نشرت صحيفة "إلبيريوديكو" الإسبانية، تقريرا تحدثت فيه عن مجموعة من طالبي اللجوء، الذين قدموا إلى مكان وقوع
الزلزال في
إيطاليا، للمساعدة في أعمال
الإغاثة، "ما سيساهم في اندماجهم في المجتمع الإيطالي".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه أمام تجاهل المجتمعات الأوروبية، وتغافلها عن قضايا اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في السنوات الأخيرة؛ فقد تشجعت هذه المجموعة من طالبي اللجوء، وبادرت بالمساعدة في واحدة من إحدى الأزمات التي حلت بإيطاليا.
ونقلت الصحيفة قول الشاب السنغالي لمين أوديايي، المشارك في عمليات إغاثة الزلزال الذي ضرب إيطاليا؛ إنه جاء إلى هنا ليرد الجميل، ويقدم القليل من
المساعدة، ويعترف بفضل بعض الإيطاليين الذين قدموا له الكثير من الإعانات.
وقال أوديايي: "أنا هنا من أجل مساعدة الإيطاليين.. لقد ساعدوني كثيرا، ولن أنسى ذلك أبدا".
وأضافت الصحيفة أن هذا الشاب هو واحد من العديد من المتطوعين الذين جاءوا من جميع أنحاء إيطاليا للمساعدة في عمليات الإنقاذ في جبال الأبينيني الإيطالية، "لكن هذا الشاب فريد من نوعه، فمن الغريب أن نرى أحد الضحايا؛ يتشجع ليصبح أحد عمال الإنقاذ".
وأشارت إلى أن هؤلاء الشبان هم جميعا من القارة الأفريقية؛ من دول مثل السنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وغامبيا وغانا، كما أنهم جميعا من طالبي اللجوء، وهم الآن من المتطوعين في عمليات الرفع وصيانة مخيم النازحين "أركواتا".
وأوردت الصحيفة قول أوديايي بأنه هو كذلك أحس بالخوف عندما كانت الأرض تهتز، وكان ذلك أسوأ شعور عرفه في حياته. ويتذكر الشاب كيف كان هو منذ أشهر في حاجة إلى المساعدة، وكيف تغير الأمر في ليلة وضحاها، وأصبح هو من يقدم المساعدة.
ونقلت الصحيفة عن باولو بيرنابوتشي، منسق المجموعة، ورئيس إحدى المنظمات غير الحكومية، التي تعمل لأكثر من عشرين عاما في خدمة طالبي اللجوء في منطقة ماركي، قوله إن المبادرة الأصلية كانت نتيجة فكرة هؤلاء الشبان، مؤكدا أنه "على الرغم من الصعوبات الكثيرة؛ فقد كان أحد أهدافنا هو دمج هؤلاء الشبان في المجتمع، ولذلك فقد قبلنا مقترحهم دون التفكير كثيرا".
وأضاف بيرنابوتشي: "بسبب البيروقراطية وانعدام الثقة التي يشعر بها البعض تجاه المهاجرين؛ فإنه لم يكن من السهل جلب الشبان الأفارقة إلى المناطق المتضررة من الزلزال. وكما هو الحال دائما؛ فقد أثير الكثير من الجدل، إلا أن النتائج التي حققناها تجعلنا نشعر بفخر كبير".
وأوردت الصحيفة عن أحد عناصر المجموعة، وهو ميدوليم سار، قوله إنه "يأمل في أن تكون هذه فرصة ليعرف من خلالها العالم أن المهاجرين ليسوا سيئين".
وبعدما أتمت المجموعة صلاتها الجماعية؛ فقد قال أوديايي للصحيفة إنه ينتظرهم الكثير من العمل، لكن لديهم القليل من الوقت، لذلك فإنه سيبذل هو وفريقه قصارى جهدهم.