كشفت شهيندخت مولاوردي، مساعدة
روحاني لشؤون المرأة والعائلة، في لقاء مع وكالة "إيلنا"
الإيرانية عن ارتفاع عدد حالات
بيع الأطفال في إيران، قائلة إن "ظاهرة بيع الأطفال قبل ولادتهم في إيران باتت أكثر من الأطفال المولودين"، كما صرحت للوكالة الإيرانية.
وأضافت مساعدة روحاني: "نشاهد اليوم أن تجارة بيع الأطفال أخذت أشكالا مختلفة في إيران ومن ضمنها بيع الأطفال في الرحم قبل الولادة، ولا نمتلك إحصائية دقيقة عن عدد الأطفال الذين يتم بيعهم، ولكن نعلم أنه بسبب ازدياد نسبة هذه التجارة أصبحت هذه الظاهرة ضمن الأخبار المنتشرة في إيران".
وأوضحت مولاوردي الأسباب التي تدفع الأمهات لبيع أطفالهن قبل الولادة، قائلة إن "هناك سلسلة من العوامل المشتركة التي تدفع النساء الإيرانيات إلى بيع أطفالهن في أرحامهن قبل الولادة، ومن أهم هذه العوامل الفقر الاقتصادي والفقر الثقافي والإدمان، حيث إن العديد من النساء المشردات ينامون في الليل داخل صناديق الكارتون.. وزواج القاصرات".
ولمعالجة ظاهرة تجارة بيع الأطفال في الرحم قبل الولادة في إيران، قالت مساعدة روحاني: "إذا أردنا القضاء على ظاهرة بيع الأطفال في إيران، فعلينا أن نلتفت ونهتم لمجموع هذه العوامل التي تسببت بهذه الظاهرة، ونعمل على حل هذه المشاكل".
ومن جانب آخر، كشفت فاطمة دانشور، رئيسة اللجنة الإجتماعية في مجلس بلدية طهران، عن أسعار بيع الأطفال في العاصمة الإيرانية طهران، قائلة إن "النساء العاهرات في طهران والنساء اللواتي ينمن في صناديق الكارتون بلا مأوى في الولادة وقبل الولادة، يبعن أطفالهن بسعر ما بين 200 و100 ألف تومان (40- 70 دولارا أمريكيا".
وفي السياق ذاته، قال حسن موسوي جلك، رئيس الجمعية الإيرانية للأخصائيين الاجتماعيين، لوكالة أنباء "شبستان" إنه "يتم تأجير هؤلاء الأطفال في إيران للتسول أو يتم بيعهم وهذه قضية معقدة ومثيرة للقلق".
وكشف موقع "توانا" الإيراني عن حالات مثيرة تخص بيع الأطفال في إيران، منها حادثة "مؤلمة" لزوجين شابين إيرانيين، ولد طفلهم في مستشفى الخميني في طهران، ولكن بسبب الفقر لم يستطيع الأب دفع فاتورة المستشفى لسداد تكاليف الولادة، واتفق مع زوجته لبيع مولودهم، وتم بيع الطفل بمبلغ 5 ملايين تومان إيراني (1500 دولار أمريكي) مع تحمل تكاليف مستشفى الخميني وسداد فاتورة الولادة من قبل الشخص الذي قام بشراء الطفل.
وقال موقع "توانا" إن هذه الظاهرة لم تقتصر على العاصمة طهران فقط، حيث تم اعتقال عصابة مكونة من عدة أشخاص لبيع الأطفال في أصفهان، واعترف أفراد هذه العصابة ببيع 145 طفلا إيرانيا، في حين كان أغلب زبائن هذه العصابة من دولة الكويت.
وينتقد الإيرانيون انتشار ظاهرة تجارة بيع الأطفال في إيران، ويقولون إنه بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على الثورة الإيرانية، لم تحقق هذه الثورة شعاراتها التي طرحت من قبل الخميني ورجالات الدين للقضاء على الفقر والتمييز وإهدار المال العام في إيران، بينما نشاهد اليوم انتشار ظواهر اجتماعية مرعبة بين الشعب الإيراني، من بينها تجارة بيع الأطفال الإيرانيين بسبب انتشار الفقر والبطالة والإدمان في البلاد.