امتدحت نخب يمينية
إسرائيلية الرئيس الروسي فلادمير
بوتين، مشيرة إلى أن العوائد الاستراتيجية للعلاقة مع موسكو باتت "أكبر من أن تحصى".
وأشارت الكاتبة كارولين كليغ إلى أن بوتين يعزز خطاب اليمين الإسرائيلي من خلال تجاهل القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه لم يظهر خلال لقاءاته المتكررة مع
نتنياهو أي اهتمام بالقضية الفلسطينية، التي "لا تعد ضمن القضايا المهمة لزعيم الكرملين".
وفي مقال نشره اليوم موقع صحيفة "معاريف"، نوهت كليغ، وهي ذات توجهات يمينية، إلى أنه بخلاف قادة أوروبا الذين يربطون علاقتهم بإسرائيل بسلوكها تجاه الفلسطينيين، فإن بوتين لم يقدم على هذا الربط مطلقا "إلا من باب دفع ضريبة كلامية من خلال حديثه عن ضررة حل الصراع بالطرق السلمية".
وشددت كليغ على أن بوتين معني بمنح العلاقة مع إسرائيل أبعادا رمزية ذات دلالة، مشيرة إلى أنه استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته الأخيرة لموسكو "استقبال الملوك".
وأوضحت كليغ أن بوتين يرى إسرائيل "شريكا حقيقيا وموثوقا في الحرب على الإسلام المتطرف، في حين أن القادة الأوروبيين يحاولون الضغط علينا من خلال إثارة القضية الفلسطينية من جديد، كما تجلى ذلك في مؤتمر باريس".
واعتبرت كليغ أن زيارات نتنياهو المتواصلة لموسكو تدلل على "تراجع مكانة الغرب" بالنسبة لإسرائيل التي اكتشفت الطاقة الهائلة الكامنة في والتحالف والشراكة مع الروس.
ونوهت كليغ إلى أن بوتين لا يسمح فقط لإسرائيل بالتأثير في الواقع السوري، بل إنه يأخذ بعين الاعتبار مواقفها من مستقبل حل الصراع القائم في سوريا، مشيرة إلى أن كل الدلائل تشير إلى أن بوتين يفضل إسرائيل على إيران وأي طرف يدور في فلكها.
وشددت كليغ على أن بوتين يرى أن التنسيق مع إسرائيل "يعد ضمانة للحفاظ على مصالح
روسيا في المنطقة في ظل حالة الفوضى التي تعم المنطقة".
ونوهت كليغ إلى أن نتنياهو يدرك أن توثيق العلاقة مع روسيا على اعتبار أن فرص تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة قائمة سواء في حال فازت هيلاري كلنتون أم فاز دونالد ترامب.
وأوضحت كليغ أن روسيا مستعدة للتعاون مع إسرائيل لقمع تطلعات إيران النووية والتصدي لتركيا، إلى جانب تحمسها للتعاون مع تل أبيب في مجال الطاقة.
وخلصت كليغ إلى القول إن إسرائيل تحصل على "عوائد استراتيجية بالجملة" من روسيا.
وفي السياق، قال الجنرال إليعازر مرور، القائد الأسبق لسلاح البحرية الإسرائيلي، إن روسيا سمحت لوزير الحرب الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان بأن يثبت جدارته، من خلال قراره تنفيذ هجمات في سوريا على الرغم من كثافة الوجود الروسي.
وفي مقال نشرته "معاريف" بالأمس، نوه مروم، المرشح لتولي منصب وكيل زارة الحرب وذو التوجهات اليمينية، إلى أن الغارة التي شنتها إسرائيل قبل أيام بالقرب من مطار دمشق كانت أول قرار يتخذه وزير الحرب الجديد، مشيرا إلى أن ليبرمان يريد أن يدلل على أن "تغيير هوية وزير الدفاع لن تؤثر على جدية إسرائيل في الحفاظ على مصالحها في سوريا".