اقتحام نقابة الصحفيين يثير انتقادات أذرع السيسي ومعارضيه

استمرت الانتقادات الحادة للنظام في مصر لليوم الثاني على التوالي، عقب اقتحام قواته الأمنية نقابة الصحفيين مساء الأحد، حيث وصلت حالة السخط إلى إعلاميي السيسي وأذرعه، فيما نظم العديد من الصحفيين احتجاجا أمام نقابتهم على ممارسات الأمن، وأصدرت حركات سياسية، بينها جماعة الإخوان المسلمين، بيانات تستنكر ما جرى.

كما جرى إطلاق وسومات على وسائل التواصل الاجتماعي،بينها "#بلاها_صحافة" و"#نقابة_الصحفيين" اللذين احتلا مركزين متقدمين على "تويتر".

أذرع السيسي تنتقد.. عيسى وأديب

وأعرب عدد من إعلاميي السيسي عن استنكارهم الشديد لاقتحام الأمن النقابة، واصفين إياه بـ "الفضيحة العالمية" و"الخطأ الذي لا يغتفر".

وقال الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى إن اقتحام النقابة "أمر لم يجرؤ أي نظام مستبد أو حكم ديكتاتوري على أن يفعله من قبل".

وأضاف في برنامجه على فضائية "القاهرة والناس" أن "الحرية والديمقراطية والدستور في خطر داهم وهائل ورهيب.. هذه لحظة فارقة بين المؤمنين بالحرية والديمقراطية وبين هؤلاء الذين يسعون إلى هدم الدولة عبر هدم الدستور والقانون والديمقراطية"، بحسب تعبيره.

وأردف عيسى: "ارتكبت الدولة جريمة كبرى في تاريخ الصحافة والسياسة.. جريمة لم يرتكبها أسوأ الأنظمة ديكتاتورية، واستبدادا". وقال إن "على النظام أن ينتبه، وعلى الأجهزة أن تعي، أن هذه اللحظة فارقة بينها وبين الحرية في مصر"، على حد وصفه.

                            

وفي السياق ذاته، وصف الإعلامي عمرو أديب، واقعة الاقتحام، بأنها "سابقة تاريخية وفضيحة عالمية هي الأولى من نوعها للقبض على عمرو بدر ومحمود السقا".

وقال في برنامج "القاهرة اليوم"، عبر فضائية "اليوم" المصرية، إن "مشهد اقتحام مبنى نقابة الصحفيين لا يمكن تقبله، وهتكون فضيحة في العالم كله".

واعتبر أن ما قامت به وزارة الداخلية "إساءة للسيسي ولمصر"، مشيرا إلى أنه "منذ اقتحام الداخلية للنقابة لم يتحدث مسؤول بها يخبرنا عن سبب الاقتحام بهذا الشكل". وقال: "ما التقييم السياسي لوزير الداخلية بخلاف تقييمه الأمني المتدني جدا؟ هذه أشياء لا يمكن السكوت عنها، وتمثل إساءة للرئيس، والدولة".

وتساءل أديب: "ما الاستفادة من إحداث هذه السابقة التاريخية؟ ما الفكرة؟ ما الشيء الذي وطد الأمن في مصر؟ لماذا هذا التعسف في استخدام القوة؟ نقيب الصحفيين كان قد وعد أنه سيسلمهم نفسه، لماذا لم تنتظر؟".

وأضاف: "هذا المشهد لا يمكن تقبله، وسيكون فضيحة في العالم كله، نقابة الصحفيين هي حصن الحرية، لو كل حاجة أصبحت بلا معنى، يبقى البلد كلها بلا معنى".

                     

"هذا نظام فاشي"

وفي السياق ذاته أيضا، شن الإعلاميون والسياسيون المعارضون لنظام الانقلاب هجوما حادا عبر حساباتهم الشخصية على "فيسبوك" و"تويتر".

فكتب أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح على "فيسبوك": "فيه لسه حاجة عشان نقول ده نظام فاشي.. فيه حد في نقابة الصحفيين بيبرر لهذا النظام.. لسه فيه حجة للنقيب إنه مايعملش زي نقابة الأطباء.. ولا لسه هنلف وندور لحد ما ياخد الصحفيين من بيوتهم..انتفضوا يرحمكم الله".

وقالت عضو جبهة الضمير وحركة مسيحيون ضد الانقلاب، نيفين ملك، عبر حسابها على "فيسبوك": "اقتحام نقابة الصحفيين المصريين حصن الصحافة والصحفيين وانتهاك حقوق أعضائها المعتصمين بها والقبض عليهم من داخل النقابة ليس فقط عملا مجرما عرفا وقانونا ولكنه رسالة تعبر عن واقع كارثي لانهيار كافة المعايير في التعاطي مع الواقع المصري وهو يوم أسود في تاريخ الصحافة في مصر".

وعلق نائب رئيس حزب الوسط محمد محسوب في عدة منشورات له على "فيسبوك"؛ قائلا: "اقتحام نقابة الصحفيين عقاب لاستضافة تظاهرة جمعة الأرض وتنكيل بأبنائها الرافضين لعار التنازل، جنون عكس حجم الجريمة يستدعي تضامنا يعكس حجم الرفض".

وقال في منشور آخر: "اقتحام أمن الانقلاب لنقابة الصحفيين فصل جديد من فصول قتل حرية التعبير لم يحدث في أسوأ الدكتاتوريات.. من يبيع أرض مصر لا يؤتمن على حريات شعبها".

وغرد الصحفي سامي كمال الدين على "تويتر" قائلا: "ما الفرق بين اقتحام #نقابه_الصحفيين واقتحام شقة دعارة؟! إن اللي بيمارس الدعارة ياخد براءة زي غادة إبراهيم واللي بيمارس الحرية يطارد ويسجن، نحن نعيش أزهى عصور الديمقراطية سحييح أقول تاني تحيا ماسر تحيا ماسر تحيا ماسر".

وقال الحقوقي هيثم أبو خليل في تغريدة له: "في الدول الحقيقية المتظاهر له حماية كاملة بمجرد دخوله مكان خاص، في جمهوريات الموز الصحفي مستباح وهو معتصم داخل إحدى منظمات المجتمع المدني التي ينتمي لها واللي هيا المفروض لها استقلال وحصانة علشان هي ظهير للشعب ولحمايته من توغل السلطات التنفيذية..!".

ودونت المتحدثة باسم نساء ضد الانقلاب آية علاء حسني، المتواجدة في اعتصام أسر الصحفيين المعتقلين: "شوية أسئلة مشروعة مسهراني... عن فضيحة امبارح.. #‏اليوم_العالمي_لاقتحام_النقابة.. هو سيادة نقيب الصحفيين كان هيسلم الصحفيين إلى معتصمين جوا النقابة ازاي!! هوا دا يتسمى ايه؟!".

وتساءلت آية: "طب ازاي أي صحفي يقبل بتسليم زميله... ومن مين... من النقيب إللى انتخبوه!! طب هو أي حد مطارد من الصحفيين بدل ما النقيب يطالب بعدم حبسه من المقام الأول يسلمه ويبقى مطمن للنقيب تاني ازاي أصلا!! طب هو القسم إلى سيادتك حلفت عليه ايه... كفته؟!".

وتساءل الكاتب أنس حسن في منشور له على "فيسبوك": "ثورة إيه اللي هتقوم ع إيد ناس بتدور في الدستور عشان تثبت ان اقتحام النقابة غير قانوني، وبتخاطب رئيس الدولة المجرم عشان يقيل وزير داخليته المجرم لأنه دخل عالغرزة بتاعتهم، المفروض هو وظيفته يقمع الشعب بس إنما توصل للصحفيين لاااا طبعا يتم إقالته".

"#بلاها_صحافة" و"#نقابة_الصحفيين" يتصدران

ودشن النشطاء عبر "تويتر" وسمي "#بلاها_صحافة" و"#نقابة_الصحفيين"، اللذين تصدرا قائمة أعلى الوسوم تداولا عبر "تويتر" خلال ساعات اليوم الاثنين.

وعبر وسم "#نقابة_الصحفيين"، قال الصحفي والباحث أيمن الصياد: "إنعاشا لذاكرة الذين أدمنوا تهمة "الأخونة"، أحد الذين تم القبض عليهم داخل #نقابة_الصحفيين، عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد".

وتابع الصياد: "عندما تقتحم قوات الأمن #نقابة_الصحفيين للمرة الأولى في تاريخها، وليلة اليوم العالمي لحرية الصحافة فالواقعة تغني عن أي تعليق".

وغرد رئيس حزب البديل الحضاري أحمد عبد الجواد: "يازملاء المهنة كفوا عن مناشدة السفاح السيسي كلنا يعلم أن بلطجية الداخلية لم تكن لتجرؤ على اقتحام النقابة دون موافقة السيسي".

وسخر الصحفي سلامة عبد الحميد قائلا: "الحل: الإخوان يطلعو بيان تضامن مع #نقابة_الصحفيين ضد اقتحامها من الشرطة. ترد النقابة: بالعند في الإخوان مسامحين الشرطة ورصيدها لدينا يسمح".

وغرد الوزير الأسبق عمرو دراج: "من قتل المتظاهرين وحرق المساجد واقتحم الجامعات وقتل الطلاب وفرط في تراب الوطن يهون عليه اقتحام #نقابة_الصحفيين".

وقال نائب عضو جبهة الضمير: "الشرطة علشان اتحط عليهم في عيدهم 25 يناير بتشوف أي عيد عالمي وبتحط على الفئة دي وآخرهم في العيد العالمي للصحافه تقتحم #نقابة_الصحفيين ".

"مصر تتحول إلى حظيرة الصمت"

وفي السياق ذاته، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانا للتنديد باقتحام الأمن لنقابة الصحفيين، حيث قال متحدثها الرسمي محمد منتصر عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "ما جرى مساء اليوم باقتحام قوات السلطة العسكرية حرمة نقابة الصحفيين واعتقال واختطاف عضوين بالنقابة، وفض اعتصام أسر الصحفيين المعتقلين، تصعيد وجريمة غير مسبوقة لم يجرؤ أحد على فعلها من قبل".

وأضاف البيان: "إن هذه الجريمة غير المسبوقة هي اعتداء على الأسرة الصحفية بأسرها، وهي امتداد لجرائم قتل واعتقال الصحفيين على يد هذه السلطة الانقلابية، إن اقتحام وانتهاك حرمة النقابة واعتقال صحفيين على خلفية اتهامهم بالدفاع عن مصرية جزيرتي “تيران وصنافير” جرم إضافي ترتكبه هذه السلطة الخائنة".

واختتم بالقول: "هذه هي دولة العسكر القمعية التي تكمم الأفواه، وتقيد الحريات، وتسرق الوطن وتبيع أرضه وتقمع كل حر متمسك بوطنه وحريته"، بحسب تعبير البيان.

واستنكر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي اقتحام النقابة، معتبرا أنها "سابقة أولى في تاريخ النقابة منذ نشأتها، ولم تجرؤ عليها أجهزة أمن في أي عصر وفي مواجهة أي اعتصام، سواء ارتبط بمواجهة تشريعات كقانون حماية الفساد ومحاولات تحويل النقابة إلى ناد اجتماعي، أو حملة تطهير المؤسسات الصحفية من المعارضة وغيرها من المحاولات التي أسقطها نضال الصحفيين على مر العصور".

وأضاف الحزب في بيان مطول أصدره اليوم الاثنين: "اقتحام نقابة الصحفيين يأتي في سياق تصعيد الحملة ضد الحريات، وتحميل الصحافة مسؤولية فشل وإخفاق مؤسسات الحكم، وتحويل مصر إلى بلد للصوت الواحد والعودة بالشعب إلى حظيرة الصمت".