تصاعدت الاتهامات التي طالت السفير الفلسطيني في جمهورية صربيا، فيما يخص بيع
تأشيرات سفر لمهاجرين.
ونفى
السفير محمد نبهان التهمة، قائلا إنها نتيجة فضحه ممتلكات عقارية لمحمد
دحلان في صربيا.
وقالت الصحيفة الصربية "بليك" إن السفير استفاد من موقعه الدبلوماسي، وباع عشرات من تأشيرات السفر للمهاجرين الأثرياء الذين مروا من صربيا. وفق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
وقالت الصحيفة إن نبهان باع تأشيرات سفر للمهاجرين من فلسطين وسوريا والعراق والأردن، بسعر يتراوح ما بين3.000 -5.000 يورو؛ من أجل السفر دون معوقات إلى أوروبا الغربية عبر صربيا.
وأضافت الصحيفة أن السلطات الأمنية تقوم بالتحقيق مع السفير الفلسطيني، والذي يشتبه بأنه قام بإساءة استخدام موقعه، وبتورطه في شبكة قامت ببيع التأشيرات للمهاجرين".
ونفى السفير تلك الاتهامات، وقال على صفحته في "فيسيبوك" إن الاتهامات ما هي إلا فبركات وأكاذيب مطبوعة على "أوراق صفراء".
وأضاف أن "هذه الصحيفة ليست رسمية، وهي صحيفة تابلويج تملكها شركة "رينغر أكسل سبرنغر"، ومقرها في زيوريخ السويسرية، هي صحيفة معروفة بأنها للعلاقات العامة والدعاية، يستخدمها اللوبي الصهيوني في أوروبا".
وبحسب مصادر أمنية اقتبست منها صحيفة "بليك"، فإن السفارة الفلسطينية قامت بتحويل 43 طلبا لوزارة الخارجية الصربية تخص 122 شخصا تقدموا بتأشيرات في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو.
وقالت المصادر ذاتها، التي اقتبست منها الصحيفة الصربية، إن النبهان كان ينسق مع مسؤول بارز في وزارة الداخلية الصربية حتى 19 حزيران/ يونيو، وقدم له قائمة بأسماء مهاجرين فلسطينيين قالوا إنهم سيدخلون صربيا عبر قبرص.
وقالت الصحيفة إن نبهان قام بتحويل طلبات التأشيرات إلى القنصلية الصربية في إسطنبول، وزار المدينة التركية أكثر من مرة؛ من أجل الحصول على حصته من بيع التأشيرات.
وتم تحويل التأشيرات إلى أحد الأشخاص المرتبطين بالسفير، وهو صاحب محل جزارة اسمه زكي ناصر البواب، يعيش في العاصمة
بلغراد، وقام ببيعها للمهاجرين. ومن بين المرتبطين بالشبكة تاجر سلاح وصاحب أكبر فندق في بلغراد.
وقالت الصحيفة إن التحقيقات لا تزال مستمرة، للكشف عن التفاصيل، خاصة أن زبائن السفير هم من الشخصيات المهمة القادرة على دفع الثمن المطلوب.
وتتابع وزارة الخارجية الفلسطينية القضية بعد أن نشرت وكالة "معا" تفاصيلها عن الصحيفة الصربية.
وفي معرض دفاعه عن نفسه، قال نبهان عبر "فيسبوك" إن الهجوم ضده نابع من المواجهة الكلامية مع محمد دحلان، الذي طرد من حركة فتح عام 2011، بعد اتهامه بالفساد المالي.
ويعيش دحلان الآن في أبو ظبي، ويعمل مستشارا أمنيا -كما يقال- لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد.
ونشر موقع "ميدل إيست آي" عن الدور الذي لعبه دحلان في صفقة سلاح بين صربيا والإمارات العربية المتحدة.
ومنح دحلان وعائلته الجنسية الصربية في الفترة ما بين 2013- 2014، حسب وثائق الدولة الصربية التي حللتها "شبكة التحقيق الصحفي البلقانية".
وقال النبهان -الذي يعمل سفيرا في صربيا منذ عشرة أعوام- إنه اكتشف عقارات لدحلان في صربيا على شكل استثمارات تقدر مساحتها بـ500 فدان، وأضاف أنه أبلغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عنها، وكان واضحا أن هذه الأراضي تم شراؤها من مال الفلسطينيين، ما حدا بعباس لطرح الموضوع ملكية الأرض أثناء زيارته لبلغراد، ووعد الرئيس الصربي بدراسة الموضوع.
ويؤكد النبهان أنه "عندما بدأ دحلان بشتم الرئيس واجهته وقلت إنه لا يملك الحق لقول هذه الأشياء، وعليه أن يقدم مظالمه أمام القيادة، ومنذ ذلك تحولت (العلاقة بيننا) إلى مواجهة مفتوحة".
ويضيف: "من هنا بدأ الهجوم علي، ونجحوا بتجنيد موظف معتوه يعمل في السفارة، وقدم لهم المعلومات التي فبركوها ونشروها".
وأوضح نبهان أن السفارة أرسلت لوزارة الخارجية ملاحظة تقول إننا أرسلنا تأشيرات هذا العام لمواطنين فلسطينيين، طلابا ومرضى، و81 وفدا.