بها.
وأوضح العزاوي، في تصريح خاص لــ"
عربي21"، أن وفودا عشائرية قامت بزيارات متتالية إلى القادة الأمنيين في الجيش والشرطة من أجل البحث عن حلول للانفلات الأمني، مستدركا بأنهم وجدوا أن جميع الضباط لا يمتلكون صلاحية أي عمل أمني، ويخشون من عناصر المليشيات وقادتها الذين يتقاسمون السيطرة على مناطق المحافظة.
وشدد الشيخ العشائري على الحاجة الماسة لقوات حيادية وغير طائفية، تتولى الملف الأمني في ديالى، داعيا ممثلي ديالى السياسيين لتداول هذه "الكارثة"، ومطالبة الأمم المتحدة بأرسال قوات أممية من أجل حماية المدنيين من المجازر التي ترتكبها المليشيات
الطائفية بحقهم وبشكل يومي، كما يقول.
وبين العزاوي أن أعمال الخطف والقتل الطائفي التي ارتفعت وتيرتها بشكل كبير في الأيام الأخيرة؛ فرضت حالة شلل تام على مركز المحافظة وسوقها الكبير الذي أقفل جميع الباعة فيه محلاتهم خوفا من عمليات الاختطاف التي تنفذها عناصر المليشيات في وضح النهار، باستخدام سيارات حديثة وذات دفع رباعي، لا تحمل لوحات تسجيل.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر في دائرة الطب العدلي التابعة لمستشفى بعقوبة العام في ديالى؛ عن تسلم الدائرة 31 جثة خلال سبعة أيام، موضحا أن جميع الجثث كانت مقيدة وتحمل آثار تعذيب شديد.
ولفت المصدر العامل بصفة معاون طبي في مستشفى بعقوبة؛ إلى أن دوريات شرطة النجدة تقوم بتسليمهم ما معدله أربع جثث في اليوم الواحد خلال هذه الفترة، وأن جميعها تحمل آثار متشابهة من التعذيب والتقييد وطريقة القتل.
وأشار المصدر إلى أن الاستمارات الرسمية تشير إلى العثور على الجثث طافية في نهر ديالى أو ملقية على الشارع الرئيسي في المدينة.
وتتقاسم المليشيات الشيعية النفوذ في أنحاء محافظة ديالى المحاذية لإيران، فتخضع مناطق منها لسيطرة قوات بدر بزعامة هادي العامري، فيما تسيطر عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي على مناطق أخرى مع أماكن أقل لمليشيات حديثة التكوين.