قال رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، إن "حماية الاستقرار السياسي والاقتصادي للأردن يساهم في إحياء الآمال في العالم العربي"، مشيرا إلى أن استقرارها مهم لنا كاستقرار
تركيا".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، أمام منتدى الأعمال الأدرني-التركي الذي يرعاه مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، في العاصمة عمّان، مساء الأحد، على هامش الزيارة الحالية التي يجريها للعاصمة عمّان.
وأكد داود أوغلو "دعم أنقرة لعمّان، من أجل حماية استقراره السياسي، وتحقيق تنميته اقتصاديا".
ولفت رئيس الوزراء التركي إلى أن "تركيا محاطة بأزمات كبيرة، حيث إن بلدانا حليفة وصديقة في المنطقة، باتت لا تصلح للإدارة، وفقدت استقرارها السياسي والاقتصادي، كسوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان".
وشدد على أن "الأردن وتركيا، من بين البلدان التي ما زالت تحافظ على استقرارها السياسي والاقتصادي"، موضحا أن "لقاءاته مع المسؤولين الأردنيين (خلال زيارته الحالية) كانت مثمرة للغاية".
وأشاد "داود أوغلو"، بحسن استقباله وضيافته في الأدرن من قبل الملك "عبد الله الثاني"، ورئيس وزرائه "عبد الله النسور"، مقدما شكره لهما في هذا الإطار، قائلا "عمّان بلدي الثاني".
ولفت إلى أن "حكمة الملك عبدالله الثاني، ورئيس وزرائه، كانت السبب في الحفاظ على استقرار الأردن، الذي يقع وسط منطقة أزمات"، على حد تعبيره.
ونوه رئيس الوزراء التركي، إلى "وجود سياستين في الشرق الأوسط، إحداها ترمي إلى تحقيق التكامل في المنطقة من الناحية الثقافية والاقتصادية، والأخرى تسعى لتمزيقها من خلال نشر الاختلافات العرقية والمذهبية".
وأوضح أن بلاده والأردن، "دولتا جوار لسوريا والعراق"، مضيفا: "نتقاسم القدر نفسه فيما يتعلق بتدفق اللاجئين من سوريا، ومن ثم علينا التعاون والتنسيق بهذا الخصوص في مثل هذه الأيام العصيبة".
وبيّن "داود أوغلو" أن "المنطقة تمر بمرحلة عصيبة، حيث ينتشر إرهابيون في المنطقة مثل بي كا كا، وداعش، إضافة لوجود ظالم كرئيس النظام السوري، فضلا عن مساعي جهات ظلامية (لم يسمها) تستغل عدم استقرار المنطقة، من أجل تمزيقها، غير أن تجاوز تلك المحن يكون عبر ظهور صدق أكثر في حوار الأشقاء فيما بينهم، وتعاون حكومات الشعوب في إيجاد الحلول للمشكلات".
وأضاف قائلا: "مصير هذه المنطقة بين أيدينا، ولا يمكن التفريق بين مصير تركيا والأردن، أو مصير السنة والشيعة، أو مصير الأتراك والأكراد والعرب عن بعضهم".
وفي سياق آخر شدد "داود أوغلو" على ضرورة تسهيل الطريق أمام المستثمرين الأتراك ونظرائهم الأردنيين"، متابعا "علينا رفع الحواجز التجارية بين بلدينا، كنا قد وقعنا في العام 2009، اتفاقية التجارة الحرة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بيننا إلى مليار دولار بعدما كان 500 مليون فقط".
وتطرق رئيس الوزراء التركي، للحديث عن اتفاقية "المنطقة التجارية الحرة المشتركة" بين تركيا ولبنان وسوريا والأردن في 2010، (لم توقع بعد)، مضيفا "لو كنا أنجزنا ذلك الاتفاق، لم يكن لتنظيم داعش أن يظهر في كل هذه المنطقة".
كما أبدى "داود أوغلو" رغبته، في بدء الرحلات الملاحية التجارية "الرورو"، بين ميناءي "العقبة" الأردني، و"اسكندرون" التركي في ولاية هطاي (جنوب) في 2017، وذلك في إطار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
وتابع في هذا الصدد "هدفنا هو رفع التبادل التجاري بين تركيا والأدرن، إلى 5 مليارات دولار، ومصممون على رفع الحواجز كافة بين بلدينا".
وأفاد أنهم يهدفون إلى رفع عدد رحلات الخطوط الجوية التركية إلى مدينة العقبة الأردنية، وتعزيز التعاون في المجال السياحي، قائلا "السياح والمعتمرون والحجاج الأتراك الذين سيقصدون المسجد الأقصى، سيزورونه بعد النزول في عمّان".
بدوره، أوضح رئيس الوزراء الأردني "النسور"، في المناسبة ذاتها، أن اتفاقية الخط الملاحي "الرورو" مع تركيا غير كافية، وأن المطلوب هو قيام رجال أعمال البلدين في إنتاج مشترك بالأردن، على حد تعبيره.
وتابع قائلا: "اتفاقية الرورو، معنية بعبور البضائع، لكنها غير كافية، وإخوتنا الأتراك متقدمون علينا في المجال الصناعي والتكنولوجي، وفي حال اتفاق الصناعيين الأتراك مع صناعيي بلدنا في إنتاج مشترك على أراضينا، فإننا سنقطع شوطا كبيرا في هذا الخصوص".
وأردف قائلا: "علينا التركيز على موضوع عبور البضائع فقط، ومن ثم العلاقات الاقتصادية تحدد طبيعة العلاقات السياسية، وعكس ذلك غير وارد".
ودعا "النسور"، إلى عدم تعثر التعاون الثقافي والصحي والتجاري والتعليمي بين تركيا والأردن جراء الأزمات التي تعاني منها المنطقة، بحسب قوله.
من جانبه أشار "إبراهيم جاغلار"، رئيس غرفة تجارة اسطنبول، في الاجتماع ذاته، إلى تأثر العلاقات التجارية بين تركيا والأردن جراء انقطاع الطريق البري، بين البلدين جراء الحرب التي تعصف بالمنطقة، معبرا عن أمله في سماع أخبار تسر رجال الأعمال الجانبين فيما يتعلق باتفاقية "الرورو".
ووصل رئيس الوزراء التركي، فجر الأحد، عمّان، برفقة عقيلته سارة داود أوغلو، ووزراء الاتصالات والنقل البحري "بن علي يلدرم"، والغابات والمياه "ويسل آر أوغلو"، والاقتصاد "مصطفى أليتاش"، لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين هناك.
والتقى داود أوغلو في وقت سابق الأحد، نظيره الأردني، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا، تناولا خلاله العديد من القضايا والإقليمية الراهنة، ولا سيما الأوضاع في دولة الجوار سوريا، وتداعيات أزمتها على تركيا والأردن.