قالت صحيفة "ديلي بيست" إن
عصابة في ألمانيا تستهدف الكنائس لسرقة أموالها، وتقوم بتمويل
تنظيم الدولة، وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح بعد هل هو استهداف متعمد أم أن السبب مجرد توفر الفرصة لذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدأت محاكمة ثمانية إسلاميين قبل أسبوع في كولون بألمانيا بتهمة "اقتحام مدارس وكنائس وسرقتها لإرسال الأموال إلى
سوريا دعما لتنظيم الدولة" بحسب ما نقلته عن القاضي أكيم هنغستنبيرغ.
ونقلت الصحيفة عن مكتب النائب العام أن أعمار المتهمين تتراوح ما بين 23 عاما و59 عاما، وتحتوي المجموعة على أربعة إخوة. ويدعى زعيم العصابة، أكبرهم سنا، "ميرزا تامور" وهو ألماني من أصل باكستاني، ومعاونوه "قيس" و"لزهر" و"ليلى" و"عمر"، أيضا ألمانيون بينما محمد باكستاني.
والتهمة، حسب الصحيفة، هو أن ميرزا جمع مئات آلاف اليورو لمؤسسة خيرية تدعم ضحايا الحرب السورية بإنشاء مواقع تعرض صور الأطفال الذين يقتلون في الحرب. ثم قام بتجميع بقية الفريق، وليس معروفا بعد إن تعرف عليهم من خلال الشبكات الاجتماعية أم أنه تعرف عليهم بطرق أخرى، ولكن هدفهم النهائي هو السرقة والجهاد، تقول الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "ليس غريبا على الجهاديين" استخدام الجرائم الصغيرة لتمويل عملياتهم. فكانت القاعدة تدرب مجنديها على استخدام بطاقات الائتمان المسروقة مثلا لتمويل عملياتهم. وعرف منذ بدايات التسعينيات أن جهاديين مولوا عملياتهم من خلال السطو المسلح ولكن سرقة عن طريق اقتحام البنايات لم يسمع بها.
وأوضحت الصحيفة أن عمليات الاقتحام تمت ما بين تموز/يوليو 2013 وآب/ أغسطس 2014، وأثبتت أنها رمزية أكثر من كونها مربحة حيث استطاع السارقون سرقة 19 ألف يورو فقط.
ونقلت عن "هنغستنبيرغ" قوله: "مع أننا نتحدث عن تسع عمليات اقتحام بعضها لدكاكين ومدرستين أو ثلاث وثلاث كنائس وفي كل الأحوال سرقت أموال فقط، وفي أحد الحالات تمت سرقة 30 يورو"، ولكن في حالة كنيسة "سان أوغستين" الكاثوليكية والتي تم اقتحامها قبل عطل عيد الميلاد فقد تمت سرقة كاسات وأدوات مقدسة تقدر قيمتها بـ 10 آلاف يورو.
وكشفت "ديلي بيست" أن السارقون لم يوفقوا في عملهم، حيث إنهم تسببوا بأضرار كبيرة لخزانة كانت تحتوي على ما قيمته 10 آلاف يورو من مختزنات الكنيسة، ولكنهم فشلوا في فتح الخزانة وتركوها وراءهم وكل ما حصلو عليه هو 100 يورو من صندوق النقد التابع للكنيسة.
وعندما سألت صحيفة "دير ويسترن" راعي الكنيسة الأب "فريدهيلم روش" قال: "إن مثل هذه الأعمال تؤثر على الجميع في مجتمع الكنيسة ولا يقوم بها إلا من يفتقر إلى احترام الدين".
وقال هنغستنبيرغ: "هدفهم كان السرقة لأجل دعم أشخاص في سوريا يشاركون في الأعمال القتالية"، ولم يكن تنظيم الدولة المستفيد الأول أو الوحيد المستهدف. وبحسب المحكمة، فإن العصابة كانت تريد دعم المسلمين السلفيين الذين يحاربون أي شخص لا يتبع الفكر الجهادي التكفيري ذاته وأيضا لمحاربة حكومة الأسد وإقامة حكم إسلامي بدلها.
وتحتوي قائمة المحكمة على أسماء المنظمات التي كانت تهدف العصابة إلى تمويلها ومنها تنظيم الدولة وأحرار الشام وجند الشام.
وبحسب هنغستنبيرغ، فإن المحكمة في كولون هي لصغار الجهاديين "فثلاثة من الثمانية رجال متهمون بدعم الإرهاب"، وسيحاكمون في دسلدوف حيث تمت إدانة أربعة آخرين "والتهم الموجهة للرجال هنا في كولون هي تهم صغيرة".
وأحد التهم الموجهة في دسلدوف لشخص يدعى مصطفى هي محاولة الدعوة والتجنيد للجهاد وهو متهم بتحميل فيديو على الإنترنت بعنوان "حتى يطير الرأس" يدعو فيه لمشاركة تنظيم الدولة في الجهاد. كما أنه نشر صورا لنفسه، وهو يرتدي الملابس العسكرية أمام ما يسمى البيت الألماني على الحدود السورية نهاية عام 2013.