نفذّت السلطات السعودية صباح اليوم السبت، حكما بالإعدام بحق 47 متهما بقضايا "الإرهاب"، في 12 منطقة بالمملكة.
وكان من أبرز من تم إعدامهم، رجل الدين الشيعي نمر النمر، الذي تم إعدامه مع ثلاثة متهمين شيعة.
ونفذت السلطات السعودية الإعدام بحق 43 متهما بالانتماء لتنظيم القاعدة، و"اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتها الإجرامية"، وفقا لبيان وزارة الداخلية.
ومن أبرز الشخصيات الجهادية التي تم إعدامها، فارس آل شويل الزهراني وحمد
الحميدي وعبد العزيز
الطويلعي.
فارس آل شويل الزهراني
"أبو جندل الأزدي"، منظّر جهادي معروف، ويقال إنه كان الرجل الثاني في اللجنة الشرعية لتنظيم
القاعدة في "شبه الجزيرة العربية".
حصل الزهراني على درجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود، قبل أن يشرع في الكتابة باسمه المستعار في المنتديات الجهادية، مهاجما الحكومة
السعودية.
وبعد الإعلان عن اسمه الصريح قبل فترة من اعتقاله، دعا آل شويل، الداعية سفر الحوالي، إلى مناظرة علنية حول "كفر الدولة السعودية"، كما أنه ألّف كتابا بعنوان "الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث".
وأصدر فارس آل شويل كلمة صوتية بعنوان "جنسية آل سعود تحت قدمي"، كفّر فيها حكام السعودية، قبل أن يتم اعتقاله في مدينة أبها جنوب المملكة عام 2004، وحُكم عليه العام الماضي بالإعدام، إلا أن الحكم لم ينفذ بعد.
وبالرغم من اعتقاله قبل ظهور "دولة العراق الإسلامية"، فإن أنصار تنظيم الدولة يجزمون بأن
فارس الزهراني مؤيد لهم، وتحدث بعضهم عن أنه أرسل بيعته للبغدادي من داخل السجن.
إلا أن أنصار تنظيم "القاعدة" يعتبرون الزهراني أحد رموز "القاعدة"، ومن رجالاته البارزين في "شبه جزيرة العرب".
وفي بداية آب/ أغسطس من العام 2004، أعلنت السلطات السعودية القبض على فارس الزهراني أحد أهم المطلوبين على قائمة الـ26، في منطقة جبلية بمنطقة عسير جنوب البلاد.
ومع بداية نيسان/ أبريل من العام 2014، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض حكما ابتدائيا بالقتل تعزيرا بحق الزهراني، وتم تثبيت الحكم لاحقا، وفقا لمصادر سعودية.
حمد الحميدي
داعية سعودي قارب على الستين، من عناصر "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، اعُتقل في المواجهات الشهيرة مع قوات الأمن في مدينة الرس عام 2005، حيث قُتل فيها 14 مطلوبا، واعتقل ستة آخرون بينهم الحميدي.
حُكم على حمد الحميدي بالإعدام نهاية العام 2014، بالقتل تعزيرا.
نشر أنصار تنظيم الدولة رسالة قالوا فيها إن الحميدي سرّبها من داخل سجنه، يثني فيها على تنظيم الدولة وإعلان "الخلافة"، وينفي تهم "الخارجية" عنهم، ويدعو لتأييدهم. كما أنهم قالوا في ترجمة له، إنه لازم الشيخ عبد العزيز بن باز لمدة تسع سنوات.
ويرى أنصار تنظيم القاعدة أن "الحميدي هو من أبرز علماء جزيرة العرب"، حيث نشروا العديد من المحاضرات الصوتية له.
للحميدي عدة مؤلفات، منها: "ساء ما يحكمون" رد فيها على دعوات مساواة الرجل بالمرأة، ومطوية "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" أيد فيها تنظيم الدولة، بالإضافة إلى "أقوال أهل الإسلام في الحكم على الرافضة"، وغيرها.
عبد العزيز الطويلعي
"عبد الله الرشيد" و"فرحان الرويلي" و"أخو من أطاع الله"، أسماء مستعارة لعبد العزيز الطويلعي، أحد قيادات تنظيم القاعدة في "جزيرة العرب"، وأحد كتاب مجلة "صوت الجهاد" التابعة للتنظيم.
يرى أنصار تنظيم القاعدة، أن "الطويلعي أحد العلماء الجهابذ، وأنه يعد من القلائل الذين أصدروا فتاوى بتأييد تفجيرات الرياض، وغيرها".
ومن أبرز كتبه: "حكم استهداف المصالح النفطية"، و"انتقاض الاعتراض على تفجيرات الرياض"، و"هشيم التراجعات"، وقد تحدث في الكتاب الأخير عن "التراجعات المزعومة" لناصر الفهد وعلي الخضير وأحمد الخالدي، التي عُرضت على التلفزيون السعودي بعد اعتقالهم، قائلا إنهم أكرهوا عليها.
اعتقل عبد العزيز الطويلعي بعد إصابته برصاص قوات الأمن أثناء مطاردته شرقي الرياض عام 2005، وحُكم عليه بالإعدام بعدها بسنوات بحد "الحرابة".
بعد سنوات من اعتقاله، راجت أنباء بأن الطويلعي فقد عقله بسبب تعرضه لـ"السحر" داخل السجن.
وقال عدد من المعتقلين المفرج عنهم، إن "الطويلعي لم يعد يؤدي الصلاة، وأصبح يخاطب النمل والحشرات".
نمر النمر
يبلغ من العمر 56 عاما، وُلد بمنطقة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرق السعودية، ونشأ في بيئة متعصبة للطائفة الشيعية، حيث إن والده وجدّه كانا من رموز الشيعة في المنطقة.
في عام 1980 غادر النمر إلى إيران ليدرس في حوزاتها العلمية، العلوم الدينية، حيث استمر في حوزة الإمام القائم "عج" في مدينة قم لغاية العام 1990، قبل أن يغادر إلى العاصمة السورية دمشق، وتحديدا منطقة السيدة زينب.
حصل النمر في دمشق على مرتبة "الاجتهاد"، من قبل الرموز الشيعية، ما أهله لقيادة التعليم الديني بين أبناء طائفته في المنطقة الشرقية بالسعودية.
اعتقلت السلطات السعودية، نمر النمر في العديد من المرات بسبب تصريحاته المعارضة لنظام الحكم، حيث إنه هاجم ملك البلاد، وولي عهده في عدة مناسبات، كما أنه دعا لانفصال المنطقة الشرقية عن بقية المملكة.
اعتقل النمر آخر مرّة في تموز/ يوليو من العام 2012 عقب مطاردته من قبل الأجهزة الأمنية السعودية، ما نتج عنه إصابته بعيارات نارية في قدمه.
في 15 تشرين أول/ أكتوبر 2014، حُكم على النمر بالقتل تعزيرا، في حكم صدر عن المحكمة الجزائية المختصة.
ويأتي تنفيذ حكم الإعدام بحق النمر، وسط تهديدات متزايدة من الحكومة الإيرانية، وكبار مسؤوليها بسب إعدامه، حيث تعتبر إيران، نمر النمر، أبرز رجالاتها في المنطقة.